2016/09/13

ماالجديدبقلم سعيدالشربيني

ما الجديد لديكم أيها السادة ؟ أنتم تفكرون بعقل الماضى !!
بقلم سعيد الشربينى ..فى ..12 / 9 / 2016
.............................................
إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل فى أى منطقة من العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هى التعليم وإن كل الدول التى أحرزت شوطاً كبيراً فى التقدم ، تقدمت من بوابة التعليم ، بل أن الدول المتقدمة تضع التعليم فى أولوية برامجها وسياستها.
ومن الطبيعى أن يكون للتحويلات والتغيرات العالمية انعكاساتها على العملية التعليمية فى شتى بقاع العالم باعتباره نظاماً اجتماعياً فرعياً داخل إطار المنظومة المجتمعية الشاملة .
يمر العالم بفترة غاية فى الحساسية حيث ينتقل من قرن إلى قرن ومن نظام سياسى إلى آخر ومن نظام اقتصادى إلى نظام مختلف تماماً ، فلقد مضى الزمن الذى يمكن فيه لأى دولة أن تتقوقع داخل حدودها وتكون بمعزل عن العالم وذلك لأن واقع ثورة الاتصالات قد تخطى حواجز الزمان والمكان .
والعالم بهذه المتغيرات وغيرها يتجه نحو نظام عالمى جديد متغير فيه نمط الحياة تماماً وأصبح يعيش حضارة الثورة الثالثة التى تشهد سرعة المتغيرات ، كما فرضت نوعية جديدة من التكنولوجيا المتطورة والتى تحتاج إلى نوعية معينة من العمالة القادرة على التحول المهنى من مهنة إلى أخرى فى إطار التعليم المستمر .
الأمر الذى دعا الدول المتقدمة والنامية على السواء إلى الاستعداد بالدراسات والتوقعات للتغيرات الحادثة والمستقبلية وما تتطلبه من إصلاحات تعليمية جذرية وشاملة بهدف إعداد مواطنيها لمواجهة هذه التحديات ومواكبة ثورة المعلومات والتكنولوجيا .
وإذا نظرنا إلى الدول الكبرى التى تتصارع على القمة اليوم نجدها تطور وتجدد فى نظمها التعليمية وتحاول أن تدرس نظم التعليم الأخرى الموجودة فى الدول المنافسة ، والولايات المتحدة الأمريكية واليابان خير مثال على ذلك .
وفى العام السابق 2000 صدرت استراتيجية التعليم من عام 2001م إلى عام 2005م والتى أكدت فى مقدمتها على دور التعليم فى تكوين الدولة القوية .
وعلى الرغم من كل ذلك مازلنا نفكر بعقل الماضى العقيم ! . سواء على مستوى الأستراتيجية التعليمية . أو على مستوى أختيار الكفاءات التى يمكن لها أن تدير هذه المنظومة الخطرة.
حيث البقاء والتمسك بمواريث الماضى والسؤال الذى يطرح نفسه هنا :
ماذا فعلت هذه الدولة التى تدعى العراقة والحضارة وهى أقرب الى التخلف والرجعية للنهوض بالعملية التعليمية ؟
وماذا فعل هذا الوزير الذى يتخبط كل يوم وليلة فى قراراته التى وأن دلت لاتدل الا على عقل عقيم سيؤدى الى انهيار المجتمع بأثره ؟
لقد ظنت هذه الحكومة البليدة والعقيمة بأن النهوض بالعملية التعليمية من وجهة نظرها هو نقل مدير الأدارات أو وكلاء الوزارة أو تغير درس هنا أو هناك يعد نوعآ من أنواع التغير الفكرى الجديد الذى سوف ينهض بالعملية التعليمية .لقد خاب ظنكم أيها البلهاء .
فما زالت المدارس المصرية تعج بالبطالة المقننة وهذا يرجع الى سوء ادارتكم وعجزكم الزريع فى أدارة هذه الأزمة والقضاء عليها .
وسنضرب لكم مثالآ بسيط : حيث أن الكثيرين من المعلمين داخل المدارس المصرية لايعملون منذ أكثر من عشرين سنة أو يزيد حيث أن معلمى المرحلة الأعدادية ( الصف الثالث ) على وجه الخصوص والثالث الثانوى يتحايلون على القانون بحجة أنهم قدامى وهم وحدهم الذين من حقهم تدريس هذه المرحلة من التعليم دون غيرهم وبالتالى هم لايعملون لأن بطبيعة الحال لايوجد طلاب لهذه المرحلة منذ أكثر من عشرين سنة.
يعنى أصبح هؤلاء عالة على المجتمع بسبب السياسات والقرارات الخاطئة والقوانين العقيمة التى تنص على الأقدمية وليست الكفاءة .
وها نحن على مشارف عام دراسى جديد دون أن نفكر أو نضيف جديدآ لأنقاظ العملية التعليمية . فحال مدارسنا كما هو ! وحال معلمينا كما هو ! وحال مناهجنا كما هى ! نضحك على أنفسنا ونضع رؤسنا فى الرمال ويظل المجتمع يتآكل حتى تنهار بنا الدولة بسبب هذه العقول الخربة التى لاتعرف للوطنية طريقآ .
فأنتم المسؤلون أيها السادة عن فساد العملية التعليمية برمتها ولن ينصلح حال المجتمع الا اذا أنصلح حال التعليم مهما ادعيتم من أنجازات وخلافه .. فأنكم تتبعون سياسة التجهيل من أجل البقاء على الملك . ولكن سوف يأتى يومآ تحصدون فيه ما تزرعون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات