2017/05/26

في رحاب رمضان : شهر الصيام اليوم الأول : وجوب الصيام بقلم الاستاذ الأديب موسى عمران


بسم الله الرحمن الرحيم

في رحاب رمضان : شهر الصيام
اليوم الأول : وجوب الصيام
 يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة مشيرا إلى الصيام: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)، والنداء هنا موجه للمؤمنين جميعا وهم أهل الكتاب، ويشمل اليهود والنصارى والمسلمين، فكلهم آمن بالله، ويعلمون أنَّ محمداً هو آخر الأنبياء ولم يؤمنوا به، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ، إِننا نحن المسلمين نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ويؤكد الله في آياته أن الصوم فرض على الأمم والديانات السابقة، كما ورد في الآية السابقة حيث يقول: " كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ"، لكن صيامنا يختلف عن صيامهم، ثم يوجه الله إلى المسلمين في نهاية الآية السابقة، فيقول: " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وهنا يخصص النداء إلى المؤمنين الذين يتقون الله ، الذين اعتنقوا رسالة محمد(ص)، فيأتمرون بما أمر، وينتهون عما نهاهم عنه ، وألا يسيروا في صيامهم وإيمانهم على نهج الأمم السابقة.
 وكتب عليكم في بداية الآية السابقة بمعنى فرض، وهو أمر واجب على المسلم ، ونتيجة لهذا الفرض فهو واجب شرعا على المسلمين أن يصوموه، والصيام هو أحد أعمدة وأركان الإسلام التي تقوم عليها الفريضة الإسلامية ، وبدون الصيام لا يتم الإنسان إسلامه، يقول رسول الله (ص) عن أركان الإسلام: عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ (ص): بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
 ثم يقول مُخَفِّفاً عن المسلمين الذين يتبعون رسالته ويصومون رمضان " أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ"، بلا زيادة أو نقص، وهي عدد أيام شهر رمضان شهر الصيام، من رؤية هلاله حتى رؤية هلال شهر شوال الذي يليه، ثم يبين سبحانه وتعالى ما أقرَّه على المسلمين من رحمة لهم في صيام شهر رمضان، حيث يقول تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"، وهنا يبيح سبحانه وتعالى الإفطار لمن بات على نية السفر، وهي رخصة إيمانية من الله تخفيفا على عباده ، وللمريض الذي يخاف على نفسه من المرض خوف الإرهاق وحفاظا على النفس البشرية، وكذلك رخَّص الله للمرأة الحامل التي تخاف على جنينها، والمرأة التي ترضع طفلها والتي تخاف عليه، وعلى هؤلاء أن يصوموا بعدد الأيام التي أفطروها بدون زيادة أو نقصان أيضاً، ورخص كذلك للذين لا يطيقونه أي لا يستطيعون الصيام لعجز أو مرض أو كبر أو شيخوخة أن يفطروا، وهؤلاء عليهم فدية الصيام، وفدية المفطر من هؤلاء أن يطعم المحتاج طعاما يكفيه حاجته عن ذلك اليوم، حيث يقول تعالى تكملة للآية السابقة: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ"، عن كل يوم ، ثم أضاف تنمة لهذه الفدية وزيادة في الأجر لإطعام المحتاج، فقال تعالى: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ"، والتطوع هنا أن يعطي للمسكين زيادة في إِطعامه فهو خير له لأن يتقبل الله منه الصدقة والفدية ، ثم يستدرك فيقول جلَّ وعلا: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) وأن تصوموا فهو خير لكم الإفطار والفدية.
 نفعنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأتمنى على الله أن يتقبل منا ومنكم جميعا صيامنا وصلاتنا وقيامانا. مع تحياتي: موسى حمدان
 سبقنا بها يوما ليتسنى للجميع معرفة الصوم والوجوب والشاهر على وجوب الصوب وفوائده وما على الصائم والمفطر اتباعه ، نفعنا الله وإياكم به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات