2016/05/27

بدري بقلم مصطفى محمد كردي

بدري
بدري تجلّى وعنّي زالتِ المِحَنُ
والعيدُ هَلَّ وفيهِ تظهرُ المِنَنُ
والحُبُّ صَحَّ فوجهُ الحِبِّ في ألقٍ
والكونُ رَقَّ فعيشي كله سَكَنُ
هذا الهناءُ ونَسمُ الوِدِّ ليس لهُ
عني غيابٌ وإني في الهوى فَنَنُ
الليلُ صبحٌ ففيهِ البدرُ في سَفَرٍ
والشمسُ قلبي وقلبي للضيا الوطنُ
أهديتُ روحي فقالَ الرّوحُ لي فمتى
تُهدي الفؤادَ ويأتي للِّقا البَدَنُ
لا يُقبَلُ الصَّبُّ و الأعضاءُ مُشرِكةٌ
إلا التي أقبلت يزهو بها الكفنُ
كل الذين أرادوا اللهَ أخلَصَهم
من داءِ نفسٍ فنِعمَ البيعُ والثّمنُ
فرَشتُ في حُبّهِ خدًّا فطابَ هوىً
فالذُّلُّ عِزٌّ بشرعِ الحُبِّ يُمتَهنُ
ما أصدقَ العِشقَ في قلبٍ به لَهَبٌ
والعينُ دمعٌ ولا يدري بها الوَسَنُ
غابوا بسِرٍّ دفينٍ دائمٍ فبَدوا
من شدَّةِ الهمِّ في الأحياءِ قد دُفِنوا
لا يرهبون كرَهبِ الناسِ من فِتَنٍ
أو يسعدون بفَرحٍ ساقهُ الزَّمنُ
عاشوا بجنَّتِهم قبلَ المماتِ فلن
يلقى الشّهيدُ عذابًا حين نُرتَهنُ
هم أهلُ قُربٍ فوجهُ اللهِ غايتُهم
لا الخوفُ يعرفُهم يومًا ولا الحَزَنُ
فازوا بمَشهدهِ والناسُ في حُجُبٍ
فالقلبُ يشهدهُ والعينُ والأذنُ
سبحانَ من أشرقت من وجههِ ظُلَمٌ
وأبحرت في مياهِ الفضلِ ذي سُفُنُ
من لُطفهِ فُرِضَت في القلبِ وصلَتُهُ
فالحِبُّ ليس له في وَصلهِ سُنَنُ
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات