2017/12/25

((( أُمّات وأُمَّهات ))) شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

((( أُمّات وأُمَّهات )))

رأيـتُ جِراءً وأمَّهُـمُ . . . كثيرةَ نبحٍ على السائرِ

إذا ما مشى نحـوها أحدٌ . . . يرى هجمةَ الحاقِدِ الثائرِ

وليس تراها على هـدأةٍ . . . مخافةَ ضُرٍّ مِنَ العابِرِ

فقُلْتُ أُراقِبُها مـا الذي . . . ستفعلُ إنْ ليس مِن ناظِرِ؟

فتحنو و تُرضِـعُ أبناءها . . . وتعدلُ في حبِّها الغامِرِ

وتمـسحـهمْ و تلاعبهـمْ . . . وتُصْفِحُ عن زلَّةِ العاثِرِ

وتُخْرِجُهُمْ تحت شمس الضحى . . . وتُلجِـؤهُمْ خشيةَ الماطِرِ

لطيفـةُ طـبعٍ بأبنائـهـا . . . وكالوحشِ للمُعتدي الجائِرِ

فسبحان مَن جعلَ الحبَّ في . . . بهائمَ في طبعها الكاسِرِ

أفي حَيَوانٍ حنـينٌ كـذا . . . وفي الناس نهجُ الأذى الوافِرِ؟

فكمْ فاقدٍ للحـنانِ فلا . . . تغادرُهُ حسرةُ الحاسِرِ

فيبحـثُ عمَّـن به رأفةٌ . . . لِكَثرةِ زَجرٍ مِنَ الزاجِرِ

فيحـيا يتيماً إذا أمُّـهُ . . . غدا حبُّها منهُ كالنافِرِ

هـي الأُمُّ نبـعُ الحنان فإنْ . . . تَكَدَّرَ أصبحْتَ كالضامِرِ

ألا رُبَّ أُمٍّ غـدا نهجُها . . . أليماً على النفس والخاطِرِ

فلا العدلُ فيها لأبنائـها . . . ولا منـهجُ الحبِّ بالعامِرِ

تُفَضِّلُ هـذا على ذا ولا . . . تبالي بإحساسه الصابِرِ

أتَحسَبُـهُ ميِّتاً في الورى؟ . . . فيا حسرةً أطْبَقَتْ خاطِري

إذا تُهمِـلُ الأمُّ أبنـاءها . . . فلا لومَ للمجرِمِ الغادِرِ

وكم مِن رضيعٍ غدا فاقداً . . . رضاعـةَ أُمٍّ سـوى النادِرِ

إذا الطفـلُ لَمْ تُعْطِهِ حقَّهُ . . . شكوتَ العُقُوقَ بلا ناصِرِ

فتجـني الذي أنت تزرعُهُ . . . وإنْ طالَ عهدٌ على الباذِرِ

فإنْ تَظلِموا تُظلَموا دائماً . . . فإنَّ الفُجورَ على الفاجِرِ

وإنْ تعدلوا يعتـدلْ أمرُكُمْ . . . وأوَّلُ ما فيهِ كالآخِرِ

ألا فاعـدلوا بين أبنائكمْ . . . فإنَّ العدالةَ في الكافِرِ

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات