2017/02/11

( ورود من بلاد الشرق ) الأستاذة عناية أخضر " خضراء عامِل "


( ورود من بلاد الشرق )
ارغِمَتْ على انْ تعِيشَ حياةً لا تحبُّها .. الزمتْ بأُمُورٍ كان الصّبر عليها اُمَرّ من الصّبر .. واكبَر مِنَ الأمانَة التي ابتْ الجِبال ان تحَملنها ..وقالتْ قَدَري واصبِر ..ولم تَعلم بأن عادات الجاهليَّة الحمقاء هي من تتحكّم بِمصيرها. !!
حملتْ وَجَعها ومَضَتْ في ذلك المَصِير .. اَسِيرَة مُثْقَلَةٌ بِأعباءِ الحَياة وتُكابِر .. وتُقنِعُ نَفْسها بأَنَّ الدُّنيا دارُ بلاءٍٍ والفَوزُ لِمن صبَرَ على ُمُرِّها ..
ليالٍ واياّم انقضَتْ وسِنين كان عدَّادُها دقّاتُ قلبها المُتَوَرِّم المُنهكِ وهي تُجَاهِدُ نَفْسها الجِهاد الأكبَر -ترَوِّضُهَا على أنْ تَخضَعَ لِمَصِيرِها دونَ معَانَدة. وتذَلِّلُها لِتَكُون طائِعة كَما يُروَّضُ الفَرَس الجَمُوح .. وكانتْ تُلزِمُها بِحُبِّ مَْن لَا تُحِبُّه .. وتُبعِدُها عن كلِّ ما تُحِبُّهُ - وتُكْرِهُها - على ان تعيشِ حياة ليستْ لهَا .. ومَضتْ ومضَت الأيَّامُ وَتَتالَتْ تَشَْبهُ بعضَها .. وكانتْ في كلّ ذلك تسعى لمرضاة الله وتهب دُمُوعَها قُربَةً الى الله وكلما شمَّتْ عِطْرَاً مِنْ الوَانِ السَّعادة اوجَسْتْ خيفةً .. وَتُابت الى الله ..وكُلَّما نظرتْ جمالاً يُجذُبُها ندِمت وكلّما تألمَّتُ وزاَدَ وَجَعها .. اقنعتْ نَفْسها بانِّها اصبَحتْ اقرَب الى الله .. وكلّما مَرَّ على مَسْمَعِها لَحْنٌ تهدأ له نفسِها وتَستكين .. قالتْ معاذ الله.. ووضعت يَدَيها على اُذُنِها .. وَتَوَسَّلت الى الله انْ يُقَوّيها على ترك ذلك كَي تنالَ رَِضاه .. واكملتْ سَيرها المُتَعرِّجِ بين مطبَّاتِ الحَياة .. تُُصَارِعُ عَرقلاتها التي لَمْ َتنج ِمنها خطواتُ الكَثيرين من التّابعين القِيلَ على عَمَاه ..
وكُلّما تألَّمْتْ نادتْ تستغيث : - يارب - ّخذ بيدي وساعِدني كي أنْسَى وَجَعَ خَدِّيَ الأيمن .. كَي أديرَ خَدِّيَ الأيسَر لِمَنْ ضربني .. وساعدني ان اعيشَ الحياةَ الّتي فُرِضَتْ عليّ ولا تُطِيقُها نفْسِي .. ولأجلِ رِضاك ربِّي تَحَمَّلتُها على مضض ٍوكانت الدمّوع وَحْدَها مَنْفَسِي ..
فانفاس المُحيط الملوَّث بِعِقَدِ الجَاهِليَّة العَمياء يخنقني .. وكانت تمضي .. وعلي كَتِفها اطنان من الدَّسَاتير التي خَطّتها يَدُ الجاهِليَّةِ العمياء وأوثقَها العُرفُ الأبلَهِ والشَّعوذات حتى اصبحتْ تَقاليد وعادات نتوارَثها .. 
واكملت تمشي مثقلة الخُطى وتُنادي : عونك ربّي .. فهمِّي انْ انالَ رِضاك . .
وكم أخشى انْ تلومني حينَ القاك ربي .. !!
كيَف صدَّقتُ كل تلك الخُزعبلات - وظلمتُ نفسي - واغمضتُ عيوني - وكيف عطَّلتُ عقلي ولم اتدبّر القُران كمَا امرتني ..!!
وعندها ستلومُ نفسَها كثيرا وستلعن العادات والتّقاليد ومن سنَّها و - مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ- وهِيَ لِلذين آمَنُوا .. وستلعَن من لم يؤمِن بأّّنَّ اللهَ خلَقَنا احراراً لا نخضَع الاّ لإمره ولا نعبُدُ إلاَّ إيَّاه
فهبني يا سيّدي جُرعةً من الجُرأة تقويِّني على انْ ُاعيدَ لعقلي وظيفتَه وان اصنعَ فُلكَ نوحٍ في واضحِ النّهار بعيداً عن شفَا جُرُفٍ هارٍ قبلَ انْ نَنهار .. وعلِّمني ان ازرعُ المحبَّةَ بساتين من الإيثار ..
واحقق الهدَفَ من وجودي وتكويني .
.
عناية أخضر 
" خضراء عامِل "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات