2017/06/19

لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم = ا. علي وطّــاس

لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم 
-
كتب أحد الإخوة مقولة فلسفية على الفايس بوك تقول " هل الانسان مخلوق أصيل أم لا "
و عندما قرات هذه المقولة علقت عليها قائلا " الانسان مخلوق بيد الله فهو اصيل و عليك ان تقرأ القرأن لتتأكد من ذلك و أن كنت على ديانة غير الاسلام فاني أعذرك "
صاحب المقولة الفلسفية رد عليّ بما يلي :
" كان من الأجدى أن تطرح إجابة وتبرهن عليه فقط ونتناقش حولها .... أفضل مما ذكرت ولأنك من الأصدقاء المحترمين والشعراء المميزين ستأفعل مع تعليقك من باب الإهتمام .... أولا .. الإنسان ليس كائن أصيل بل يسرح فى خيال الملحدين والمستشرقين أنه أصيل مثل السماء والأرض والبحار والرياح وغيرهما ...وهذه مخلوقات كونية أصيلة ثابتة ما دامت الحياة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... والإنسان مخلوق متغير بالموت وليس أبدى ويستخلف البعض البعض وهذا ما أكده القرأن الكريم فى أيات عديدة منها فى سورة البقرة ( إنى جاعل فى الأرض خليفة ) وايضا ( مماجعلكم مستخلفين فيه )وايضا (ويستبدل قوما غيركم ) وهكذا ....وجاء سؤالى من باب طرح مسألة تدبريه لتحديد حجم الإنسان ( ولخلق السموات والأرض أكبر من خلق الإنسان ) "
أخي حسين تحياتي تقبل الله صيامك و غفر ذنبك ........... و بعد 
اعلم أولا أني تعمّدت الاستفزاز في ردي لاسمع منك اكثر و افهم ما تقصد من هذه المقولة الفلسفية 
و من خلال تعقيبك فهمت بالضبط ما كنت ابحث عنه 
و أن كنت لا أستحي أن اشكر رزانة عقلك و تسامحك لأنك فهمت أني استفزك فلم تعاندني و حافظت على هدوءك 
و أقول لك بصراحة أنك بعيد كل البعد عن فهم كنه الانسان هل هو أصيل أم زائل او متحول 
او غير ذلك من اقوال الفلاسفة و اكثرهم الملحدون ليفتروا على الله الكذب 
و اليك اخي الكريم بعض المعطيات التي تثبت لك أن الانسان أصيل 
1- الانسان مخلوق بيد الله ( ايات كثيرة تذكر ذلك راجعها ) و نفخ فيه من روحه و لم يذكر الله سبحانه و تعالى أنه نفخ من روحه في مخلوقات أخرى 
2- الانسان عنده عقل يفكر و يميز و يبدع و يخلق و ينطق و يتعلم و كل المخلوقات الاخرى بدون استثناء بما فيها الملائكة ليست لها هذه الميزات و ليست لها هذه القدرة 
3- الملائكة مجبولة على الطاعة و تطبيق اوامر الله ليس لها الحق ان تفكر او تقرر او تميز 
4- السماوات و نجومها و كواكبها و مجراتها و سديمها و كل ما فيها و الارض و جبالها و بحارها و صحاريها و ماؤها و انهارها و معادنها قال لها الله كوني فكانت ثم قدر فيها ما شاء خدمة للانسان 
5- كل ما خلق الله من سماوات و أراضي و نجوم و بحار و سحاب و رياح و كل ما جال بخاطرك هي مسخرة للأنسان ( و سخر لكم ما في السماوات و ما في الارض جميعا منه ) و ايات اخرى كثيرة
6- عند نهاية العالم و يوم يقوم الناس لرب العالمين لا يبقى شيء من السماوات و الارض و ما بينهما ( اقرأ سورة التكوير ) و يبقى الانسان بعد ان يبعثه الله مرة اخرى ليعرض على الحساب و يبقى بعدها خالدا اما في الجنة و اما في النار خلودا أبديا لا نهاية له ( و ان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )
7- موت الانسان ليست نهاية بل هي مرحلة انتقال بين عالم سفلي و عالم علوي ( منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى ) فالانسان يوضع في التراب ليبعث منه لا ليفنى فيه 
8- و إن كنت ترى في الموت نهاية الانسان و بالتالي فهو ليس اصيلا فاعلم ان الخلود لله و لا يجب الخلود لغيره ( لا الاه الا هو الحي القيوم ) و لو كنا من الخالدين لشاركنا الله في صفة من صفاته تعالى الله عن ذلك بل نحن ميتون و هو ( الحي الذي لا يموت )
9- في ردك تقارن الانسان بجمادات ( السماوات و الارض و البحار و الرياح و غيرها هذا ما قلت ) هذه كلها لا تتفاعل و لا تفكرو لا تقرر هي مسخرة بامر الله ليس لها حول و لا قوة بعكس الانسان الذي في كثير من الاحيان طوّعها و استغلها و جعلها في خدمته 
10- الانسان يتكاثر ليعمر الارض بينما الجمادات الاخرى بما فيها السماوات و الارض باقية كما خلقها الله لم تتفاعل لم تتكاثر لانها لا تعي ما يعي الانسان و خلق الله كل انواع الحيوانالت و النباتات و الاسماك و الباكتيريات تتكاثر من اجل الانسان لا من اجلها هي و لا من اجل غاية اخرى
و لك بعد هذا يا اخي أن تفكر بعقل المسلم الذي يؤمن أن الله خلق الانسان لغاية العبادة و من اجل أن يؤدي العبادة لله خلق له ما شاء و سخرها له كلها بدون استثناء و أؤكد لك بدون استثناء 
فهو بالضرورة مخلوق أصيل لأن وجود الكون كله يرتكز على وجود الانسان
أما إن كنت تفكر بعقل الفيلسوف الملحد الذي يريد أن يثبت أن الانسان خلق ( مبني للمجهول) عرضا بين مخلوقات اخرى صنعتها الطبيعة و تطور هذا المخلوق الذي هو الانسان الى ان اصبح يفكر و يميز و هو بالتالي ليس اصيلا بل منتوج تفاعلات بيئية في الارتقاء و التطور فاني لا اجاريك لأني ببساطة لا أومن بها بل أومن بما جاء في القرآن الكريم فإن الله أرسل الرسل من نوح الى محمد ( صلى الله على محمد) لهداية الانسان لآن الانسان أصل هذا الوجود و لولاه ما كان هناك داع لخلق السماوات و الارض و استغفر الله 
تحياتي اخي حسين ................................ أخوك علي وطّــاس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات