2018/12/29

(سأحتويك ) شعر / نور صباح احمد .-(قراءتى النقديه )/ رفعت بروبي

(قراءتى النقديه ) اليوم الخميس 27 ديسمبر 2018م ، لنص شعرى ، لشاعرة وضعت قدمها على طريق الابداع وسارت فيه محققة رقيها اللغوى وتفردها البلاغى ، هى صديقتى القديرة ،الشاعره ( نور صباح احمد ) .ابنة غذاء اللروح والفكر وفرسان الشعر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(سأحتويك ) شعر / نور صباح احمد .
===========
سأحتويك
واحتضنك
واخفيك عن
كل العيون
لترتاح جفونك
على صدري
وتهفوا دائما .
.روحك لقربي
ساعتصر
خمر شفتيك
والثم الرضاب
واثمل من رشف اللمى
وستعلن الاستسلام
في قمة الهيام
وترفع رايتك البيضاء
وتقول هيت لك
باقي عمري
أ ياعشقي
فانتي شفائي
من كل داء وسقم
فمن لي غيرك فاتنتي
احتويني فكلي
يريدك انتي
===================================
القراءة النقديه للنص)
ــــــــــــــــــــ
بادئ ذى بدء ،، سوف نتناول النص (نقدا ) من خلال (المنهج البحثى ) وهو (اصعب المناهج النقديه على الاطلاق ) إذا يبحث بكل صغيرة وكبيرة بالنص ، وهو المنهج الذى أيده الكثيرون أمثال الناقد (الغربى / كساجروس ) كما أثنى عليه استاذنا الناقد المصرى الكبير دكتور (شوقى ضيف ) رحمه الله .
( العنصر البلاغى )
ـــــــــــــــ
وعودة لنصنا (محل النقد ) وموضوعه،، يشرفنى القول ، لقد طالعت هذاالنص الشعرى بدقة متناهية ، بداية ،فوجئت ( بالاستهلالية الرائعة ) للشاعرة ( نور صباح احمد ) فأدركت على الفور أننى بصدد التعرف على نص شعرى يحوى ( أقصوصة ) وصدق حدسى ، إذ ـ بولوجى للب النص أدركت بالفعل ــوجود ( حكى درامى ) قصصى ، من خلال ( التقريرية المباشرة ) ( سأحتويك // وأحتضنك / وأخفيك عن العيون ) ، وبذلك يكون النص قد (ارتقى بلاغيا) اتخذ (صفة الحكى الدرامى ) وبدرجة كبيرة ، كمن اتخذوا (نهج الحكى )( اسلوبا بلاغيا) صاغوامن خلاله إبداعاتهم ، بدأت شاعرتنا القديرة ( نور صباح احمد ) نصها ، فأدركت على الفور ـ أنها بصدد (معايشة الواقع قليلا )،راحت الشاعرة تستكمل بوحها بقولها ( ترتاح جفونك على صدرى ) هى (صورة شعرية جمالية رائعة للغاية ) وهو البوح العاطفى الصادق والرقيق ، وهى صورة رائعة استحضرت فيها الحبيبة ،واستدعت لنا (صورة وشخص الحبيب)، عدة استدعاءات تجسدت فى عــدة لوحات شعريه متتالية جاءت فى (سيمتريه ) متزنة ، متساوية ، ورائعة (التسلسل الدرامى ) و ( التنويع الحدثى ) ،جاءت صورها الشعرية المتتالية ـ بمنتهى الجمال والرقة المغرقة فى الرومانسيات العذبة ، رسمتهاالشاعر (باقتدارلغوى/ بلاغى ) بقمةالرقى ، ( وتهفو دائما روحى لقربك ) صور شعرية بقمة البلاغة والنضج الفنى ، راقية المعانى ، متبعة طريقة (السرد التتابعى ) بدون توقف حتى لالتقاط الانفاس ، بما يجعل (القارئ ) يلهث خلف المفردات ليصل لمبتغاه وهو ( نهاية الحكى ) وهو اسلوب بلاغى بقمة الرقى والتطور ،بما يعيدنى لشاعرنا العربى السورى الكبير ( عمر ابو ريشه ) وقوله ( حوّلى ناظريك عنى فما استطيع // أجلو سرا هناك خفيا /// خدرينى بنغمة تقتل اليأس / وتهمى بالمسكرات عليا // حسنا تفعلين ، غنّى /اعيدى // اخفضى الصوت تميمة إليا ) اتركينى على ذراعك أغفو //وأذيبى الاصداء شيا ّ فشيّا ) ، ثم يستمر بوح شاعرتنا بقولها ( سأعتصر خمر شفتيك ) هى حالة من ( الذوبان بذات الحبيب // الامتزاج/ التفاعل الحدثى ) هكذا ،،، تتابع المفردات فى اتساق تام ووفق (تسلسل الحدث الدرامى ) فهى الحبيبة التى تعايش مواسم الحزن معايشة صادقة حيث نسيت فيه ربيع حياتها التى تجرى بأنفاس ها ، هى المفتقرة لمن يدرك مشاعرها ، يعى مطالبها ، وأولها الاستماع لقلبها والتعايش ونبضها الحائر بين هذه (الصامت ) وبين ( تتابع مرورالأيام الخوالى بدون قلب يلملم شتاتها المبعثرة بوديان الشوق ، هى عدة لوحات شعريه مبهرة ومغرقة فى أرقى ( كلاسيكيات ) ، هذه اللوحات وتلك الصور والتراكيب الشعرية (المغرقة فى الرومانسيات ) وأيضا هى ( نبرة الحنين ) السائدة اعمال غالبية شعراء ( الكلاسيكيه ) عامة ، فهى تقرر نهاية عالمها العاطفى والوجدانى ، لتذكرنى بقول الشاعر المصرى الكبير ( محمد التهامى ) وقوله ( فمن قدرى يسيل الحب قسرا / وكيف أفر منه وهو قدرى ) هو قدر الحبيبة والذى يذكرنى بقول الشاعر العربىى الكبير (ابن هانئ / أبو القاسم بن مسعود ) وقوله ( لم يزدنا القرب الا هجرة / فرضينا بالتنائى والبعاد // فهل تجيرون محبا من هوى // أو تفكون أسيرا من صفاد ) ، ثم تفجؤنا الشاعره ( نور صباح احمد ) بجملتها الشعريه ( وأثمل من رشف اللمى // وستعلن رايتك الاستسلام ،وتقول هيت لك ) ،، هو بوح الحبيبة بعدما استنفذت كل صبرها انتظارا لغد عاطفى افضل ، بعدما جنت الندم ، من صمت الحبيب ، لهى تذكرنى بعبارة حفظتها للروائى الانجليزى الأصل ( أرنست هيمنجواى ) بروايته الشهيرة ( العجوز والبحر ) وعلى لسان بطل الرواية ( سانتياغو ) بعدما ابتلعت سمكة ضخمة ( طعم السناره ) حيث وجه حديثه يناجى نفسه ، ويمنى نفسه بسهرة رائعه ، قائلا ( الليلة سوف نتناول عشاءا فاخرا ، ونتجرع كؤوس الخمر ، لتنتشى نفوسنا لتكون بداية بوح حبيب لحبيبته حتى طلوع الشمس ) ، ويتقرب ايضا من مقولة ( أنا كارنينا ) بطلة رواية الكاتب الروسى الشهير (تولستوى ) ( ترى هل حبى يكفى لإعاشة حبيبى ؟؟ أم أتسّوق له حبا من سوق السعاده ) ،،هى لغة شاعرتنا الفاضله ( نور صباح احمد ) ، والتى تشع (بلاغة / نضوجا/ رقيا لغويا )قد غلّف سائر أنحاء وأركان وزوايا نصها الشعرى الراقى والمبهر والجميل ، وهى مشاعرها التى تنضح رقة وعذوبة شاعرية وبالنسبة ل تقنينى لهذه المشاعر أنها النظرة الشاملة للمعاناة ا وهو الذى يعد( نقديا ) أحد ((( المنهجيات المتقدمة ) والتي تتعامل مع اللغة كأحد أشكال الممارسات الاجتماعية وتدرس كيف يساهم النص والكلام فى خلق المناخ ( الفهمى ) للمتلقى ) كقول الشاعرة ( نور صباح) ( (هيت لك ) رغم أن هذه الحروف جاءت على لسان ( زليخه امرأة العزيز ) ( وقالت هيت لك قال معاذ الله ) ، إلا أن الشاعرة قامت بتوظيفها بنصها ، من خلال منظورها الشعرى الخاص لخدمة ( الحدث الدرامى بالنص ) من خلال هى المفردات اليعربية الرصينة ، ان مِثل هذه المفردات جاءت بقمة (الرصانة والقوة اللغوية )، وهو ذات ( السمت الشعرى المميز ) حسبما قرات ـ ذلك ـ منذ عدة أعوام ،بكتاب ( مروج الذهب ومعادن الجوهر ــــ للمسعودى ) وهنا يجب علينا أن نذكر يجب بالمناسبة أن نذكر بعض المستشرقين من الفرنجة ، مثل المفكر الانجليزى ( كارل برمكلمان ) والذى أيد (تواجد مثل هذا السمت الشعرى ) بقصائد ومعلقات شعراء العصر الجاهلى ، كما أيده فى ذات الرأى ( مصطفى صادق الرافعى ) وايضا (الاستاذ الدكتور والناقد الادبى الكبير ( دكتور / شوقى ضيف ) رحمة الله عليه ،،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ( الإسلوبية والبنيوية والتفكيكية) : فإذا مالجأنا ( للاسلوبيه والبنيويه التفكيكيه ) لنطبقها على هذا النص الشعرى الراقى ،لمبدعته الشاعره ( ) ، لحظنا هذه (الأسلوبية التقريرية )،والتى قال بها العالم السويسري فرديناند دي سوسير في كتابه الذي نشر بعد وفاته (محاضرات في علم اللغة العام) وهي: ثنائية اللغة والكلام. وهذا الموضوع من اختصاص فقه اللغة، وقد أخذت الأسلوبية تعنى بلغة الأدب، كقول الشاعرة المبدعة ( نور صباح احمد ) ،( وهو بقمة البلاغة حيث (حسن التنقل بالأفكار) قولها (ترتاح جفونك على صدرى ،، وتهفو دائما روحى لقربك ) دخل هذا االتعبير الراقى بلاغيا ولغويا ـ في الدراسات الأسلوبية بمحورين؛ العمودي والأفقي. لنجد شاعرتنا وقد أوردت لها بنصها الشيّق ( عدة مفردات ) كقولها(ترتاح جفونك ////تهفو روحى ////) ثم تتبع ذلك بقولها ( أعتصر خمر شفتيك ) ثم ( ألثم الرضاب ) هذا هو مايسمى نقديا ب (النمط الشعورى الاارادى ) والذى سيطر على مشاعر شاعرتنا ،وبما يعيدنى لذات ( الكوكتيل ) الذى جمع بين كل المعانى / ثم ملازمة هذا الحزن لقلب شاعرتنا راقية التعبير ورصينة المفردات اللغوية ، ولكن ، ( بارتدائها لنسيج الانسانية العطشى لمناخ الحب ) هى النظرة الشاملة للمعاناة الحضارية عموما ،والتى تصل لدرجة التضحية وبذل النفيس لقاء رضا الحبيب ، وهو الذى يعد( نقديا ) أحد ( المنهجيات المتقدمة ) والتي تتعامل مع اللغة كأحد أشكال الممارسات الاجتماعية وتدرس كيف يساهم النص والكلام فى خلق المناخ ( الفهمى ) للمتلقى ،ولو أردنا التحليل( النفسى / النقدي) لهذا الخطاب (الرومانسى ) سنتجه للمناهج المتبعة للتحليل والتى ذكرها الناقد (نورمان فيركلاف) بكتابه ـ معددا ـ كافة الجوانب (الايجابية ) التى تنعقدامام الناقد لدى تناوله لمثل هذه النصوص الشعرية المغرقة فى ( الرومانسية ) المبهرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ( المعالجة الدراميه ) لابد للمبدع من (معالجه دراميه لنصه ) سواء كان (شعرا / نثرا//رواية / قصة قصيرة / مقالا ) وهنا نجحت شاعرتنا فى (قراءتى النقديه ) اليوم ، لنص شعرى ، لشاعرة وضعت قدمها على طريق الابداع وسارت فيه محققة رقيها اللغوى وتفردها البلاغى ، هى صديقتى القديرة ،الشاعره ( نور صباح احمد ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات