2016/08/30

كيف لخص "نجيب محفوظ" كل ملامح المرأة المصرية فى الثلاثينات ؟ يكتبه الاستاذ مجدي الرميسي

كيف لخص "نجيب محفوظ" كل ملامح المرأة المصرية فى الثلاثينات ؟
سنوات عديدة تمر على رحيل نجيب محفوظ الأديب ذو النظرة البعيدة الذى سبق زمنه بعدد من الروايات والأعمال الأدبية التى منحته جائزة نوبل فى الأدب عن جدارة، واليوم فى ذكرى رحيله نتطرق إلى فكر نجيب محفوظ على المرأة المصرية التى عكسها فى واحدة من روائع أعماله الأدبية "الثلاثية" التى انقسمت على 3 روايات قدمت كل منهم على حدة فى عمل سينمائى إذ بدأ أولهم مع رواية "بين القصرين" التى حمل الفيلم نفس اسمها، ثم "قصر الشوق"، ومن لختتمهم بالـ"سكرية"، وكما عُرِف نجيب محفوظ بأنه كاتب الطبقة الوسطى بلا منازع فكان حديثه فى هذه الروايات على نساء الطبقة الوسطى فى الفترات التى بدأت معه من ثورة 1919.
ومن أبرز شخصيات المرأة المصرية التى عكسها نجيب محفوظ فى هذه الروايات:
1-شخصية "أمينة":
لم تكن "الست" أمينة مثال دخيل على هذه الفترة، بل كانت هذه الشخصية المقهورة الساكتة إجباراً وقلة حيلة، عاكسة لطبيعة المرأة المصرية التى اعتادت على أن تكون تابعاً فقط، فضلاً عن تطرقه إلى فكرة الخرافات والتبرك بأولياء الله الصالحين الذى جسدته الراحلة أمينة رزق فى جملة واحدة فقط أوجر فيها محفوظ فأنجز فى الوصف والتعبير وهى جملة "سيدنا الحسين دعانى فلبيت".
2-شخصية عائشة:
الابنة الصغرى للسيد أحمد عبد الجواد بطل الروايات الثلاثة الذى قدم شخصيته الفنان يحى شاهين، واستطاعت الفنانة هالة فاخر فى تجسيد هذه الشخصية فى عكس طبيعة الفتيات فى هذه الفترة اللائى يحملن داخلهن سخط وتمرد على هذه الحياة التى يعشن فيها، وظهر ذلك واضحاً فى مشهد سفر الأب وتصارع الفتيات على النظر من النافذة، بالإضافة إلى بداية ظهور الحب عند فتيات الأسر المحافظة الذى ظهر من خلال نظرات تختلسها عائشة إلى الضابط الذى تزوج منها بعد ذلك.
3-شخصية خديجة:
أما شخصية خديجة الابنة الكبرى للست أمينة و زوجها، فقد عكست شخصية الفتاه التى ورثت الخضوع من أمها فلم يكن فى طموحها شىء سوى أن تكمل مسيرة والدتها وتتزوج بشكل تقليدى جداً وتكون "أمينة" جديدة مع زوجها.
4-شخصية أم ياسين:
الزوجة الأولى لسى السيد، الذى طلقها بعد أن أنجب منها ابنه الأول ياسين، وكانت هذه الشخصية دخيلة على نساء هذه الفترة بحق، فكيف لامرأة يطلقها زوجها لتتزوج من آخر وآخر بعده، فبات يلفظها المجتمع بتهم أخلاقية، وحملوا ابنها وزرها طوال عمره، إلى أن ماتت فبات موتها صفحة جديدة لابنها بعد أن خلصه القدر من عار أمه.
5-شخصية جليلة:
أما شخصية المرأة اللعوب جليلة التى عاشت فى هذه الفترة تبحث عن حماية من الفتوات و الرجال أصحاب الهيبة، فكانت من أصحاب بيوت الدعارة المقننة، لم يكن نجيب محفوظ قاصراً دور هذا النوع من النساء فى هذه الفترة على فكرة "تجارة الدعارة "فقط، بل عكس أيضاً نشاطهن الوطنى ضد الإنجليز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات