2018/01/16

ألى أخي وصديقي مع التقدير. شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي ،

(((   إلى أخي وصديقي مع التقدير   )))

كمْ ناصحٍ ليْ بتركِ الحبِّ قد نَصَحا   . . . .  فما انتَصَحْتُ وأضحى قلبيَ انجَرَحا

هَيْمانُ بين نُعاسِ الحُلمِ يغمرني    . . . .   في ظلِّ عينيكِ  حتى فاضَ وانفَضَحا

حيناً أراكِ كإغفاءٍ تَلمَّسَنيْ         . . . .     هَمساً وحيناً أرى في طيفِكِ الشَبَحا

تُغري  ظِلالُكِ في إِمْسائِها فإذا     . . . .   سكرى القوافي تهادَتْ مِنهُ ما اكتَسَحا

مُعَذَّبٌ أَرْتمي في النارِ مِن وَلَهي   . . . .  بأنَّ قلبَك إنْ غازلتُهُ انفَتَحا

لكنَّ حُبَّكِ لا ينفكُّ يأسُرُني      . . . .   فما تَنَبَّهْتُ إلّا راشِفاً قَدَحا

لكنْ إذا أَسْفَرا رِمشاك  يَسْحَقُني    . . . .   لمحٌ أفاقَ لدى الإصباحِ ما سَرَحا

فأَختفي خَلفَ ظِلٍّ  كُنتُ أحسَبُهُ      . . . .  واهٍ   لِمَا  خَدَعَتْ أوهامُ مَن مَدَحا

يُغري بكَ القلبُ حتى صِرتَ مُنتشِياً    . . . .   لِأَنْ تُلاقي انتِكاساً غُدوَةً وضُحى

كمْ ناصحٍ ليْ بتركِ الحبِّ قد نَصَحا   . . . .  فما انتَصَحْتُ وأضحى قلبيَ انجَرَحا

ما كنتُ أعْلَمُ خِلّا كانَ يصدُقُني     . . . .    قولاً  ولا خِلْتُ مِثْلي يُلْفَ مُطّرِحا

فخيرهم في مصيبات الهوى كَسِلٌ    . . . .  وليس يؤذيهِ صوتُ القلب إنْ جَمَحا

ولا يبالي بآلامٍ تُواصِلُني          . . . .     فالقلبُ دامٍ وفِكْري بينها شَطَحا

إذْ تختفي غمغماتُ الروحِ منهَكَةً    . . . .      ما بيْنَ إرهاصِ مَزهُوٍّ إذا مَزَحا

فليس كُلُّ الذي تُهوى ظَواهِرُهُ       . . . .   تُهوى  السَّرائرُ فيهِ إنْ هو اتَّضَحا

هل صاهِلُ الخيلِ إذْ أصداؤهُ مِلَحٌ     . . . .   تماثلُ الكلبَ مَهزولاً إذا نَبَحا

هم الأخِلّاء ألوانٌ فمَنْ حَسُنَتْ     . . . .   أخلاقُهُ  ليس كالخِلِّ الذي قَبُحا

فإنْ تَساوَوا فمقياساتنا اضطَرَبَتْ   . . . .    تَوَحَّدَت باسمها لا بالذي فَلَحا

فلا يُمَيَّزُ في الأقوالِ ما حَسُنَتْ      . . . .   بل المواقفُ تُبدي الخِلّ إنْ رَجَحا

وليس ذو المَنِّ فيما ساجَلَتْهُ  يدٌ     . . . .  إنْ كنتَ في تَلَفٍ مارى وما صَلُحا

وليس إنْ طَرَقَتْ في أذنِهِ تُهَمٌ      . . . .  عن خِلِّه غاصَ في التصديقِ أو سَبَحا

تالله ما أنْصَفَتْ نفسي إذا غَفَلَتْ    . . . .   عَمَّن أجادَ مدى أيّامهِ مِنَحا

فمن كمثل "هشام"  في طبائعه     . . . .    إنْ يَمنعِ الدهرُ أوطاراً وإنْ سَمَحا

فما تَثاقَلَ  إنْ أولاكَ موقِفَهُ         . . . .   أو مازَجَ  الوَهْنَ في عونٍ وإنْ كَدَحا

لم أدرِ حَقّاً بهذا الدهرِ مِن أَحَدٍ      . . . .     إنْ يخسرِ الناسَ يربحْ إنْ بهِ ربِحا

فإنْ حَزِنْتَ لشيءٍ  فهْو ذو حَزَنٍ     . . . .  وإنْ فرِحْتَ لشيءٍْ تلْقَهُ فَرِحا

هل أنتَ فوقَ الورى أمْ فوقَ كلِّ أخٍ    . . . .   فلَمْ أجِدْ لكَ عنواناً ومُصطَلَحا

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات