2016/08/31

الخليل إبراهيم وذريته عليهم السلام رؤية جديدة بقلم / عصام قابيل


الحلقة السادسة
*****************
فبدلاً من الوقوف للتفكر في هذا الإعجاز ذهبت عقولهم إلي شئ غريب ؛ لأنه في إعتقادي أن عبادة النار وتقديسها إنتشرت من هنا ، فإعتقدوا في قدرة النار وقوتها ، وسبحان الله عما يصفون .
وماآمن معه في تلك الحظة إلا لوط عليه السلام ، وهو قريب لإبراهيم عليه السلام ، وهو من إتعظ من هذه الحادثة
ترك إبراهيم قومه ، وأوعز إلى لوط أن يرحل إلي حيث الجد والكد والتعب , إلي مكان آخر وأعتقد أنها سامورية ؛ لينشر دين الله عز وجل .
تحرك إبراهيم عليه السلام ، ولم يهدأ ، وكيف يهدأ ؟ وهناك من يتركون عبادة الله العزيز الجبار، ويعبدون من دونه آلهة لاتضر ولا تنفع .
وأثناء ترحاله ، وجد من يسجد للشمس وللكواكب والنجوم من دون الله ، ولم يقبل قلب إبراهيم عليه السلام _ وماأدراك ماقلب إبراهيم ؟_أن يُعبد من دون الله شئ علي وجه الأرض ، وكيف يرضي وهو صاحب القلب السليم عليه السلام .
وكما قلنا فإن إبراهيم عليه السلام هو من تعلم كيف يقيم الحجة علي الكافرين بالله جل في علاه ، فراح ليناظرهم كما قال لنا ربنا سبحانه وتعالي: " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ 75 فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ 76 فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ 77 فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 78 إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 79"
أقام عليهم الحجة بالمناظرة وأثبت لهم أن هناك من يحرك الكون في قدرة لانظير لها ، وهو سبحانه من يديره ويدبر أمره وأن كل مايعبدون من دون الله مقهور بقدرته وتابع لأمره.
ترك ابراهيم عليه السلام هؤلاء القوم ، ثم مالبث أن جاءه أمر عظيم، جاءته ملائكة الرحمن متمثلين في بشر ، فاستقبلهم الأواه المنيب الكريم أحسن إستقبال ، وأتي لهم بعجل سمين فذبحه وقدم إليهم الإكرام ، ولكن أني للملائكة بالطعام ، فملائكة الرحمن لاتأكل ولا تشرب ، تعجب إبراهيم عليه السلام من أمرهم ؛ ضيوف وعلي سفر ولايقبلون الإكرام ...هذا شئ يستحق الإستنكار ، تحير إبراهيم عليه السلام من أمرهم وأوجس في نفسه خيفة منهم ،
لما رأت ملائكة الرحمن حاله ، لم يثقلوا عليه ، صارحوه بهويتهم وشرحوا له مهمتهم إنهم ذاهبون لقوم لوط عليه السلام ليهلكوهم ،فزع إبراهيم عليه السلام من هول المفاجأة ،إن فيهم لوط وهو يعلم ماهو عليه من حال النبوة ، قال لهم : إن فيهم لوطًا !
ردت الملائكة ومعهم تفاصيل المهمة :نحن أعلم بمن فيها ،
إذا ماالأمر ؟
شرحت الملائكة لإبراهيم عليه السلام قصة قوم لوط ، وشركهم وكفرهم وخيانه زوجته له في العقيدة والإيمان
، ودعهم إبراهيم عليه السلام وهو يبارك قدر الله وينتصر لتوحيده جل في علاه .
تزوج إبراهيم عليه السلام من سارة وقد قيل فيها أنها كانت أجمل إمرأة علي وجه الأرض بعد حواء .
توجه إبراهيم بعدها إلى مصر متحركاً في الدعوة إلي الله ، وكمال توحيده لايألو جهداً في تبليغ الرسالة المكلف بها ـــ في وقت انتشر فيه الكفر علي وجه الأرض عموما ـــ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات