2016/10/28

شعراء العربية في الاندلس بقلم د فالح الكيلاني ( الشاعر أبو جعفر بن سعيد الأندلسي )

موسوعة شعراء العربية
المجلد السادس\ الجزء الثاني
شعراء العربية في الاندلس
بقلم د فالح الكيلاني
( الشاعر أبو جعفر بن سعيد الأندلسي )
أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد ينتهي نسبه الى الصحابي الجليل عمار بن ياسر ..
ولد في قلعة (بني سعيد) بالقرب من( غرناطة) و نشأ فيها وانتقل الى غرناطة وكان محباً للأدب والشعر وله حظ بارع في كتابة الأدب ونظم الشعر . وكان شاعرا ووزيرا عند الخليفة عبد المؤمن .
وكان قد عشق الشاعرة حفصة الركونية وتوله بها وكان بينهما شعر جميل وفيها يقول :
أي شغل عن المحب يعوق 
يا صباحاً قد آن منه الشروق
صل وواصل فأنت أشهى إلينا 
من لذيذ المنى فكم ذا نشوق
لا وحبيك لا يطيب صبوح 
غنت عنه ولا يطيب غبوق
لا ونل الجفا وعز التلاقي 
واجتماع إليه عز الطريق
وبادلته الحب والشوق وكانت تقول فيه :
زائرا قد اتي بجيد الغزال
مطلع تحت جنحه للهلال
بلحاظ من سحر بايل صيغت
ورضاب يفوق بنت الدوالي
يفضح الورد ما حوى منه خير
وكذا الثغر فاضح للالئ
ما نرى في دخوله بعد اذن
او تراه لعارض في انفصال
ويقول فيها:
أتاني كتابُ منك يحسدهُ الدهرُ 
أما حبره ليل أما طرسه فجر
به جمع اللَه الأماني لناظري 
وسمعي وفكري فهو سحر ولا سحر
ولا غرو إن أبدى العجائب ربه 
وفي ثوبه بر وفي كفه بحر
ولا عجب إن أينع الزهر طيه 
فما زال صوبُ القطر يبدو به الزهرُ

ويبدو ان هذا الحب سبب هلاكه اذ حدى ب (ابي سعيد عثمان بن الخليفة الموحدي عبد المؤمن ) ان يحسده عليه او يعذله فيه وحا ول كسب ود قلب الشاعرة (حفصة) اليه لعله يستأثر به لكنها ردعته ولما لم يتمكن من ذلك وشعر شاعرنا ابو جعفر بالامر فادى الامر الى كراهية بينهما ويتحدث عن نفسه فيقول :
من يشتري مني الحياة وطيبها 
ووزارتي وتأدبي وتهذبي
بمحل راع في ذرى ملمومة 
زويت عن الدنيا بأقصى مرتب
لا حكم يأخذه بها إلا لمن 
يعفو ويروف دائماً بالمذنب
فلقد سئمت من الحياة مع امرىء 
متغضب متغلب مترتب
الموت يلحظُني إذا لاحظته 
ويقوم في فكري أوان تجنّبي
لا اهتدي مع طول ما حاولته 
لرضاه في الدنيا ولا للمهرب
اضطر ابو سعيد الى قتل حبيبها الشاعر ابي جعفر بن سعيد ليخلو له الجو الا ان هذا القتل خلّف في قلب الشاعرة الكراهية له والحقد عليه .
قتل الشاعر ابو جعفر في سنة \559 هجرية - 1164 ميلادية من قبل السيد (أبو سعيد عثمان بن الخليفة عبد المؤمن) في صراع على حب الشاعرة (حفصة الركونية ).
اغلب شعره في الغزل وكذلك ابدع في نظم الموشحات الاندلسية ومنها هذا الموشح:
ذهَبت شمسُ الأصيل فضة النهر
أي نهرٍ كالمدامه
صيّر الظل فدامه
نسجته الريحُ لامه
وثنت للغصن لامه
فهو كالعضب الصقيل خف بالشفر
مضحكاً ثغر الكمامِ
مبكياً جفنَ الغمام
منطقا ورق الحمام
داعيا إلى المدام
فلهذا بالقبول خط كالسطر
حبّذا بالخور مغنى
هي لفظ وهو معنى
مذهب الأشجان عنّا
كم درينا كيف سِرنا
ثم في وقت الأصيل لم نكن ندري
قلتُ والمزجُ استدارا
بذرى الكاس سوارا
سالباً منّا الوقارا
دائراً منّا الوقارا
صاد اطيار العقول شبكُ الخر
وعد الحبّ فاخلف
واشتهى المطل فسوف
ورسولي قد تعرّف
منه بما أدري فحرّف
باللَه قل يا رسولي لش بِغب بدري
ومن شعره فيها هذه الابيات:
إلى القلعة الغراء يهفو بي الجوى 
كان فؤادي طائر زم عن وكر
هي الدار لا أرض سواها وإن نأت 
وحجبها عني صروف من الدهر
أليست بأعلى ما رأيت منصة 
تجلت بحلي كالعروس على الخدر
لها البدر تاج والثريا شنوفها 
وما وشمها إلا من الأنجم الزهر
أطلت على الفحص النضير فكل من 
رأى وجهة منها تسلى عن الفكر
امير البيــــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــد روز
******************************
أعجبني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات