((( أُمّات وأُمَّهات )))
رأيـتُ جِراءً وأمَّهُـمُ . . . كثيرةَ نبحٍ على السائرِ
إذا ما مشى نحـوها أحدٌ . . . يرى هجمةَ الحاقِدِ الثائرِ
وليس تراها على هـدأةٍ . . . مخافةَ ضُرٍّ مِنَ العابِرِ
فقُلْتُ أُراقِبُها مـا الذي . . . ستفعلُ إنْ ليس مِن ناظِرِ؟
فتحنو و تُرضِـعُ أبناءها . . . وتعدلُ في حبِّها الغامِرِ
وتمـسحـهمْ و تلاعبهـمْ . . . وتُصْفِحُ عن زلَّةِ العاثِرِ
وتُخْرِجُهُمْ تحت شمس الضحى . . . وتُلجِـؤهُمْ خشيةَ الماطِرِ
لطيفـةُ طـبعٍ بأبنائـهـا . . . وكالوحشِ للمُعتدي الجائِرِ
فسبحان مَن جعلَ الحبَّ في . . . بهائمَ في طبعها الكاسِرِ
أفي حَيَوانٍ حنـينٌ كـذا . . . وفي الناس نهجُ الأذى الوافِرِ؟
فكمْ فاقدٍ للحـنانِ فلا . . . تغادرُهُ حسرةُ الحاسِرِ
فيبحـثُ عمَّـن به رأفةٌ . . . لِكَثرةِ زَجرٍ مِنَ الزاجِرِ
فيحـيا يتيماً إذا أمُّـهُ . . . غدا حبُّها منهُ كالنافِرِ
هـي الأُمُّ نبـعُ الحنان فإنْ . . . تَكَدَّرَ أصبحْتَ كالضامِرِ
ألا رُبَّ أُمٍّ غـدا نهجُها . . . أليماً على النفس والخاطِرِ
فلا العدلُ فيها لأبنائـها . . . ولا منـهجُ الحبِّ بالعامِرِ
تُفَضِّلُ هـذا على ذا ولا . . . تبالي بإحساسه الصابِرِ
أتَحسَبُـهُ ميِّتاً في الورى؟ . . . فيا حسرةً أطْبَقَتْ خاطِري
إذا تُهمِـلُ الأمُّ أبنـاءها . . . فلا لومَ للمجرِمِ الغادِرِ
وكم مِن رضيعٍ غدا فاقداً . . . رضاعـةَ أُمٍّ سـوى النادِرِ
إذا الطفـلُ لَمْ تُعْطِهِ حقَّهُ . . . شكوتَ العُقُوقَ بلا ناصِرِ
فتجـني الذي أنت تزرعُهُ . . . وإنْ طالَ عهدٌ على الباذِرِ
فإنْ تَظلِموا تُظلَموا دائماً . . . فإنَّ الفُجورَ على الفاجِرِ
وإنْ تعدلوا يعتـدلْ أمرُكُمْ . . . وأوَّلُ ما فيهِ كالآخِرِ
ألا فاعـدلوا بين أبنائكمْ . . . فإنَّ العدالةَ في الكافِرِ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق