2016/05/27

سـرقـات أبـي نـُواس لـمُهـلهـل بـن يـمُـوت بقلم الأستاذ / محمد دحروج

آخِـرُ مَـا كَتَبَت يَمِينِي ... صَبَاحُ الخَمِيسِ 27 ـ 5 ـ 2016
سـرقـات أبـي نـُواس لـمُهـلهـل بـن يـمُـوت
ـ Aـ
وَهَذَا كِتَابٌ طَرِيفٌ يُنَاقِشُ ظَاهِرَةً مِنْ أَخْطَرِ الظَّوَاهِرِ الأَدَبِيَّةِ قَدِيمَاً وَحَدِيثَاً
... وَمَا زِلْنَا نَكْتُبُ فِيهَا وَعَنْهَا لاَ نَمَلُّ؛وَلَوْ ذَهَبْتُ أَجْمَعُ كُلَّ مَا وَقَعَ تَحْتَ
يَدِي مِمَّا يَمَسُّ هَذَا المَوْضُوعَ لَصَنَعْتُ مُجَلَّدَاً كَبِيرَاً ضَخْمَاً .
كِتَابُ (( سَرِقَاتِ أَبِي نـُواس )) لِمُهَلْهِلِ بْنِ يَمُوت؛يـُعَدُّ وَثِيقَةً مِنَ الأَهَمِّـيَّةِ
بِمَكَانٍ؛وَذَلِكَ لِسَبَبَيْنِ؛أَمَّا السَّبَبُ الأَوَّلُ:فَلأَنـَّهُ يـُنَاطُ بِشَاعِرٍ فَحْلٍ كَبِيرٍ كَأَبِي نـُواس؛وَأَمَّا
الأَخِيرُ:فَلأَنـَّهُ كَمَا قَالَ المُحَقِّقُ فِي مُقَدِّمَتِهِ:(( كَمَا أَنـَّنَا لاَ نـَعْرِفُ لَهُ مِنْ كِتَابَاتِهِ سِوَى
هَذِهِ الرِّسَالَةِ الَّتِي طُوِيَت زَمَنَاً وَآنَ لَهَا أَنْ تـُنْشَرَ؛ وَبِذَلِكَ يَبْقَى لِمُهَلْهَلِ بْنِ يَمُوت أَثـَرٌ
يُذْكَرُ بِهِ فِي تَارِيخِ الأَدَبِ وَالنَّقْدِ )) ص:22 .
نـُشِرَت هَذِهِ الرِّسالَةُ فِي دَارِ الفِكْرِ العَرَبِيِّ؛وَقَامَ بِتَحْقِيقِهَا الأُسْتَاذ
الدُّكْتُور مُحَمَّد مُصْطَفَى هَدَارَة [ 1930 ـ 1997 م ]؛وَهُوَ العَالِمُ الجَلِيلُ الَّذِي
لُقِّبَ بِشَيْخِ النُّقَّادِ الإِسْلاَمِيينَ؛وَقَـد تَلْمَذَ لإِمَامِ عَصْرِهِ شَيْخِ العَرَبِيَّةِ الأُسْتَاذ مَحْمُود
مُحَمَّد شَاكِر؛وَهُوَ صَاحِبُ تـَارِيخٍ حَافِلٍ بِالإِنـْجَازَاتِ العِلْمِيَّةِ؛
وَقَـد طَافَ الدُّنـْيَا شَرْقَاً وَغَرْبَاً؛وَدَرَّسَ فِي جَامِعَاتِ العَرَبِ وَالأُورُوبـِّيينَ
وَالأَمْرِيكَانِ وَبِلاَدِ الصِّين؛وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ؛مِنْهَا مَا أَلَّفَهُ وَمِنْهَا مَا حَقَّقَهُ
وَمِنْهَا مَا تَرْجَمَهُ؛فَمِن مُؤلَّفَاتِهِ ( دِرَاسَاتٌ فِي الشِّعْرِ العَرَبِيِّ )؛وَمِنْ تَحْقِيقَاتِهِ
( ضَرَائِرُ الشِّعْرِ لِلْقَزَّازِ القَيْرَوَانِيِّ )؛وَمِنْ تَرْجَمَاتِهِ ( الإِسْلاَم:لأَلْفِرِيد جُيُوم )
... وَبِكُلِّ حَالٍ فَهُوَ أَحَدُ كِبَارِ النُّقَّادِ؛وَهُوَ مِنْ مُتْقِنِي تَحْقِيقِ التُّرَاثِ؛وَلَهُ
حَيَاةٌ مَعَ العِلْمِ قَمِينَةٌ بِالدَّرْسِ وَالمُحَاوَرَةِ؛وَقَـد طَارَت شُهْرَتـُهُ فِي الآفَاقِ .
زَادَ مِنْ قِيمَةِ هَذَا التَّحْقِيقِ أَنَّ الدُّكْتُور مُحَمَّد مُصْطَفَى قَالَ فِي آخِرِ سُطُورِ
مُقَدِّمَتِهِ:(( وَمِنَ الوَاجِبِ عَلَىَّ أَنْ أَذْكُرَ فَضْلَ الأُسْتَاذ مَحْمُود شَاكِر إِمَامِ المُحَقِّقِينَ
فِي عَصْرِنَا الحَاضِرِ؛إِذْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ نـُصُوصَ هَذِهِ الرِّسَالَةِ؛فَوَجَّهَنِي
فِي كَثِيرٍ مِنْ مَوَاضِعِهَا )) ص:13 .
وَقَـد أَثـْبَتَ المُحَقِّقُ عُقَيْبَ تَدْبِيجِ مُقَدِّمَتِهِ تَارِيخَ الفَرَاغِ مِنْهَا؛وَهُوَ:
(( القَاهِرَة ـ فِي نـُوفَمْبِر سَنَةَ 1957 م )) ص:13 .
ـ Bـ
قَالَ المُحَقِّقُ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ فِي بَابَةِ تَرْجَمَةِ المُصَنِّفِ:
(( وَنَسْتَطِيعُ مِنْ خِلاَلِ دِرَاسَتِنَا لِمَا كُتِبَ عَنْ يَمُوت بْنِ المُزَرِّعِ أَنْ نَعْرِفَ
عَن مُهَلْهِل بَعْضَ مَا نُحِبُّ مَعْرِفَتَهُ؛إِذْ اهْتَمَّت كُتُبُ الأَدَبِ وَالسِّيَرِ بِيَمُوت
أَكْثَرَ مِنَ اهْتِمَامِهَا بِوَلَدِهِ؛حَتَّى إِنـَّنَا لَم نـَجِد عَنْهُ إِلاَّ اليَسِيرَ )) ص:19 .
وَقَـد بَحَثْتُ فِي مَظَانِّ البَحْثِ عَنْ تَرْجَمَةِ مُهَلْهِل؛فَوَقَفْتُ عَلَى مَا أَجِيئُكَ
بِهِ:
جَاءَ فِي (( تَارِيخِ بَغْدَاد )) لِلْخَطِيبِ البَغْدَادِيِّ؛[ 13 / 273 ـ 274؛رَقَم:
7232 ] ـ بِاخْتِصَارٍ ـ:
(( ـ مُهَلْهِلُ بـْنُ يَمُوت بـْنِ المُزَرِّعِ بـْنِ يَمُوت؛أَبـُو نـَضْلَةَ العَبْدِيُّ:
شَاعِرٌ مَلِيحُ الشِّعْرِ فِي الغَزَلِ وَغَيْرِهِ؛وَهُوَ بـَصْرِيُّ الأَصْلِ؛سَكَنَ بـَغْدَاد .
وَسَمِعَ مِنْهُ وَكَتَبَ عَنْهُ شِعْرَهُ أَبـُو بـَعْضِهِ إِبـْرَاهِيمُ بـْنُ مُحَمَّد المَعْرُوفُ
بِتُوزُون .
أَخْبَرَنَا التَّنُوخِيُّ؛قَالَ:قَالَ لَنَا أَبـُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بـْنُ مُحَمَّدِ بـْنِ العَبَّاسِ
الأَخْبَارِيُّ:
حَضَرْتُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَثَلاَثِمِائَةٍ مَجْلِسَ تُحْفَةَ القَوَّالَةِ جَارِيَةِ
أَبِي عَبْدِ اللهِ بـْنِ عُمَرَ البَازْيَار؛وَإِلَى جَانِبِي عَنْ يَسْرَتِي أَبـُو نَضْلَةَ مُهَلْهِلُ بـْنُ
يَمُوت بـْنِ المُزَرِّعِ؛وَعَنْ يـَمْنَتِي أَبـُو القَاسِمِ بـْنُ أَبِي الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ ـ نـَدِيمُ
ابـْنِ الحَوَارِيّ قَدِيمَاً وَاليَزِيدَيْنِ بَعْدُ ـ؛فَغَنَّت تـُحْفَةُ مِنْ وَرَاءِ السِّتَارَةِ:
بِـي شُغْلٌ بِهِ عَن الشُّغْلِ عَنْهُ
بِـهَـوَاهُ وَإِنْ تَشَـاغَـلَ عَـنِّي
سَرَّهُ أَنْ أَكُونَ فِيهِ حَزِينَـاً
فَسُرُورِي إِذَن تَضَاعُفُ حُزْنِي
ظَنَّ بِي جَفْوَةً فَأَعْرَضَ عَنِّي
وَبـَدَا مِـنْـهُ مَـا تـَخَوَّفَ مِـنِّي
فَقَالَ لِي أَبـُو نـَضْلَةَ:هَذَا الشِّعْرُ لِي؛فَسَمِعَهُ أَبـُو القَاسِمِ بـْنُ البَغْدَادِيُّ ـ وَكَانَ
يَتَحَرَّفُ عَنْ أَبِي نـَضْلَةَ ـ؛فَقَالَ:قُلْ لَهُ إِنْ كَانَ الشِّعْرُ لَهُ أَنْ يَزِيدَ فِيهِ بَيْتَاً؛
فَقُلْتُ لَهُ ذَلِكَ عَلَى وَجْهٍ جَمِيلٍ؛فَقَالَ فِي الحَالِ:
هُوَ فِي الحُسْنِ فِتْنَةٌ قَـد أَصَارَت فِتْنَتِي فِي هَوَاهُ مِنْ كُلِّ فَـنِّ
... قَالَ:وَأَنـْشَدَنِي أَبـُو نـَضْلَةَ لِنَفْسِهِ:
وَلَمَّا الْتَقَيْنَا لِلْوَدَاعِ وَلَمـ يـَزَل
يـُنِيلُ لِثَامَاً دَائِمَاً وَعِنَاقَـا
شَمَمْتُ نـَسِيمَاً مِنْهُ يـَسْتَجْلِبُ الكَرَى
وَلَـوْ رَقَـدَ المَخْمُورُ فِيهِ أَفَـاقَـا )) .
ـ دَارُ الكُتُبِ العِلْمِيَّةِ بِبَيْرُوت
تَحْقِيقُ:مُصْطَفَى عَبْدُ القَادِر عَطَا
الطَّبْعَةُ الأُولَى:1417 هـ ـ
وَفِي (( تَارِيخِ دِمَشْق )) لِلْحَافِظِ أَبِي القَاسِمِ بـْنِ عَسَاكِر [ جـ 61 / 305 ـ
307؛رَقَم:7790 ]:
(( مُهَلْهِلُ بـْنُ يَمُوت؛وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بـْنُ المَزَرِّع بـْنِ يَمُوت بـْنِ مُوسَى بـْنِ
سَيَّار بـْنِ حَكِيم بـْنِ جَبَلَةَ بـْنِ حَكِيم؛وَيـُقَالُ:حُصَيْنُ بـْنُ الأَسْوَدِ بـْنِ كَعْب ابـْنِ
عَامِر بـْنِ الحَارِثِ بـْنِ الدّيـل بـْنِ عَمْرٍو بـْنِ غُنْم بـْنِ وَدِيعَةَ بـْنِ بُكَيْرِ بـْنِ
أَفْصِيّ بـْنِ عَبْدِ القَيْسِ بـْنِ أَفْصِيّ بـْنِ دَعْمِيّ بـْنِ جَدِيلَةَ بـْنِ أَسَدِ بـْنِ رَبِيعَةَ بـْنِ
نِـزَار؛أَبـُو نـَضْلَةَ العَبْدِيُّ .
أَصْلُ أَبِيهِ مِنَ البَصْرَةِ؛وَسَكَنَ بَغْدَادَ؛وَقَدِمَ مُهَلْهِلُ دِمَشْقَ مُجْتَازَاً إِلَى
طَبَرِيـَّةَ لِزِيَارَةِ قَبْرِ أَبِيهِ بِهَا .
وَلَهُ شِعْرٌ يـَذْكُرُ فِيهِ دَيـْرَ الطُّورِ الَّذِي بِطَبَرِيـَّةَ المُشْرِفَ عَلَى البُحَيْرَةِ مِنْهُ ....
رَوَى عَنْهُ:أَبـُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بـْنُ مُحَمَّدِ بـْنِ العَبَّاسِ الأَخْبَارِيُّ؛وَأَبـُو طَالِب
عُبَيْدُ اللهِ بـْنُ أَحْمَد الأَنـْبَارِيُّ؛وَإِبـْرَاهِيمُ بـْنُ مُحَمَّد البَغْدَادِيُّ المَعْرُوفُ
بِتُوزُون )) .
دَارُ الفِـكْـرِ؛ط:1415 هـ = 1995م
تَحْقِيقُ عَمْرِو بـْنِ غَرَامَة العَمْرَوِيّ .
هَذَا مِمَّا وَجَدْنـَاهُ فِي أُصُولِ تَرْجَمَةِ مُهَلْهِلِ بْنِ يَمُوت .
وَأَمَّا فِيمَا يُنَاطُ بِأَمْرِ تـَوْثِيقِ النُّسْخَةِ ـ أَي (( سَرِقَاتِ أَبِي نـُوَاس )) ـ:
قَـالَ خَـيْـرُ الـدِّينِ الـزِّرِكْلِـيُّ فِي (( الأَعْـلاَمِ ))؛[ جـ 7 / 316 ]:
(( ـ ابـْنُ يـَمُوت [ ... ـ بـَعْدَ 334 هـ = ... ـ بـَعْدَ 946 م ]
مُهَلْهِلُ بـْنُ يَمُوت بـْنِ المُزَرِّعِ العَبْدِيُّ؛مِنْ شُعَرَاءِ العَصْرِ الإِخْشِيدِيِّ
بِمِصْرَ؛أَوْرَدَ النُّوَيـْرِيُّ قَصِيدَةً لَهُ فِي رِثـَاءِ الإِخْشِيد ... قُلْتُ:لَمـ أَجِد لَهُ
تَرْجَمَةً مُسْتَقِلَّةً؛فَيَظْهَرُ أَنـَّهُ مِمَّن أَخْمَلَ المُتَنَبِّي ذِكْرَهُم مِنْ مُعَاصِرِيهِ .
وَكَانَ رَاوِيةً لِلشِّعْرِ كَأَبِيهِ؛مُنْهَمِكَاً فِي الخَلاَعَةِ وَاللَّعِبِ؛وَصَنَّفَ كِتَابَ:
سَرِقَاتِ أَبِي نـُوَاس؛وَ:مَحَاسِنِ شِعْرِ أَبِي نـُوَاس . )) .
ـ دَارُ العِلْمِ لِلْمَلاَيين؛ط:15: 2002 م ـ
وَفِي (( مُعْجَمِ المُؤلِّفِينَ )) لِعُمَر كَحَالَة [ جـ 13 / 32 ]:
(( ـ وَمِنْ آثـَارِهِ:رِسَالَةٌ ضَمَّنَهَا سَرِقَاتِ أَبِي نـُوَاس )) .
طَ:مَكْتَبَةُ المُثَنَّى ـ بَيْرُوت = دَارُ إِحْيَاءِ التُّرَاثِ العَرَبِيِّ ـ بَيْرُوت
وَقَالَ الرَّافِعِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ فِي (( وَحْي القَلَمِ ))؛[ جـ 3 / 291 ]:
(( .... وَالسَّبَبُ الثَّانِي الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ لاَ يَزَالُ الشِّعْرُ مُتَخَلِّفَاً عَنْ مَنْزِلَتِهِ
الوَاجِبَةِ لَهُ ـ سُقُوطُ فَنِّ النَّقْدِ الأَدَبِيِّ فِي هَذِهِ النَّهْضَةِ؛فَإِنَّ مِنْ أَقْوَى الأَسْبَابِ
الَّتِي سَمَت بِالشِّعْرِ فِيمَا بَعْدِ القَرْنِ الثَّانِي وَجَعَلَت أَهْلَهُ يُبَالِغُونَ فِي تَجْوِيدِهِ
وَتَهْذِيبِهِ ـ كَثْرَةُ النُّقَّادِ وَالحُفَّاظِ وَتَتَبُّعُهُم عَلَى الشُّعَرَاءِ وَاعْتِبَارُ أَقْوَالِهِم وَتَدْوِينُ
الكُـتُبِ فِي نَـقْـدِهِم؛كَـالَّـذِي كَـانَ فِي دُرُوسِ العُـلَمَـاءِ وَحَـلَـقَـاتِ الـرِّوَايَـةِ
وَمَجَالِسِ الأَدَبِ؛وَكَالَّذِي صَنَّفَهُ مُهَلْهِلُ بـْنُ يَمُوت فِي نَقْدِ أَبِي نـُوَاس )) .
ـ دَارُ الكُتُبِ العِلْمِيَّةِ؛ط الأُولَى:1421 هـ = 2000 م .
تـَطْرِيفٌ:
وَهَا أَنَا أُورِدُ فَائِدَةً قَـد أَتَى بِهَا بِهَا المُحَقِّقُ؛وَلَكِنِّي أَذْكُرُهَا هَا هُنَا لِحُسْنٍ
إِبـْدَاعِيٍّ تَقِفُ عَلَيْهِ مَعِي لَعَلَّكَ لاَ تُدْرِكُهُ إِلاَّ هُنَا ... قَالَ ابـْنُ خَلِّكَان فِي
(( وَفَيَاتِ الأَعْيَانِ )) ـ [ جـ 7 / 57 ـ 58 ]؛تَحْقِيقُ إِحْسَان عَبَّاس؛
دَارُ صَادِر:
بَيْرُوت ـ فِي تَرْجَمَةِ يَمُوت بْنِ المُزَرِّعِ وَالِدِ مُهَلْهِل:
(( وَكَانَ لَهُ وَلَدٌ يُدْعَى أَبـَا نَضْلَةَ مُهَلْهِلَ بـْنَ يَمُوت بْنِ المُزَرِّعِ؛
وَكَانَ شَاعِرَاً
مُجِيدَاً؛ذَكَرَهُ المَسْعُودِيُّ فِي كِتَابِ ( مُرُوجِ الذَّهَبِ وَمَعَادِنِ الجَوْهِرِ )؛
فَقَالَ
فِي حَقِّهِ:هُوَ مِنْ شُعَرَاءِ هَذَا الزَّمَانِ .... وَفِيهِ يَقُولُ أَبـُوهُ مُخَاطِبَاً لَهُ:.... )) ؛
ثـُمَّ أَوْرَدَ الشِّعْرَ؛وَلَكِنَّهُ أَوْرَدَ القَصِيدَةَ مُخْتَصَرَةً؛وَهَا أَنـَا أُورِدُهَا عَلَى
الجَادَّةِ:
مُهَلْهِلُ قَـد حَلَبْتُ شُطُورَ دَهْرِي 
وَكَافَحَنِي بِـهِ الـزَّمَنُ العَـنُـوتُ
وَحَارَبـْتُ الرِّجَالَ بِكُلِّ رَبـْعٍ 
فَـأَذْعَنَ لِي الحُثَـالَـةُ وَالـرُّتـُوتُ
فَـأَوْجَعُ مَـا أُجِـنُّ عَلَيْهِ قَلْبِي 
كَرِيمٌ غَـتَّـهُ زَمَـنٌ غَـتُـوتُ 
كَفَى حَـزَنـَاً بـِضَيْعَةِ ذِي قَـدِيمٍ 
وَأَبـْنَـاءُ العَبِيدِ لَـهَـا الـتُّخُـوتُ
وَقَـد أَسْـهَرْتَ عَيْنِي بـَعْدَ غِمْضٍ 
مَخَـافَـةَ أَنْ تـَضِيعَ إِذَا فَـنِـيـتُ 
وَفِي لُطْفِ المُهَيْمِنِ لِي عَـزَاءٌ 
بِمِثْلِكَ إِنْ فَنِيتُ وَإِنْ بـَقِيتُ
وَأَنْ يـَشْتَدَّ عَظْمُكَ بـَعْدَ مَوْتِي 
فَلاَ تـَقْطَعْكَ جَائِحَةٌ سَـبُوتُ 
فَجُبْ فِي الأَرْضِ وَابـْغِ بِهَـا عُلُومَـاً
وَلاَ تـِلْفِتْكَ عَـن هَـذَا الـدُّسُـوتُ 
وَإِنْ بـَخَـلَ الـعِـلِيمُ عَلَيْكَ يـَوْمَـاً 
فَـذِلَّ لَـهُ وَدَيـْدَنـُكَ السُّـكُوتُ 
وَقُـلْ بِالعِلْمِ كَـانَ أَبِي جَـوَادَاً
يـُقَالُ:وَمَـنْ أَبـُوك ؟؛فَـقُـلْ:يـَمُوتُ
يـُقِـرُّ لَكَ الأَبـَاعِـدُ وَالأَدَانـِي
بـِعِلْمٍ لَـيْسَ يـَجْحَـدُهُ الـبَهُـوتُ
فَهَذِهِ قَصِيدَةٌ أُعْجُوبـَةٌ وَاللهِ فِي مَبْنَاهَا وَمَعْنَاهَا !!

هاهاها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات