2018/12/13

دراسة نقدية يكتبها الشاعر المبدع محمد عبد الله المراغي لقصيدة الشهيد للشاعرة نهلة أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن اليوم بصدد أن نتعرض لقصيدة شاعرة أثبتت مكانتها في الأدبية وأصبح لها شأن ووجود محتم في ساحتنا الأدبية إذ أثبتت من خلال قصائدها وإبداعها الأدبي مكانتها على الساحة الأدبية وكانت شاعرتنا الفريدة والقديرة (نهلة أحمد) في بداية مشوارها الأدبي تحبو حبوا بطيئا في كتاباتها دون التعرف علي عروض الشعر (البحور والأوزان) ولكنها في فترة قصيرة جدا وجدتها وقد قفزت قفزة عالية بهمة ومثابرة منها وإذ تنم هذه القفزة والهمة العالية في شعرها فإنما تنم عن عزم وإصرار من الشاعرة في أن تثبت قدمها ونفسها كشاعرة لها إبداعها ولونها المتفرد وقد ساعدتها هذه القفزة علي أنها ذات موهبة شعرية وأدبية عالية في الدقة والتعبير لكن كان ينقصها حين ذاك تطويع كتاباتها عروضيا وقد فازت علي نفسها وأصرت أن تثبت لنفسها أولا وللآخرين ثانيا انها شاعرة بمعني الكلمة وهانحن اليوم أمام قصيدة من قصائد شاعرتنا القديرة (نهلة أحمد) الشاعرة العراقية تتكلم في قصيدتها عن الشهيد.
والقصيدة نسجتها شاعرتنا علي البحر الكامل وان قافية القصيدة (الدال المضمومة)
تتكلم شاعرتنا نهلة أحمد عن الشهيد ومايجده في استقباله في جنة الخلد عند ربه
=تقول شاعرتنا في أول أبيات القصيدة إذ تقول
الكون من عبق اللقاء سعيد
فلقد سما في منكبيه شهيد.
تصور شاعرتنا هنا صورة جمالية غاية في الروعة إذ تشبه الكون كأنه مجموعة من الأفراد أو مجموعة من الملائكة ينتظرون عرسا يتقدم لهم وهم في انتظاره لتهنئته والمباهاة به
الكون وهم الملائكة ينتظرون عرس الشهيد الذى يزف إليهم إذ تقول الكون وهم الملائكة من لقاء الشهيد اليوم سعداء بلقائه ومصافحته لأنه وصل لرتبة أعلي من رتب الإنسان العادي هؤلاء الملائكة يقدمون هذا الحفل العرسى البهيج وهم يزفونه إلى جنة الخلد.
=ثم تنتقل شاعرتنا القديرة إلي أن الكون سما بهذا الشهيد وهنا تصوير بلاغي غاية في الدقة إذ تشبه الكون أن له منكبين كأنه انسان يحمل علي منكبيه هذا الشهيد وهو يودعه الي مثواه الأخير وبهذه الصورة قد بلغت دقتها العاليه في التشبيه.
=وتنتقل شاعرتنا بعد ذلك إذ تقول
نجم تلألأ بالعزيمة والإبا
والله يمنح من يشا ويزيد.
تشبه الشهيد بالنجم المتلألأ وكأن هالة من نور تصاحب هذا الموكب الرباني الفريد والذى يستقبله رب العزة عز وجل.
تقول ان الله يمنح من يشاء من عباده بهذه الهبات الربانية وكأنه يريد المولي عز وجل أن يقول لنا أن الشهيد ليس كمثل اي فرد من البشر
وكأنه يريد أن يقول أيضا أن الشهداء هم المصطفون من الله عز وجل.
=وتنتقل شاعرتنا بعد ذلك الي البيت الذى يقول (إنا نموت جميعنا وشهيدنا
حيى ويرزق لا يموت أكيد.
تريد أن تقول ان الشهداء عند الله أحياء لايموتون بعكس أفراد المجتمع فإن الموت مكتوب عليهم فقط أما الشهيد فهو عند مولاه حيى يرزق وهذا وان دل علي شيئ فإنما يدل علي أن الشاعرة تود أن تقول ان استمرارية الحياة بعد الموت إنما هى للشهداء عند ربهم.
وإذا نظرنا إلى القصيدة نظرة إجمالية فإننا أمام شاعرة افاضت افاضة جميلة رائعة في تصوير محفل وهو حفل عرس الشهيد وهو ذاهب للقاء ربه فمن منا لايسعد بالشهادة في سبيل الله ولقاء ربه عز وجل.
=ثم تنتقل الشاعرة للبيت الذي يقول
(الأرض تحضنه ويمنح في السما
من ربه مايشتهي ويريد.)
صورت الشاعرة هنا أن الأرض جميعها من إنس وجن وجماد ونبات تحتضن هذا الشهيد حين تودعه الي السماء وان مايحبه ويشتهيه إنما يجده هناك في جنة الخلد فأي تكريم بعد هذا التكريم الذى صورته شاعرتنا القديرة لهذا المحفل الكريم وهذا العرس البهى.
غير ذلك أن هناك ماينتظره من الحور العين في بهاء وسعادة ترتجى وصلا له لما قدمه من اغلي شيئ يمتلكه وهي نفسه التي لم يبخل بها في إعلاء كلمة الحق والدين..
وفي نهاية دراستى لهذه القصيدة فإنني أمام شاعرة تحس كلماتي وأحس انا كذلك أنني عاجز وكلماتي عاجزة هى أيضا عن ايفاء حق هذه الشاعرة (نهلة أحمد) الشاعرة العراقية القديرة فيما كتبت وفيما تكتب.
وفي نهاية قولى أود أن أقول إنني أمام شاعرة استطاعت أن تثبت مكانتها وجدارتها الأدبية علي الساحة الأدبية والثقافية في فترة وجيزة جدا.....
فإلي الأمام مع مزيد من التقدم والتوفيق تحياتي..
الشاعر : محمد عبدالله المراغي
جمهورية مصر العربية
الخميس الموافق
13/12/2018 م

الشَّهيد

الكَونُ مِن عَبَقِ اللقاءِ سَعيدُ
فَلَقَد سَمَا في مَنْكِبَيهِ شَهيدُ

نَجمٌ تَلألأَ بالعَزيمةِ والإبا
واللهُ يَمنحُ مَن يَشا ويَزيدُ

إنَّا نَموتُ جَميعُنا، وشَهيدُنا
حَيٌّ ويُرزَقُ لا يَموتُ أكيدُ

فهُوَ الذي بَذَلَ النَّفيسَ لِرَبِّهِ
والنفسُ أغلى ما الأنامُ تَجودُ

وهو الذي ضَحَّى بِصدقِ عَقيدَةٍ
وهو الذي عندَ الحَميدِ حَميدُ

فالعيشُ في حَرمِ الإلهِ سعادةٌ
والمَوتُ في سُبُلِ الشهادةِ عِيدُ

الحَقُّ يَعلو في سبيلِ بَقائهِ
ومَلائكُ الرحمنِ فيهِ تشيْدُ

بِسِماتِهِ يَسمو وتَعبَقُ روحُهُ
حُبًّا ويَنزفُ للحبيبِ وريدُ

مُتَهللاً مُستبشراً بجَنابِهِ
دنياهُ يَحدو فَيْئَها تَمجيدُ

الأرضُ تَحضنُهُ ويُمنَحُ في السما
مِنْ رَبِّهِ ما يَشتهي ويُريدُ

واللهِ لو علمَ العَدوُ مَكانَهُ
ماكانَ كادَ ولا تراهُ يَكيدُ

قِمَمَ الإباءِ قد اعتلَى بإبائهِ
يُشْدَى لهُ في الجَنتينِ نَشيدُ

والحورُ قد زادتْ بهاءً تَرتجي
وصلاً لهُ ويَحُفُّها التغريدُ

لَبَّى النداءَ بِصدقِهِ وبِعَزْمِهِ
وكأنهُ عند اللقاءِ حَديدُ

........
شعر / نهلة أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات