2016/08/30

لقاء وفراق ------- بقلمي ------- Hamada Refaat 30/8/2016

                     
                       &&& لقاء وفراق &&&
   ذات مساء في احدي الليالي القمرية التقي بها صمت وصاروا يتبادلون أطراف الحديث وحدث شيئ غريب جدا بينهما .
هي كانت تكن له الحب في قلبها وهو لم يعرف أبدا وعندما أخبرته عن هذا الأمر في لقائهما لم يصدق وقتها ما كان يسمعه منها وبدأ شعور غريب ينمو في قلبه ويسري بوجدانه وصارت الايام تمضي والحب اصبح كالبركان في قلوبهما بالرغم من أن الفتاة أخبرته في البداية قبل اعترافها له بالحب أنها تحبه بطريقة أخري ولكن الفتي كان قوي الاحساس جدا واوقع بها بسؤال ألقاه علي مسامعها واذا به شعر من نبرة صوتها انها تريده هو ولا تريد أحدا" غيره وقام بمواجهتها فاعترفت له بكل شيئ في قلبها نحوه وفي احدي المرات من حديثهما معا أقروا موعدا للقاء وذهب الفتي للنوم في غرفته وحين وضع رأسه علي وسادته سال الدمع من عيناه علي الأوقات التي مضت من عمره دون أن يعرف فيها أنها تحبه كثيرا جدا ثم غفت عيناه واستيقظ في الصباح مبكرا وارتدي ملابسه وأعد حقيبة السفر وتناول قدح من القهوة بالحليب ثم غادر منزله دون علم أهله وذهب الي محطة القطار وحصل علي تذكرة وكان القطار امامه ساعة من الوقت ليأتي ويحمله الي البلدة التي تقطن فيها حبيبته فظل واقفا علي رصيف محطة القطار ينظر يمينا ويسارا حتي وجد أحد المحلات التي تقدم المشروبات الساخنة والباردة وطرق باب المحل ودخل ونادي علي الخادم وطلب منه قدح من القهوة وجلس ينتظر ويحرق العديد من التبغ مع القهوة حتي مر الوقت وأتي القطار الي رصيف المحطة فنادي علي الخادم وأعطاه النقود وترك له البقشيش وامتطي وذهب مهرولا وصعد الي داخل القطار ولم يجد له مكان يجلس فيه وظل واقفا علي قدماه ما يقرب ساعتين من الوقت تتامل فيها عيناه كل شيئ يمر عليه القطار ولكن عقله شارد منه لشدة التفكير في لقائه الأول المنتظر مع حبيبته وصار ينظر الي ساعة اليد في كل وقت حتي وصل به القطار الي بلدتها ونزل من القطار وعاود الاتصال بها ليخبرها انه وصل واجابته بالفعل وقالت له انتظر اني قادمة وظل الفتي واقفا ينتظر لها حتي أتت واصطحبته معها وطلب منها الفتي أنه يريد الجلوس معها علي البحر بعيدا عن أعين العزال والحساد والحاقدين فوافقت الفتاة وذهبوا معا علي شاطئ بعيد واذا هي تفتح حقيبتها وتخرج منها شيئا تضعه علي الصخر ليجلسون عليه ثم بدأت العيون تلتقي لأول مرة والخجل بينهما يلعب دور غريبا فتارة يحمل العشق وأخري يحمل الخوف حتي فاص الصمت وصرخ وصار كل واحدا منهما يبوح للآخر بما في قلبه حتي أقبلت الشمس تتهيأ للغروب فقال لها هيا يا حبيبتي نذهب لنشتري شيئا نتناوله لقد بقي علي موعد الافطار ساعة من الوقت وحمل يدها في يده وغادروا الشاطئ وتوجهوا نحو احد المطاعم ولم يجد وقتها سوي محل لصنع البيتزا فنظر الي حبيبته وسألها هل تحبين البيتزا أجابته نعم أحبها بالبسطرمة فأعطي النقود لصاحب المطعم وطلب منه أن يضنع لهما واحدة" كبيرة ويجانبها اطباق من المكرونة بالفرن ثم أخذته الي منزلها وصعدوا معا علي السلم حتي تعبت قدماه وسألها أين المنزل فأجابته في الطابق الحادي عشر وفي ذلك الوقت كان الأسانسير الخاص بالعقار لم يعمل وذهب يستند عليها وتستند عليه حتي وصل الي باب الشقة فاخرجت المفتاح من حقيبتها وفتحت باب المنزل وجلس الفتي ينظر الي عيناه ويبتسم لها وهي تعد مائدة الطعام ثم جلسوا بجوار بعضهما البعض ليتناولون الطعام واذا بها تقترب منه أكثر وتضع الطعام في فمه وأقدم الفتي علي فعل هذا الشيئ أيضا معها حتي انتابته حالة من جنون الحب وصار يقبلها من فمها وانتهوا من تناول الفطور معا وقامت الفتاة لتصنع قدحين من الشاي وهو ينتظر لها في البلكونة حتي تنتهي من اعداد الشاي وأتت اليه وجلسوا معا وصار الحديث بينهما رائعا حتي اقتربا من بعضهم وبدأت تقبله ويقبلها فقام الفتي وآخذ بيدها الي الداخل حتي لا يراهم أحد واغلقوا النافذة وبدأ العشق يزداد بينهما وقضي معها ثلاثة أيام وفي آخر يوم قبل عودته الي بلدته صار البكاء ينسال من أعينهم من شدة خوفهم من عدم اللقاء مرة أخري ولم يستطيع القدر أن يمحو شيئا في عقله في الفترة التي قضاها معها وغادر الفتي الي بلدته وهو يبكي بغزارة علي عشق يشعر بضياعه في وقت من الأوقات سيأتي رغما عنه وحدث بالفعل وبدأت المشادات بينهما تنمو ولكن الحب لم ينقص قدره يوما من قلبه تجاه هذه الفتاة وقرروا الانفصال في وقت الليل وطلب منها الفتي أن يراها قبل أن يمضي كل واحدا منه في طريقه فوافقت الفتاة وسافر اليها الفتي وكانت لديه رغبة بالبقاء معها وعدم الابتعاد عنها ووصل الي بلدتها والتقي وحمل يدها في يديه كالمعتاد وتوجه بها الي احد المقاهي علي البحر ثم نادي علي العامل وطلب منه قدح من القهوة لأنه لم تغفل عيناه طوال الليل قبل مجيئه الي حبيبته من شدة البكاء علي ما صار بينهما وطلب لها قده من عصير المانجو وجلسلو يتحدثون معا من الساعة الحادية عشر صباحا الي الساعة الثانية مساءا ثم أخبرها أنه يريد أن يتناول شيئا لأنه لم يحصل علي وجبة العشاء والافطار بسبب الحزن والبكاء وعدم النوم فقالت له اذهب واحضر شيئا لك فأخبرها أنه لن يتناول شيئا وحده وأصر علي قوله ذهب الي احد المطاعم بجوار المقهمي وأحضر وجبة من الدجاج والأرز والسلطة والبطاطس والطحينة وعاد مهرولا" اليها ثم وضع الطعام علي الطاولة التي يجلسون عليها ثم دعاها لتناول الطعام معه فأبت الفتاة وأصر الفتي عليها حتي بدأت تتناول الطعام معه واذا به يقترب منها ويضع الطعام في فمها ثم بدأت هي أيضا تفعل نفس الشيئ حتي بكي الفتي وسالت الدموع من عينيه وهو ينظر لها فبكت الفتاة وسألته لماذا تبكي فأجابها اشعر أن القدر لن يمنحنا لقاءا مرة أخري فانهارت الفتاة واشتد عليها البكاء وصار الفتي يبكي اكثر وأكثر حتي مضي الوقت ودقت الساعة الثامنة مساءا فأخبرته أنه يجب ان يرحل كي يتمكن من العودة الي بلدته لطول الوقت والبعد بين بلدته وبلدتها ثم غادروا المقهي وأخذوا يسيرون في الطريق وهو يبكي مرة اخري لأنه لا يريد لهذا العشق أن يرحل من بين أيديهم ثم أخذ الفتاة في احضانه ليودعها علي أمل أن يلتقوا مرة أخري وظلت الأيام عنيدة" جدا معهم ومضي كلا منهم في طريق يتقابلون عبر كلمات مكتوبة بعدما قطع الاتصال بينهما لظروفها السيئة التي تمر بها رغما عنها ومضت الايام وهو يبكي في بلدته وهي تبكي هناك .
------- بقلمي -------
Hamada Refaat
30/8/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات