في شمال العراق
وربىً خضراء لا مِثْل الرُّبـى . . . درر أضحتْ تحاكي الشُهُبا
نَبَـتَ العشـبُ بها فهْي إذا . . . نُظرتْ ألقَتْ بعقلٍ عَجبا
يتغشّـاها كثـوبٍ ثابـتٍ . . . دونه الماء غدا منسحبا
وترى الطير بألحـانٍ شَـدَتْ . . . فصدى اللحن بجوّ ذَهَبا
وعلـى الأَغصان طير منشدٌ . . . وعلى الورد فراشٌ لَعَبا
وترى الأزهار فيها رقصـت . . . طرباً ألقى برقصٍ طربا
وترى الورد بشمسٍ ضاحكـاً . . . بينه الطيرُ توارى واختبا
ونقـاء الجـوّ أبهـى ما به . . . عبق يُنسي الأسى والتعبا
فترى الجـوّ هـواءً صافياً . . . يشبه البارد من ريح الصبا
وسمـاءٍ خَفَقَ الطيرُ بهـا . . . فوقها الغيم كموج رُتِّبا
هادئ الخطـوة لم تدر إذا . . . ما مشى أيّ اتجاه ذهبا
وصخور تحتها الماءُ غدت . . . لجلوس كسفينٍ مركبا
أيُّ سحرٍ ذلك الساكن في . . . ألق النور وأنى انسكبا
والربى كالموج ِ في بحرٍ غدت . . . لجبالٍ ناطحاتٍ سُحُبا
ثوبهُ أبيض في فصل الربيـــعِ كمن يقصد حجّاً قـربا
وإذا الصيف أتى فهو دموعٌ كثيراتٌ كمن قد أذنبا
ولكـم أرغـب فـي آونةٍ . . . أتمشى في شعابٍ وربى
فطيور وعصافير وعشب وأشجار وماءٌ عـذبا
وخيال بينها يصحو كأنْ . . . يرسل الأحلام من عهد الصبا
--
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ديوان(هل أفيق)1995
نشرت في جريدة الدستور بتاريخ /5/12/2005 العدد 690
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق