2018/11/23

((( الوقت )))شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

((( الوقت )))

الوقـتُ يمُـرُّ سـريعاً . . . لا تـسرفْ بالأوقاتْ
وإذا مـا فاتكَ وقـتٌ . . . لا ترجعُهُ الحسـراتْ
لو تـعرفُ مـا يعنيـهِ . . . لَبكيتَ على اللحظاتْ
فاشغـلْ أوقاتكَ فيـه . . . بالعلـم وبالخـيراتْ
واغنَـمْ أوقاتَكَ دومـا . . . لِتعيشَ سعيـد الذاتْ
وتَعَـلَّـمْ إنَّ الـدنـيا . . . للعـالِمِ خـيرُ حياةْ
إن رُمْـتَ الرِفعـةَ فيها . . . جاوزْ كلَّ العثـراتْ
ما نالَ العِـزَّةَ شخـصٌ . . . إلاّ بـعدَ مشـقّاتْ
كـلُّ الآمـالِ إذا مـا . . . تسعى مـنك قريباتْ
فدع اللهـو فـمـا فيه . . . إلاّ نـدمٌ وســباتْ
لا تكسـل إنَّ الـدنـيا . . . ذهبوا عـنها الأمواتْ
أجهـدْ نفسكَ كي تحيا . . . فـي نفع المجتـمعاتْ
فتعلَّـمْ واعمـلْ وافهمْ . . . وتـفكَّرْ في الخلواتْ
وعِشِ الدهـرَ أخا جـودٍ . . . وبخيـلاً بالأوقـاتْ
ما بِيـعَ الوقتُ بـيـومٍ . . . كي تُرجِعُهُ النفقاتْ
إن ضيَّـعـتَ الأوقـاتْ . . . تتأخَّرْ فـي الخطواتْ
وستصبـح خلـف أناسٍ . . . تركـوا سُبُلَ اللذاتْ
أتُحبُّ العـمْـرَ ضَـياعاً . . . تحـياهُ بـلا غاياتْ
فتـرى نفسَـكَ مغموراً . . . والناس على الشُرُفاتْ
وصـفـاتك مندرساتٍ . . . وسواك بخيرِ صفاتْ
قد يفـني العمْـرَ صديقٌ . . . يحـيا دون مـبالاة
فاختَـرْ صاحبكَ الأدنى . . . ذا أخـلاقٍ وعِظاتْ
فـالجاهـلُ لا يعنيـهِ . . . مـا يأتي أو ما فاتْ
شخـصٌ دون طموحاتْ . . . كالتائهِ في الطرقاتْ
فيعيـش كمثلِ الأعمـى . . . تتقاذفُـهُ الـزلاّتْ
فتـكـون إليـهِ قَـريناً . . . فـي أطباعٍ وسماتْ
لا نـدمٌ يـنـفع يـوماً . . . ليـعيدَ لك السنواتْ
فجنـيتَ البؤسَ بسـعدٍ . . . وبكاءً بالضحكـاتْ
قـد ضـاع العمرُ هباءً . . . بأمـورٍ خـدّاعاتْ
أيامـك مهـما طالـتْ . . . أيـامٌ مـعـدوداتْ
فتلألأْ نـوراً فـيـها . . . كي تندحرَ الظُلُماتْ
عِشْ فـي قِمَـمٍ وتجنَّبْ . . . ودياناً مـنخفضاتْ
كالنسر الشامخ لا كــالأرنب بين عُشيباتْ
في أدنى الأرضِ ولا يأْمَنُ مِـنْ غـدرٍ ومماتْ
فـي الجوِّ عليه صقـورٌ . . . ونـسورٌ مـرتقباتْ
خـفّاقُ القـلبِ جبـانٌ والنسرُ بـلا خفقاتْ
مرفـوع الهامة فوق الــغيمِ وفـوق الهاماتْ
لا يخشـى البرقَ ولا يثْـنيهِ غَضَبُ الصعقاتْ
فيُـحَلِّـقُ دونَ ضجيجٍ . . . كالهازئ بالضَجّاتْ
فجـناحـاهُ بسكـونٍ . . . والريحُ لهـا ثوراتْ
أمِنَ العيشَ فـلا سهـمٌ . . . يدنـوهُ رمـاهُ رماةْ
فاسـلكْ بحـياتكَ درباً . . . يتـحـدّى التيّاراتْ
--
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
صنعاء-12/6/1998
ديوان(هل أفيق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات