كلُّ شيءٍ هاديءٍ عَبْرَ المساء
عندما يشتعلُ المصباحُ وهو يموجُ
ويخفتُ الصوتُ حتى النهاية
والنَّارُ تلمع في المدى
والأوراقُ تنسابُ فوق التراب
نلمحُ عيوناً لا تُريدُ الانطفاء
والضياءُ على الجِدار
والليلُ أضحى للفاجعاتِ في سِرِّ السِتار
أحلامُنا تجعلُ الشموسَ من بُخار
نبكي ونضحكُ تحت الحرارة
ونحنُ على الطريقِ الأخير
تحت أقدامِ اللهب
والحُزنُ ليلاً مهولاً قد يشتعل
كُلُّ شيءٍ طعمهُ من مرارة
والظلُّ قد انهزم
والأرضُ قد اكتستْ رماداً من جديد
والرقادُ يتقطَرُ أحلاماً في الدجى
والتعبُ يحلُ علينا في مواطن الندى
أحلامُنا قد ذوتْ
من كلِّ صوبٍ قد هوتْ
عَبْر الشوارعِ بلا حّذَر
في موسمِ البردِ المرير
تعلمنا كيف يكونُ الألم
آهٍ ، لو تُشرقُُ الشمسُ في قلبِ الدجى
كي ننفحَ الدفءَ وتنحني الأشجارُ في إكليلها
يا قمراً مُستقبحاً يركضُ في قاعِ النَهَر
والانعكاساتُ ترقدُ كالقشور
في هذهِ الساعةِ من ليلٍ جريء
تطلبُ الأشجارُ صمتاً ومطراً
تدفعني هذه اللازمة كي أنتظر
فاقطع مسافاتِ الظلِّ شطرَ العيونِ المُطبقة
وأمدُّ اليدين
ها هو الصباح
ها هو النهار
ها هو الضياء
على جانب الدروبِ أشجارٌ مفروشةٌ للرجاء
وأغنيةٌ من ذكرياتي ممزوجةٌ بالصفاء
إنَّ الصباحَ دوماً
يأتي عندما ينتهي المساء
أيها الجُرحُ الفسيح
في مطاوي القلبِ تمرح
مثل عصفورٍ جريح
مُنيتي أنْ اعيشَ حتى أُلاقي باشتياق
ظُلمةَ الليلِ في الضياءِ تغور
ورياحَ التاريخِ تتغيرُ وتدور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق