2017/05/27

في رحاب رمضان : شهر الصيام اليوم الثاني : متى الصيام؟ للاديب ا. موسى حمدان

بسم الله الرحمن الرحيم
في رحاب رمضان : شهر الصيام
اليوم الثاني : متى الصيام؟
كيف يكون الصيام، متى على المسلم أن يصوم وكيف يصوم، وماهية الصيام، ومتى نفطر، كثير من هذا الأسئلة راودت المسلمين، في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة، وفيها فرض الصوم، ولم يفرضه في بداية الدعوة الإسلامية ، وذلك لأسباب كثيرة منها ما يعانيه العربي من جوع نتيجة الصوم، أو لشدة حرارة الصيف في شبة الجزيرة العربية، هي أسباب قد تكون واهية، لأن المسلمين آنذاك قد أسلموا عن قناعة وعقيدة ثابتة لم ولن تتزعزع، لكن الله كان رءوفاً رحيما بعباده الذين آمنوا برسالة نبيه محمد آخر الأنبياء والرسل (ص).
يقول الله سبحانه وتعالى عن تحرِّي رؤية هلال شهر الصيام شهر رمضان في سورة البقرة آية 185:" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، ليبين مكانة شهر رمضان بين شهور السنة، فقال: أنَّه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وهذا القرآن لهداية الناس، وفيه بيِّنات للمسلم ليسير على هديها محافظا على دينه وأخلاقه، وآدابه، وعرضه، وبعد أن يبين الله سبحانه وتعالى مكانة الشهر، وما تحلُّ على المسلم من هداية وبركات فيه ليتَّبعَ المسلم الطريق الحق التي لن يضلَّ بعدها أبدا. ليأتي بعدها الخالق ليقول للمسلمين عن كيفية تحرِّي الشهر في قوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"، والقصد عن الشهر هلال شهر رمضان، أي: فمن شهد منكم هلال شهر رمضان فليصم، فكيف يتم الصيام، ومتى، وهذا الأمر توضحه السنة النبوية المشرفة من أقوال وأفعال وأحاديث رسول الله، وسنتعرض لها لا حقا في اليوم الثالث.
بعد أن بيَّن الله جلَّ وعلا فضائل شهر رمضان ومكانته بين الشهور، وما فرض فيه من صيام، أخذ يبيِّن في باقي الآية ما أجازه للمسلم من إفطار في حالتين، المريض والمسافر، فليصم كل منهما أياما قدر الأيام التي أفطرها، وقد سبقت هذه الآية في اليوم الأول، وها هي تظهر مرة أخرى من باب التأكيد للعربي بأَنَّ المسلم يستطيع الصوم ويستطيع الإفطار بشروط، وليس هذا محلها، ونكتفي بذكر الشرط المباشر، وهو أنْ يصومَ المسلمُ أياماً محدودة بعدد الأيام التي أفطرها، حيث يقول سبحانه وتعالى:"وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185). وانظر أخي المسلم في هذه الآيات ففيها تعزيز للعطاء، بالإفطار، وفيها ترغيب وترهيب، ومع هذا فكل ما يقرُّه المولى لمصلحة الإنسان ومجتمعه ليحافظوا على مجتمع متماسك متحابٍّ لله وفي الله. فالمقابلة بين جملتي اليسر والعسر فلله اليسر على عباده، لن ينقصهم حدودهم، ولن يتخلى عن حمايتهم من كل ما قد يُسيء لهم، دينا وخلقا وآدابا، وهذا جُلُّ ما يدعو له الدين الإسلامي. ثم يدعو الله المسلم الذي أفطر وقضى الأيام التي أفطرها بعد أن أكملَ عدة الأيام التي أفطرها، ثم يكبر الله على ذلك لما يحسُّ به المسلم من قضاء ما عليه من دين لله، لأنُّه يحسُّ بالطاعة والسعادة والمحبة لهذا الدين الذي ينشر التعاليم الاجتماعية لتزكية النفس عن الهوى والغواية.
اللَّهمَّ يا حنَّان يا مَنَّانُ ارفع مقتك وغضبك عنَّا، ولا تكلنا لمن لا يتقيك ولا يخافك ولا يرحمنا، اللَّهمَّ انفعنا وزملائي الذين شمَّروا عن سواعدهم ليثبتوا تعاليم دينك لوجهك الكريم، اللَّهمَّ اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، اللَّهمَّ كُن عونا لنا على من ظلمنا، اللَّهمَّ أرنا فيهم يوما يبيِّن لهم جبروتك يا الله، اللَّهمَّ انفعني وأخواتي وأخوتي لما تحبه وترضاه.
نفعنا الله وإياكم لما يحبُّه ويرضاه، وأتمنى على الله أن يتقبلَ منا ومنكم جميعا صيامنا وصلاتنا وقيمانا. اللَّهمَّ اغفر لي ولوالدي يا الله . مع تحياتي: موسى حمدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات