2017/05/27

في رحاب رمضان - شهر الصيام اليوم الثالث : تعريف الصيام؟ تقديم الأديب ا. موسى حمدان

بسم الله الرحمن الرحيم
في رحاب رمضان - شهر الصيام
اليوم الثالث : تعريف الصيام؟
لو عدنا نتذاكر الآيات 183 – 185 من سورة البقرة التي تعرضنا لها في اليومين الأول والثاني، لوجدنا أنَّ الله سبحانه وتعالى ذكر الصوم عدة مرات بالتصريح لفظا، أو بالتلميح له، في قوله عدة من أيام أُخر، ويقصد بها صوم الأيام التي أفطرها المسافر والمريض والحامل والمرضعة والذين يطيقونه، أيّ الذين لا يطيقون الصوم للأسباب السابقة، ولتكملوا العدة أي عدة صومكم للأيام التي أفطرتموها، وفي قوله لتكبروا الله على ما هداكم إليه أي الصوم، والرخصة للإفطار أو الصيام.
وعند رؤية هلال رمضان عرف عنه الدعاء الآتي: كان عليه الصلاة والسلام إذا رأى الهلال قال:(( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ))
ولو بحثنا فيما جاء في معاجم اللغة وكتب الفقه لرأينا هناك تعريفات كثيرة للصيام وبيان أنواعه، فقد قال ابن منظور: «الصوم: ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام، صام يصوم صوما وصياما، ورجل صائم وصوم من قوم صوام وصيام وصوم بالتشديد. وقوله عز وجل: ﴿إني نذرت للرحمن صوما﴾ قيل: معناه صمتا، ويقويه قوله تعالى: ﴿فلن أكلم اليوم إنسيا﴾».لسان العرب (مادة صوم)، نأخذ منها ما اتفق عليه في: تعريف الصيام، هو: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية".) معجم المعاني (صوم))، وأضاف ابن رُشد في كتابة مواهب الجليل في شرح مختصر الخليل كتاب الصيام أن الصيام ، هو: إمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية».
وقد تعرضت الآيات القرآنية ، وقد اكتفينا بما ذكرناه في اليومين السابقين بما ذكرناه في حينه، وتعرضت السنة في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة لفوائد الصيام، وقد جاء في صحيح البخاري (كتاب الصيام): عن أبي هريرة (ض)، قال: قال رسول الله: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، وجاء في الحديث القدسي: «كل عمل ابن اّدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به. يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي»، وقد قال رسول الله: "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر"صحيح البخاري (كتاب الصيام).
وذكر في الأحاديث النبوية باب الريان الخاص بالصائمين، عن سهل بن سعد، عن النبي " إن في الجنة بابا يقال له الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم. يُقال: أين الصائمون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أغلق فلا يدخل منه أحد. صحيح البخاري (كتاب الصيام)، وأشارت الأحاديث النبوية إلى مكانة الصائم عند الله، فجاء فيها عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله (ص): " ثلاثة حقٌّ على الله ألا يَرُدَّ لهم دعوة : الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع" صحيح البخاري (كتاب الصيام). مع تحياتي: موسى حمدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات