قُمْ لا تَنَمْ
قمْ لا تنمْ إنّ الخطوبَ عظيمةٌ ** ودعِ الخُنوعَ فلسْتَ عبْدًا مُرْغَما
أنتَ الذي خاضَ الحروبَ فأذْعنَتْ ** لك هامُهُم قد كنتَ عِلْمًا قَيِّما
فَلِمَ التّكاسُلُ عن مكارمِ سادةٍ ** قدْ حرَّرُوكَ وقلَّدُوكَ الأَنْجُمَا
يا بيتَ شعري أينَ أينَ حماسُكُمْ ** ما بالهوى نسمو ونصعدُ سُلّمَا
فالشِّعرُ سيفٌ من جنودٍ أقْسَمَتْ ** للدين تُعْلِي كيْ يَكُونَ مُقَدَّمَا
أفنيتُ عمري بالحديثِ عن الهوى **وهو الخيالُ فلنْ أُحَقِّقَ مَغْنَمَا
ما الفوزُ فيها إنْ تَرَاقَصَ حرْفُنَا ** أَ يُعيدُ قدسي أم يَميرُ مُخَيَّمَا
يا أيها النجباءُ ها هي تَنْجَلِي ** خانوا القضيّةَ والضعيفَ المُعْدَمَا
في الشام جرحا غائرا قد أحدثوا ** ودواؤُه قد قيّدوه مُحَرّمَا
دُكَّتْ مبانيها التِّلادُ وَذُكِّيَتْ ** أبرارُهَا والذِّئْبُ يُحْسَبُ مُنْعِمَا
صنعاءُ تبكي من تَسَعُّرِ رَوْضَةٍ ** أذيالُ فُرْسٍ صيّروها مَأْتَما
صاروا دُمًى تُسْقَى وتُطْعَمُ خِسّةً** أهدافُهُم صُنْ كافِرًا خُنْ مُسْلِمَا
أيجودُ حرفي بالتَغزَلِ بعدما ** كَثُرَتْ همومِي صَيّرَتْنِي مُظْلِما
قالوا قديما والتّجاربُ مِنْحَةٌ ** لا خيرَ في حرفٍ يغلّ مُكَرَّما
سأكونُ وحدي حينَ أُقْبَرُ باكيا ** ياليتني ما صغْتُ حرفا مُؤْثِما
يا ليتني أنفقته في حكمة ** أو نصرةٍ حتى أكون مُنَعَّما
فهناك أُسْأَلُ عن حروفي جُمْلَةً ** لا أُسْأَلَنْ لِمَ ما غَدَوْتَ مُتَيَّما
بقلم / عبدالعزيز المنسوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق