2017/12/23

مراجعات قلبية بقلم الكاتب أيمن غنيم

مراجعات قلبية 
بقلم أيمن غنيم

جميل ان يكون هناك ايقاع من المحاسبة الذاتية التي تصفي الذات من تلك الشوائب التي علقت بها .وذنوب أنهكتها وباعدت بينها وبين الله . نعم إن الذنب أشبه بعازل معتم يحجب النور عن مرتكبيه .ويبعد صاحبه عن نهج الله السوي . ويمحق كل بركة ويوئد كل إحساس برئ ويغلظ علي القلب بصدأ من الجمود والنفور . 
نعم إن هذه المضغة هي التي تعكس روحانيات الدين .وتترجم معانيه الخفية . وتنشد كل جميل وتبعث فينا روح الحياة . فحري بنا أن نتخلي عن تلك الضغائن وتلك المكائد التي يمكن أن تطيح برقة القلب وتنهي أرصدة الحب والعطف فيه .ويصبح بلا نبض وبلا معين يدعم حلو الحياة . نعم إننا نملك العطاء والتسامح والرقي إذا ما ملكنا قلب يعي معني الدين وتربي علي شريعة الله وتهذب علي مانادي به رسوله الحق . وتبني فلسفة الحياة التي تدرك قيمة واقعياتها ومدي تبني أهدافها النبيلة . وإنتهج الخلق القويم . واشتغل بهمومه لا بهموم غيره . وتنقي من الحسد وتبرأ من الحقد .وافتعل الحسني فيما يظن .وبدأ بالمعروف عندما يتعامل . ولا يضع نفسه موضع الملامة والحسرة . ولكن ترقي عن معزوفة الدنيا وحبها ولم يكن له أن يتعلق بفتنها وإنشغل بعيوب غيره وترك هو عيوبه . نعم إنه القلب تلك المضغة التي منها وبها تكون الحياة في صلاحها أو في طلاحها . وبه تنساب الدنيا وتمتد . ومنه تلاحقك الشرور وتشتد . فكن أن صانع لروحانياتك وكن أنت صانع بسماتك . فلا حزن لمؤمن واع . ولا غلظة لقلب لربه طاع . فأجمل الطلب . وربي القلب في طاعة الرب . لا يقوي عليك أحد . 
إن القلب يمرض ويعتل كعلة ومرض أي عضو في جسد الإنسان فيقل أو يوهن أدائه وتتدهور كفائته . ولكن هذا هو المرض العضوي . ولكن هناك مرض معنوي وكثيرون منا من يتغافل عنها أو لا يرصدها في عداد نواقصه أو من هواجسه أو من هفواته . لأن قلبه قد تعلق بحب الدنيا . وانغمس في ملذاتها وتوقفت نبضاته عن الوعي المعنوي لما يحيطه . وتبلدت أحاسيسه عن استيعاب المعني والرسالة التي من أجلها بعث الحبيب محمد . وهي أن نتحاب ونتواد فيما بيننا . ونحسن كما أحسن الله إلينا . ونستنكر كل شر وغل وحقد وكراهية يمكن أن توجد الفرقة بيننا . ممتثلين بالخلق القويم .وبالسلوك الحميد .ومنتهجين نهج الدين . ولنجعل قلوبنا هي ملاذ الحائرين ومأوي المستضعفين .مليئة بالرحمات ناشدين اليمن والبركات .علنا ننال أعالي الجنات . ولانضمر ضغينة لأحد وإن أساؤا لنا . ولا نملك من المعاني إلا أنبلها .ولا نملك من الأماني إلا أجملها .ولا نملك من السلوك إلا أكملها . وعلي الوجه الذي يرتضيه ربنا منا . 
فحصنوا قلوبكم بالإيمان وزينوها بتلاوة القرآن . تغبطها عناية الرحمن . ولتكن نبضاتكم مدوية بالحب والحنان . فما أجمل أن تكون لدينك عنوان . فإلزم الطاعة وكن علي وتيرة المنان الحنان . تكن علي ربوع الدنيا مهيمن وربان . ولا تكن بمعية الشيطان . وأنشد الفضائل وأرقي بنفسك عن حيوانية الطمع والجشع تكن بحق إنسان . وتنزوي بداخلك كل خضوع للدنيا أو إذعان . وتجيئك راضية تستجديك بكل رضوخ واستسلام .
بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات