2019/01/14

رحلتنا ....حسين علي عبيدات

بسمة الصباح ... صباح الخير ... 
رحلتنا .... جاء المشيب على ظهر الصبا ... من ليل ونهار فيه نفس يدفع لاغتيال الصبا ... فأين المفر وربك قد اودعك الروح أمانة ستسلمها عنوة لترقد على فراش التراب والملكين سيفتحون كتابهما لتتذكر ما نسيته في رحلة الغفلة ... فان كنت ممن لا يؤمن بالحساب والاخرة فاعلم بان الموت قصة غامضة تكفي فيها عبرة لان تعمل الخير فلا تضيع في دنياك او في اخرتك ... وانظر الى من سبقك في الرحيل والحياة فترى فيك الطفل والشباب والكهولة لتتوقف لحظة فتشتري الندم للتوبة فتصلح ثوبا مرقعا بالذنب المكتوب بخيط من الصلاح قبل أن تغمض العين فتكون اعمى فتنسى كما نسيت العبرة والدرس ... ظهر الشيب وانطوى الظهر وخارت القوى ونامت الشهوة والنشوة وبقيت لحظة الحياة الاخيرة التي تستعد للمغيب فاركن قبل ذلك لجدار الزمن وخذ نصيبك من الدنيا وكأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا ولا تغتر بقوة عمر انت في كل صبح ومساء تدفع منها جزءا للدنيا حتى يأتي الشيب فتقف امامه عاجزا مكسورا باكيا على شباب ضاع بالهوى والهرطقة و مال وذهب وفضة يرقصون ... يزغردون في الغرفة بانتظار المالك الجديد 
فالوارث سيسلمها قبل أن يسلم المورث لخالقه ... هذه جزء من رحلة الانسان رأيناها وغفلنا عنها كيف ولماذا لا ادري فلكل انسان سببه في الحياة ولكن الحقيقة الوحيدة هو تراب الموت الذي يجمع كل البشر بعيدا عن اسبابه فلنحيا في الموت بخير الدنيا ... صباح الحياة ... صباح الخير ...
حسين علي عبيدات
Hussein Alnayef Obaidat

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات