2017/05/28

الصيام وفضله -- بقلم الأديب د. رفعت برهام

الصيام وفضله
بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ....
الصيام لغة: هو الإمساك.
وشرعا: هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس مع النية.
ويحتاج الصوم إلى ركنين أساسيين، هما: الإمساك والنية.
فلا بد من الإمساك عن كل المفطرات، ووجود نيه الصوم، فمثلا: لو أمسك شخص عن الطعام والشراب بغرض إنقاص وزنه فلا يعتد ذلك صوما، لعدم وجود النية، كذلك من أضرب عن الطعام والشراب لا يعتد صوما، لعدم وجود النية.
وينقسم الصوم إلى قسمين:
القسم الأول: الصوم الواجب، وهو على ثلاثة أنواع.
1: صوم واجب لوقته، وهو صوم رمضان، فبمجرد دخول رمضان وجب صومه، ويثبت دخول رمضان بأمرين هما:
أولا: رؤية الهلال.
قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة ...: 185
يتبين شهر رمضان برؤية الهلال ولو من شاهد واحد عدل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامة) ... رواه أبو داود والحاكم ثانيا: إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عبوس رمز تعبيري صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما) ... رواه الشيخان فاذا ثبت رؤية الهلال، أو كمل شعبان ثلاثين يوما وجب صوم رمضان.
2- صوم واجب لعلة: كصوم الكفارات، ككفارة اليمين، والظهار.
3- صوم أوجبه الإنسان على نفسه، كصوم النذور، كمن نذر نذرا وقال إن تحقق ليصوم، فهنا يجب صوم ما نذر به.
القسم الثاني: صوم التطوع وينقسم أيضا إلى قسمين:
1- صوم مقيد، أي مقيد بوقت وزمن، كصوم يوم عاشوراء، وست من شوال، والعشر الأوائل من ذي الحجة،
2- صوم مطلق، أى أنه يكون في أى وقت من العام ماعدا الايام المحرم فيها الصوم وهي: ايام العيدين، وأيام التشريق الثلاثة، ويوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا لم يتبث هلال رمضان.
وتمام الصيام وكماله يكون باجتناب المحذورات وعدم الوقوع في المحرمات، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وللصوم فضائل كثيرة منها:
1- أن المولى عز وجل قد أضافه إلى نفسه تشريفا لقدره، وتعريفا بعظيم أجره، قال تعالى في حديثه القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه) رواه أحمد.
وفى هذا الحديث جعل النبي صلى الله عليه وسلم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فالجزاء من جنس العمل وذلك لأن الصوم سر بين العبد وربه في الدنيا أظهره الله في الآخرة علانية للخلق.
2- ومن فضائل الصوم أن الله أعد بابا في الجنة يقال له: الريان، لا يدخل منه إلا الصائمون كما جاء في الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) .رواه الشيخان.
3- صيام وقيام رمضان إيمانا واحتسابا يغفر جميع ما تقدم من الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم. ومعنى: (إيمانا واحتسابا) أى: نية وعزيمة وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه غير كاره له ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه.
4- والصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخله الجنة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامه، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان) رواه أحمد.
5- الصيام يعلمنا المراقبة، الصوم سر بين العبد وربه لا يطلع عليه احد، قد يستطيع الإنسان أن يختلي بنفسه ويأكل ويشرب ثم يخرج للناس فيقول إنى صائم، فما الذي يمنعه ؟؛ إنه مراقبة المولى عز وجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات