2019/04/20

تَجَوّلتُ في عَينيْكِ--الشاعر الدكتور منذر قدسي

تَجَوّلتُ في عَينيْكِ
.......................
ِسرتُ في دمشقَ وبينَ دورِها
أسألُ عن المدينةِ القديمة
وسورِها
ابحثُ عن مرابعِ بردىٰ الجميلاتِ
وعَن ْبياضِ عيونِها وحورِها
وعَنْ قلعةِ الصمود ِالتي حاولوا
ان يعرّوا وجودَها
عن عقد ِالنارنج ِالذي فرطوا بطوقِهِ
والياسمينةِ التي قصّوا عرقَها
عن القلاع ِو الحصونِ التي بُنيَّتْ
واحتلّوا مرابعَها ومخدعَها 
وتقاسَموها بينَ فكٍّ ونابٍ
ومزّقوا أعلاماً قد رُفِعَتْ على اسوارِها
و رأيت ُكيفَ بُنيَ بيتُ العنكبوت ونَمتْ سراخِسَ واشنيات وبعضٌ من خربشاتِ الهمومِ علىٰ حيطانِها
واغصان ُشجر ِالرّمانِ وقدْ تعرَّتْ
وطُرِحَت ْثمارٌ أعلنت مِن ْعلى 
اغصانِها
واعادَ التتارُ والمفعولُ تاريخَهُم البغيضُ
وطافَ الغربانُ في عرينِ
فضاءِها
في الشام ِ تعَفّنَتْ رائحةُ الياسمينِ وذبُلَ زهرُ البيلسان ِ
وعرشُ الزَمانِ على خاصرةِ الزمان ِواسترخىٰ الشعرُ الابيضُ على 
اكتافِها
واُحرقتْ معالمُ الهويَّةِ وسُرِقتْ القضيَّةُ
ولهيب ٌيطوفُ كالبركانِ في ساحاتِها
وفي سوقِها القديم ِالذي بُنِيَ من الأزلِ مالَتْ حيطان ٌ و هُدِّمَتْ احجارُها
وتَقرقَعتْ خيامٌ صُنِعت ْمنْ عصرِ قابيلَ
خوفاً مِنْ أنْ يُصيبَها الهذيانُ حينَ قطافِها
في الشامِ الفُ طفلٍ يقفونَ على مفارقِ الطرقاتِ يحملون َفي اشداقِهِم الفُ حكايةٍ وحكايةٍ
عن عنترةٍ وعروةٍ وعن الزيرِ سالم
وقصةِ سيّدنا موسىٰ وعصاه ُ
وكيفَ لفَّ الثعبانُ على ٰ
جيدِها
هل نسيتُم دمشق َوتجارَّهاوطريقَ الحريرِ وآثارَها
هل نسيتُم الجامعَ الأموي ِّوكيف َالمآذن ُتعانِقُهُ
يَحملُ عبقَ الماضي واذا لامَسَتْ اثارُهُ تَنبتُ على اصابِعِك َ
حضارتَها
وكيفَ جبلُ قاسيونَ يطلُّ بطلعَتِهِ
يَتراءىٰ لكَ انَّ النجمَ من هناكَ تَمسكُهُ
فيداعبُك َوتداعبُهُ بلطافتها
هذهِ دمشقُ من بلادِ العُرب أوطاني
ومن الشامِ لبُغدانِ الى السودانِ وعمّانِ
هي ارضِ الليمونِ والزيتون والتوتِ
هي مدينةِ المساجدِ والكنائسِ
قد كُتِبَ على أبوابِها 
مرَّ عليكِ الاستعمار ُوالاحتلالُ لكنَّ كلُّهُ مرَّ وعلىٰ جبينِكِ كُتبَ الانتصار ُ...
وكانَ نَصيبي 
عِشقُكِ.
.... .........
منذر قدسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات