______رأيت الفقر _____
رأيتُ الفقرَ في نومي كجِنّي
تَلَبَّسني ولم يَنفَكّ عنْي
وكُنتُ أظّنُهُ حُلُمَاً سَيمضي
معَ الإصباحِ لكن خَابَ ظني
إذِ استولى على كفِّي نَهاراً
وبات الليلَ مُتَّشِحَاً بِلَحنَي
وصَارَ كأنَّهُ خِلَّاً حَميماً
يُلازِمُني بأفراحِي وحُزني
ويأبى أن يَنامَ على فِراشٍ
ولم تَأخذْ يَداهُ الإذنَ مِني
أُسَائِلُهُ لِمَا الحُسَّادُ حَولي
أناخوا مُذْ رأوكَ سَكنتَ جَفني
لماذا أخمَدوا ياصاحِ حَربَا
سِجَالاً بينهُم دارتْ وبيني
أما لو فِيكَ خيراً لي، سَيَشقَى
بيَ الحُسّادُ ،، حتى تُبعِدني
ولكنْ قدْ رأوكَ قَرِينَ سُوءٍ
فغضّوا الطَّرفَ عنكَ لتَمتَحِني
بما تُلقيهِ مِنْ قَحطٍ وجَدْبٍ
لِتَذْرو الريحُ أوتاري وفني
ولو أنّي خَشِيتُ الفقرَ يَوماً
عَضَضتُ أناملي وقَرَعتُ سِنِّي
أَلَا فاعلمْ وإياهمْ بأنَّي
كَرِيهُ الطَّعمِ مُرٌّ ، فترُكَني
ودَعنِي للغِنى أسعى بأرضٍ
كَظَهرِ التَّرسِ ، قاحِلةٍ مُسِنِّ
لَعْلَ اللهُ يَجعَلُها مُروجَاً
وإنْ قَلَبَتْ لنا ظَهرَ المَجَنِّ
فما مِنْ دَابَةٍ في الأرضِ إلّا
ويَرزقُها بلا فَضلٍ ومَنِّ
عفان سليم
٢٣/٤/٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق