مراجعات قلبية
بقلم أيمن غنيم
جميل ان يكون هناك ايقاع من المحاسبة الذاتية التي تصفي الذات من تلك الشوائب التي علقت بها .وذنوب أنهكتها وباعدت بينها وبين الله . نعم إن الذنب أشبه بعازل معتم يحجب النور عن مرتكبيه .ويبعد صاحبه عن نهج الله السوي . ويمحق كل بركة ويوئد كل إحساس برئ ويغلظ علي القلب بصدأ من الجمود والنفور .
نعم إن هذه المضغة هي التي تعكس روحانيات الدين .وتترجم معانيه الخفية . وتنشد كل جميل وتبعث فينا روح الحياة . فحري بنا أن نتخلي عن تلك الضغائن وتلك المكائد التي يمكن أن تطيح برقة القلب وتنهي أرصدة الحب والعطف فيه .ويصبح بلا نبض وبلا معين يدعم حلو الحياة . نعم إننا نملك العطاء والتسامح والرقي إذا ما ملكنا قلب يعي معني الدين وتربي علي شريعة الله وتهذب علي مانادي به رسوله الحق . وتبني فلسفة الحياة التي تدرك قيمة واقعياتها ومدي تبني أهدافها النبيلة . وإنتهج الخلق القويم . واشتغل بهمومه لا بهموم غيره . وتنقي من الحسد وتبرأ من الحقد .وافتعل الحسني فيما يظن .وبدأ بالمعروف عندما يتعامل . ولا يضع نفسه موضع الملامة والحسرة . ولكن ترقي عن معزوفة الدنيا وحبها ولم يكن له أن يتعلق بفتنها وإنشغل بعيوب غيره وترك هو عيوبه . نعم إنه القلب تلك المضغة التي منها وبها تكون الحياة في صلاحها أو في طلاحها . وبه تنساب الدنيا وتمتد . ومنه تلاحقك الشرور وتشتد . فكن أن صانع لروحانياتك وكن أنت صانع بسماتك . فلا حزن لمؤمن واع . ولا غلظة لقلب لربه طاع . فأجمل الطلب . وربي القلب في طاعة الرب . لا يقوي عليك أحد .
إن القلب يمرض ويعتل كعلة ومرض أي عضو في جسد الإنسان فيقل أو يوهن أدائه وتتدهور كفائته . ولكن هذا هو المرض العضوي . ولكن هناك مرض معنوي وكثيرون منا من يتغافل عنها أو لا يرصدها في عداد نواقصه أو من هواجسه أو من هفواته . لأن قلبه قد تعلق بحب الدنيا . وانغمس في ملذاتها وتوقفت نبضاته عن الوعي المعنوي لما يحيطه . وتبلدت أحاسيسه عن استيعاب المعني والرسالة التي من أجلها بعث الحبيب محمد . وهي أن نتحاب ونتواد فيما بيننا . ونحسن كما أحسن الله إلينا . ونستنكر كل شر وغل وحقد وكراهية يمكن أن توجد الفرقة بيننا . ممتثلين بالخلق القويم .وبالسلوك الحميد .ومنتهجين نهج الدين . ولنجعل قلوبنا هي ملاذ الحائرين ومأوي المستضعفين .مليئة بالرحمات ناشدين اليمن والبركات .علنا ننال أعالي الجنات . ولانضمر ضغينة لأحد وإن أساؤا لنا . ولا نملك من المعاني إلا أنبلها .ولا نملك من الأماني إلا أجملها .ولا نملك من السلوك إلا أكملها . وعلي الوجه الذي يرتضيه ربنا منا .
فحصنوا قلوبكم بالإيمان وزينوها بتلاوة القرآن . تغبطها عناية الرحمن . ولتكن نبضاتكم مدوية بالحب والحنان . فما أجمل أن تكون لدينك عنوان . فإلزم الطاعة وكن علي وتيرة المنان الحنان . تكن علي ربوع الدنيا مهيمن وربان . ولا تكن بمعية الشيطان . وأنشد الفضائل وأرقي بنفسك عن حيوانية الطمع والجشع تكن بحق إنسان . وتنزوي بداخلك كل خضوع للدنيا أو إذعان . وتجيئك راضية تستجديك بكل رضوخ واستسلام .
بقلم أيمن غنيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق