2018/11/04

آجَــالُ الـحُـسْنِ : الشاعر بشير بشير

آجَــالُ الـحُـسْنِ

***
يا بِشْـرُ حَـدِّق فهذا الوجْـهُ تعْـرِفُـهُ
إذ طَـالَـما أرَّقْــتْ عَـينيْكَ عَـيْـنَـاهُ


وطالما باتَ يَـشكو القلبُ قَـسوَتَـهُ
فلا يَـرِقُّ ولا يُـصغي لِـشَـكْـواهُ
وكان يَـمْـلأُ دُنْـيانـا بِـبَهْـجَـتِـهِ
وكان تُـذهِـلُنا إن مَـرَّ رُؤيَـاهُ
وكان يُـزْري بِـبدرِ الـتّـمِّ مؤتَلِقاً
فالليـلُ يعـشَـقُـهُ والصُّبحُ يَـهِْواهُ
واليومَ جَـارَ عليهِ الـدَّهْـرُ غَـيَّرَهُ
ولَم يَـدَعْ لكَ حتَّى بَـعْـضَ ذِكْـراهَُ
ولستُ آسَـى على وَجْـدٍ شقيتُ بهِ
لــكِـنْ تَـمَـلَّكــني حُــزْنٌ لِـمَــرآهُ
ْ
فالـوَجْـهُ فِيهِ شُـحوبٌ كِـدتُ أُنْكِرُهُ
والـخَـدُّ فِيهِ ذُبُِــولٌ مـا عَـهِـدنَـاهُ
والـخَصْرُ ما عاد خصراً في تأوُّدِهِ
وصارَ يَـمشي فلا يهْــتَزُّ عِـطْـفَـاهُ
وغَـابت الـبَسمةُ الـزَّهراءُ وانْطْفَأَتْ
تـلكَ الـثُّريّاتُ كانــتْ في ثَـنَـايَــاهُ
وعـادَ عَـذبُ حَـديثٍ كنتُ أسـمَـعُـهُ
صوتاً تَـًحَـيَّرَ سَـمْعي أيْـنَ مَــأْتَـاهُ
فقلتُ والـدَّمْعُ من عَـيْـنَيَّ مُـنسَكِبٌ
لِلْحُــسْـنِ كالـنَّاسِ آجَـالٌ تَـقَـاضَـاهُ
فإن وَقَـفتَ على أطْـلالِ مُـؤْتَـلِـقٍ
مِـثْـلي فَــدَيْـتُــكَ قُـلْ بِاللّهِ أوَّاهُ
فقـد تُــفـيـدُكَ آهٌ إِنْ جَـهَـرتَ بها
بَـعْـضَ العَـزاءِ وقَـدْ لا تَنفعُ الآهُ
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أشتاتٌ مجتمعات )

هناك تعليق واحد:

  1. جزيل شكري وتقديري لاسرة مجلة غذاء الروح والفكر والتحية للجميع .

    ردحذف

إعلانات