2018/01/29

اشتقت إليك،،،،،للشاعر كامل بشتاوي

،،،اشتقت إليك،،،،،
فرُحتُ أبحثُ عنكِ
بينَ حطامِ الذاكرةِ
ومكامنِ الحروفِ
وأنا أصغي لصمتي
والقبراتُ تئنُ 
من صقيعِ الشتاءِ
ومن العاصفةِ
التي تحطمت فيها
أحلامُ النوارسِ
قبلَ أن تقررَ الرحيلِ
وتتبعُها السنونو
لما لم تلملمُ أ وجاعها 
أسرابُ الحمامِ
وتحمي فراخَ الطيرِ
قبلَ وصولِ الريحِ
وقبلَ هطولِ المطرِ
فللمطرِ وقتٌ
وللعواصفُ مواسمٌ
اشتقتُ إليكِ
فانتفضي زنوداً
وسيوفًا ومعاولاً
فمواسمُ الياسمينِ 
تعشقُ نزفُ السماءِ
فكوني الأرضَ
وكوني قمحُ الفقراءَ
كي تزهري لوزاً
وعشقاً واشتهاء
اشتقتُ إليكِ زهراً 
وعشقاً يستريحُ
على ضفافِ الشتاتِ
مستسلمٌ للأملِ
كم مرةًزرتكِ خلسةً
فتهربُ الفراشاتُ
نحو نافذةِ الغروبِ
لتتركنا وحدنا
على أنينِ الجرحِ
نكابدُ أوجاعَ اللجوءِ
وهزائمَ الجيوشِ
والأحلامُ المسجونةِ
في تلافيفِ العقلِ
وسراديبُ اللاوعي
كم مرةً التقينا
فتشرقُ الشمسُ
قبلَ استيقاظ البراعمِ
وقبل موسم الحصاد
خوفاً من الريحِ
أحكُ حرفي بحرفي
علهُ يصبحُ قصيدةٌ
أوخاطرةُ مقدسيةً
أوربما يصبحُ شجرةٌ
تستظلين بظلها
في صحراءِالكلماتِ
فخيولٌ بني حمدان
تطاردُ الغيومَ 
في سماءِ غرناطةَ
وتستعيدُ ملكَهاالمفقود
هكذا بضعةُ خيولٍ 
تحررُ أندلسَ العربِ
فانتظري صهيلَ الخيلِ
وانسجي البيارقَ 
ولونيها بألوانِ الحلمِ
قبل أن تستيقظي
تغتالني الكلماتُ أحياناً
فأسقطُ مغشيٌ علي
كأوراقَ الخريفِ 
أوكوردةٍ خانها النهرُ
فغيرَ مجراهُ واستقالَ
حينما أصبحَ يتيمٌ
و في اوديةِ النخيلِ
يغازلُ بعضَ الجداولِ
ويعدُها باللقاءِ
فهل نلتقي كوردتين
على حافةِ نهرٍ
مازالَ على قيدِ الوطنِ
في زمن اختزالِ الغيمِ
في قوالبِ الثلجِ
وقتلِ الحقيقةِ
في نشرةِ الأخبار
اشتقتُ إليكِ
سنبلةً وحقلاً وبيدراً
فمتى نلتقي
كامل بشتاوي 27/1/2018/



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات