2019/04/21

في شمال العراق---شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

في شمال العراق

وربىً خضراء لا مِثْل الرُّبـى . . . درر أضحتْ تحاكي الشُهُبا

نَبَـتَ العشـبُ بها فهْي إذا . . . نُظرتْ ألقَتْ بعقلٍ عَجبا

يتغشّـاها كثـوبٍ ثابـتٍ . . . دونه الماء غدا منسحبا

وترى الطير بألحـانٍ شَـدَتْ . . . فصدى اللحن بجوّ ذَهَبا

وعلـى الأَغصان طير منشدٌ . . . وعلى الورد فراشٌ لَعَبا

وترى الأزهار فيها رقصـت . . . طرباً ألقى برقصٍ طربا

وترى الورد بشمسٍ ضاحكـاً . . . بينه الطيرُ توارى واختبا

ونقـاء الجـوّ أبهـى ما به . . . عبق يُنسي الأسى والتعبا

فترى الجـوّ هـواءً صافياً . . . يشبه البارد من ريح الصبا

وسمـاءٍ خَفَقَ الطيرُ بهـا . . . فوقها الغيم كموج رُتِّبا

هادئ الخطـوة لم تدر إذا . . . ما مشى أيّ اتجاه ذهبا

وصخور تحتها الماءُ غدت . . . لجلوس كسفينٍ مركبا

أيُّ سحرٍ ذلك الساكن في . . . ألق النور وأنى انسكبا

والربى كالموج ِ في بحرٍ غدت . . . لجبالٍ ناطحاتٍ سُحُبا

ثوبهُ أبيض في فصل الربيـــعِ كمن يقصد حجّاً قـربا

وإذا الصيف أتى فهو دموعٌ كثيراتٌ كمن قد أذنبا

ولكـم أرغـب فـي آونةٍ . . . أتمشى في شعابٍ وربى

فطيور وعصافير وعشب وأشجار وماءٌ عـذبا

وخيال بينها يصحو كأنْ . . . يرسل الأحلام من عهد الصبا

--
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ديوان(هل أفيق)1995
نشرت في جريدة الدستور بتاريخ /5/12/2005 العدد 690

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات