2017/06/18

نور هادى شاعر الفردوس يكتب :- القصيدة الديوانية من ديوان الجن ( مَوْلاىَ الجِنِّي )



نور هادى 
شاعر الفردوس 
يكتب :- القصيدة الديوانية من ديوان الجن
( مَوْلاىَ الجِنِّي )
................................................
( الجِنِّي )
مَوْلاىَ أجبْنِي بحَقِّ فحِيحِ الأفْعَى والثُّعْبَان
مَوْلاىَ أجبنِي برحِيقِ نقيقِ الضُّفْدَعِ بالهذيان
مَوْلاىَ أجبنِي بشهِيقِ الزفَراتِ ولو بالكِتْمَان
إنى فكْكَّتُ الكَهْرَبَ وأشْعلتُ رحيقَ النيران
وأوقدتَ الذهنَ ومزَجْتُ الدُّهْنَ بالرَّيْحَان
بزيوتِ سِرَاجِ التبيَان
وقرأتُ العزائمَ والأحَجِبَةَ والأحْجِيَّاتِ
ودققتُ الهَوْنَ بالهَوَان
وكسَرْتُ غُصْنَ البان
ورسَسْتُ الماءَ صَقِيعًا
وعلى خَيطِ البَرْقِ سمِيكًا بالغليان
ورششْتُ السُّخنَ على الحيطان
وسكبتُ الفَاترَغلِيظًا للشَّرْقَان
وشبكْتُ الطلْسَمَ بالطُّعْمِ ندْمَان
ووضعْتُ الزعْفَرَان
على العِظَام ننشُّزُهَا وشققْتُ الزَّان
وأغرقتُ الذنوبَ فى العِصْيَان
وأخرجتُ بخرُقاتِي اللِسَان
ورصصتُ الرُّصَاصَ بالبنيَان
وكسَرْتُ كفةِ المِيْزَان
فأجبْ يامولاىَ
ماذا تريدُ يا إنسان ؟
الاعترافاتُ ومتى تلبسُ الإنسَان ؟؟
الصورُ مغناطيس لنا
وهذا واقعٌ حَيٌّ بالعنَان
و مُلازم فى وقتكم
ومُلامٌ فلينتبَه كلُّ نعْسَان
لِدقَاتِ عذَابَاتِ الآذان
تجْعلنا نهْرَبُ كالجُرْذان
فما أحْسنُ موضع لكم
بالامْتنانِ والعرفان ؟؟
وأحْسنُ موضعٍ لنا
حضُورُ قصُورِالأفراح للغفلان
فى النوادِي والحفَلاتِ للبُغْيان
وشهواتُ اللذاتِ للعِمْيَان
بسفُورِ الزوجَاتِ وعُرْىِ الأجسادِ والسيقان
هذا لنا مِثل الحوُرِالعِينِ لكمْ فى الجِنَان
ومسرى الجنيات عندكم لروعةِ الجَنَان
كاهتزازِ الأرضِ فى العرسِ بالدَّوَرَان
بالرقْصِ والدبِّ والخفقَان
والغناءِ والحدوِ والشدوِ
والطبلِ والزمْرِللمُرْدَان
وأجسادِ الكاسيَاتِ العارياتِ افتنان
فالصرعُ داءٌ من سُخْطِ ربِّ العبادِ للغلمان
ونتيجةُ الكفرِ والفسوقِ والعِصْيَان
فمساخطُ الربِّ لمنْ استهَان
بالحُرُمَاتِ ودكَّ المُحَرَّمَات واستبَان
وإياكَ والعبثَ فى رمضان
وأماكنَ الخلواتِ للبومِ والغربان
وأماكنَ الخرباتِ للكلابِ السودِ والقَطَّان
والعقاربِ والحيَّاتِ والفِئرَان
ولُمْ نفسَكَ لمًّا ولمْلمْهَا ولو جرًّا
وجَرْجَرْهَا ولو حَبْوًا لليقظان
واستعِدّْ ولُمْ نفسكَ لوْمًا ولا تَلَم المطايا
والصورَ والبغَايا والعِقبان
والزينَاتِ فى البيْتِ تجعلُ الأنثى
فى عيوننا كشَهْوةِ الشهْوَان
وهى غيرُ معصومةِ الدَّمِّ ومستبَاحة الشطآن
ولا أنتهى منها ولا أخرجُ عنها ولا أفارقُ الكُعْبَان
ولا أتركُ لبسَهَا إلا بقتلٍ أو برجمٍ أو آيةٍ من قرآن
فالصورُ تجمعُ الشياطينَ كجرائد النقشِ والخبلان
وأصنامُ التماثيلِ تجمعُ الشياطينَ كالعبَّادِ للأوثان
والمجسمَاتُ لنا كملاذٍ وشهوةِ لحمِ عُرْيَان
فلقد صَارَ لكلِّ خبَرٍ ومَنْشِطٍ قرينٌ بل أقْرَان
سواءٌ بالإفْكِ أو الكذبِ أو بالزورِ أو بالبُهتَان
ولم يبقَ إلا الزِنَا صَوَّرُوه ونقشُوه على العِمْدَان
وذاعوه فى المِرْنَاةِ ومَنْهَجُوه درُوسًا للعُرْبَان
فلا تقترِبُوا من سنَا ضَوْئِه باللمَعَان
يخْطَفُ الأبْصَارَ وإنْ لمْ تمْسَسْه نِيرَان
معَ كلّ صُورَةٍ شيْطَانةٍ وشيْطَان
ومعَ كلِّ دارسِ نُورٍ لوصايا لقْمَان
وكمْ باطلٌ وكمْ خُذْلان ؟؟
والشاشاتُ بلا استثناءٍ وعبيرُالأثيرِ
والنِّتُّ والذوبان
والدروسُ والموسيقَا التي كسرتْ
هدى مِشْكَاةِ محمدٍ بزرافةِ الغُزْلان
وإنَّ الملائكةَ لا تدخل بيتًا
فيه كلبٌ أو صورةٌ معلقةٌ
على الحائطِ أو البيبَان
ومُجَسَّمٌ مرْسُومٌ اشْتَهيهِ
فاتركنِي على الجوَّالِ سجَّان
فإذا اشتغلَ المِذْيَاعُ بالأغانِي
فشيطان التهانى شعْنَان
وإذا نطقَ الحاسُوبُ بالجِنْسِ
فشبيهٌ فوقه ندمَان
ورئْىٌّ عن شِمالِهِ بَهتان
وعبقرٌعن يُمنَاه بالتوهان
وما بين المشاهدين بُهْتَان
من قبائلناعشراتُ وِلْدَان
لو مد أحدكم يده لمسَّ
إحدانا فى الفراشِ نعَسان
فلا يدْخُلُ البيتُ بَرْدَان
و لونامَ أبليسٌ لوجَدْنَا راحَةً لبنِي عدمَان
فمن يشتهِ الشرَّ ويتلذذْ به ويطلبْه ويشتاقْ نزوان
لهَو يشتهي منتهاه بالحرصِ عليهِ هَالكٌ غرقان !!!
وأقْسَمْنَا فبعزتِكَ لنغوينهم أجمعينَ
إلاعبادَك مِنْهُمُ المخلصينَ خُلْصَان
مقتضى خبثِ النفسِ لبسِ البنطلوناتِ
والبرينتاتِ وللعيونِ زرَقان
يفُتُّنَا ويستهْوِينَا كحجِكم لعرفاتِ غدْوًا وروحَان
فنفثَ الشيطانُ للمرأةِ خلقْتِ للمرآةِ وللبصَصَان
أنتِ نصفُ جُنودي وأنتِ مَالي وبريدى
وأنتِ سهْمِي للزمان
الذي أرمي به فلاَ أُخْطِئ الرَّمَيان
وأنتِ موْضعُ سِرِّي وجَهْرِى
وعُقَدِي التى ليسَ لهَا حَلَلان
وأنتِ رسولِي في حاجَتِي للغرمان
واعلموا يا بنى شيبةَ العجْزِ والخَبَلان
وبنِي شبيبةِ الشجْعَانِ منْ يُعْربَ وقحْطَان
وبنِي عوْفٍ ومالكٍ وحارثٍ وزِرَارَةَ ويقْظان
التشبيهُ فى الظاهرِ والمشابهةُ والمشاكلةُ نقصَان
تدعو للمودةِ فى الباطنِ لى كحْزنَانٍ وفرحَان
ووجْهُ المسارقةِ والإسرافِ والتدريجُ والتدرُّجِ
والمشاركةُ في الهَدْيِ بالهذْيِ تلَفَان
والظاهرُ يُوجبُ مناسبةً وائتلافًا وعُنْوَان
وإنْ بَعُدَ المكانُ بالمَحْسُوسَاتِ فهذا أمْرٌ ثَان
فمشابهتُهمْ في الظاهرِ سبَبٌ ومظنَّةٌ وهيلمَان
لمشابهتِهم في عينِ الأخلاقِ والأفعالِ مذمُومتَان
بلْ في نفسِ الاعتقاداتِ مَطَنَّةٌ وصوْلَجَان
وفاضت المنهومَتانِ فى المهْرجَان
فعينانٌ لا تبكيان
عيْنٌ باتتْ تحرسُ فى سبيلِ اللهِ
وعيْنٌ بكتْ منْ خشيةِ الرحْمَن
أأمُّكَ أمرتْكَ بهذا الإحسانِ
أم بإساءةِ الجِيران ؟؟
المشابهةُ في الظاهرِ تورثُ مودَّةَ ومَحَبةَ الرهبان
وموالاةٌ في الباطنِ تقتضِي وتفضِى للكفْرَان
و المحبةُ في الباطنِ تورثُ المشابهةُ في الظاهرِ بالخسْرَان
وهذا أمرٌ يشهدُ بهِ الحِسُّ والتجْرِبةُ والعِيَان
فأنا مُرتَاحٌ لأن خليلتِي الْمُتلبِّس بهَا
وفيها حليبِي لا تقْرَأُ القرآن
لكنَّـنِّي متحَسِّرٌ لعدَمِ وجُودِ الضَّجَّةِ بالشُّرْيَان
وفي مواضعَ كُثْرٌ لاتنامُ بالحيْضِ والنِّفَاسِ
والوريدُ مسدودٌ فإنى مرهقٌ وحزينٌ وزهقان!!
يا ليتنِي كنْتُ مِثلَكَ في موضعٍ منعـزلٍ بالسَّكَتَان!!
فخليلتِى تؤذيني بالوضُوءِ والطهْرِ والقرآن
فأنْهَاهَا ولا تمتثلْ لوسْواسِى وتؤذيني
بالاستغْفَار والشُّكْرَان
وتستغفرُ قبلَ أنْ تنامَ وتمْلأُ بطَاعتِها كُلَّ أركان
وتقومُ قبلَ الفجْرِتصلى للديَّانِ وتكْرَهُ الطُّغْيَان
فتؤذينِي فأخنسُ وأكنسُ ذاتى بالخسْرَان
وإنكَ متأذٍ من قِرَاءةِ المسَجِّلِ سُورةَ البَقَرةِ
وآلِ عِمْرَان
كذِبٌ وخَبَثٌ حَيْثُ لا تؤذي كثِيرًا
قراءةُ المسجلِ وإشارةُ البنَان
فقاصمةُ الظهْرِحقًّا قراءةُ الشخصِ بيقينٍ
على نفسه كأرقى فنَّان !!
والخوارقُ الشيطانيَّةُ الناطقَـةُ والمرْئيَّـةُ
والفوَاحشُ ما ظَهرَ منها وما بطن
وما تحْتَ الإبْطِ منْ ورَقٍ وعمَلٍ
وإتلافٍ لجهْدِ الوطَن
والخمْرُ والميْسرُ والأنْصَابُ والأزلامُ
والدخـَانُ والشِيشَةُ والبِيرةُ والتشبُّه بالكفَّار
رجْسٌ ووَغْيٌّ وبغْىٌّ من عَمَلِ الشيطان
و إنَّ مَن ضَيَّع نفْسَه في أوديةِ الضلالةِ
ومتاهاتِ الغوايةِ مشلوحُ الفؤادِ عن الهدَاية
منشغلُ القلبِ عن ذِكْرِ ربِّهِ
مشْلُولُ الأعضَاءِ عن الطَّاعةِ
مشقوقُ الصَّفِّ عن الذِّكْرِ
أصَابَهُ همْزٌ ولمْزٌ وهيجَان
ويتخبَطُه الشيطانُ من المسِّ
بالزورِ والربَا وكذَبِ الحلفَان
فالأيمَانَاتُ المغلَّظَةُ وقَسَمُ غمُوسٍ
تهوى للقيعَان
وسأصْدقكَ يا أبا هرٍّ وأن كُنْتُ كذوبًا ولعُوبًا
واشتكِي كثْرةَ عيَالى بالعَوْزِ والبوظَان
إنَّ من قالَ لا إِلهَ إلا اللهَ مائةَ مرَّةٍ
مستيقنًا بها قلبُه عصَمَ دمَاءَه وقلبَه منِّي
وأنْ كنتُ أجْرِي منْهُ مجْرَى الدمِ فى العرْقِ
ولم أمسَسْه بقُرْبٍ أو بنُصُبٍ وعذاب
أوْ بنصَبِ شرَكٍ أو حرْقٍ بِلُبَاب
فالمقسومُ مكتُوبٌ ومقيَّدٌ بكِتَاب
والحىُّ القيومُ بيدِيْهِ
مِفتَاحُ الجنَّةِ واللعْنَةِ والقربَان
وأكلِي أوفرُ لحْمًا من عِظَامِ طَعَامِكم بالإيمان
وشربى ممَّا لم تسمُّوا عليه وتذكرُوا
ومن نسى وذكرَاستنْطقْتُ أكلى
وأرجعتُ شُرْبِي بالحُمُوضَةِ والغثيَان
فبسم الله لكم حافظةٌ من بغْيىِّ
وضامنةٌ من شرِّكم
ورَوَثُ بهائمكم علفٌ وطعامٌ لدوابِنا
وكنَّا مثلَكم طرائقَ قِدَدا فلا تعوذُوا بنا
وآمنَ بعضُنَا وأسلمَ جُلَّنا
وكُنَّا هوائيينَ نصيبيينَ وهذا حظُّنَا
فلا نخَافُ بخْسًا ولا رهقَا
فِإننا قَسَطنَا وتحَرَّيْنا رَشَدَا
وسيسقِينَا ربُّنَا ماءً غَدَقَا
والظالمونَ لجهَنَّمَ حَطَبَا
سالكونَ درْبَ الفتنةِ صَعَدَا
وسلْ هارُوتَ وماروتَ عنَّا
وآلَ فرعونَ معرضونَ عرْضَا
والسماءُ مُلئِتْ حرَسًا وشُهْبًا ورَصدَا
أرادُ الله بكم رشَدَا
وخَلَقَنَا جميعًا لعبَادتِهِ عبْدَا
والمساجدَ له فلا تدعوا معه أحَدَا
ولا يُظْهِرُ على غيْبِهِ أحَدَا
ونحنُ لنْ نعْجِزَهُ رهطَا
فأحْصَانا وعدَّنَا عدَّا
فمنَّا طَائرٌ فى الهَواءِ طيْرَا
ومنَّا حيَّاتٌ وكِلابٌ تترَى
وظاعِنُونَ وراحِلُون
وشاركْهم فى الأموالِ والأولادِ
والأولادُ خنثى ومغرَّبُون
وخلقَ لكمْ منْ أنفسِكم أزوَاجًا
لم يطمسهنَّ إنسٌ قبلَهم ولا جَان
ولِمَنْ خافَ مَقامَ ربِّهِ جنتَان
جنَّةٌ للإنسِ وجنةٌ للجَان
وجنةٌ نُورِثُها زِيَادَةً
كانتْ لِمَنْ دَخَلَ النيِرَان
والحُسنَى رؤيَةُ ربِّنَا بالعَينِ والبيَان
قُلْتَ فأوجَزْتَ فافتحْ واخرُجْ الآن
وإلا سأُحْرِقك بالقرآن
بحوْلِ الله وقوتـِهِ والسُّلْطَان
مُلكٌ لا ينبغِي لأحَدٍ بعدَ سُليمَان
ولم يُرِدْهُ المصطفَى المجتبَى العدنَان
بل الرفيقُ الأعلَى للحبيبِ والخِلان
.........................................
نور هادى
شاعر الفردوس
القاهرة - مصر 
القصيدة موثقة والحقوق محفوظة من حق المؤلف 
من ديوان الجن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات