((( قال لي إبليس )))
لا يخدعنّكَ قولٌ طابَ تسمعُهُ . . . مِنَ الأنامِ فَشَرُّ الناسِ أودَعُهُ
لا يعرفُ الناسَ إلاّ مَنْ يجرِّبهمْ . . . ففي التجاربِ ما صَعْبٌ تَوقُّعُهُ
فلا تكونَنَّ للأقوالِ مُنجَذِباً . . . وكلّ قولٍ جميلٍ أنتَ تتبعُهُ
وخالفِ السَّمعَ والإبصارَ في بَشَرٍ . . . أعفُّ ما فيهمُ للشَّرِّ مَرْجِعُهُ
فكم غدا مِن صريعِ الطيبِ ذا عِبَرٍ . . . لو رامَ وَصْفاً لَجَفَّ الطيبُ منبعُهُ
إذْ لا يلينُ امرؤٌ مِن دونما سَبَبٍ . . . يقودُهُ أو لأمْرٍ مِنْك ينفعُهُ
كأنما لَمْ يَذُقْ غيري البلاءَ فما . . . مَرَرْتُ فيهِ كطعمِ الصبر أجرعُهُ
تراهُ إنْ كنتَ ذا مالٍ يَوَدُّكَ أو . . . تكُنْ فقيراً فليس الودَّ تَسْمَعُهُ
لا ينفعُ المرءُ مَن قد ليس ينفعُهُ . . . ولا يضرُّ الذي في الناس أشجَعُهُ
فما الشقيُّ الذي يحيا بلا أملٍ . . . يُقيمُهُ أو رشادٍ فيهِ يرفعهُ
بلِ الشَّقيُّ الذي لا يستطيعُ على . . . تَرْكِ الفضائلِ والأخلاقُ مَرْتَعُهُ
فالظلمُ يؤلمُهُ مِن كُلِّ ناحيةٍ . . . والناسُ تَظلِمُ مَن لِلخُلْقِ مَنبعُهُ
أضحى الوداد لأهلِ المالِ وِجْهَتُهُ . . . ولِلفقيرِ كلامُ الناسِ ألذَعُهُ
لا شيءَ كالمالِ في الدنيا تُهابُ بهِ . . . عند اللئيمِ فليس الخُلْقُ ينفعُهُ
واللؤمُ في الناس طبعٌ ليس يترُكُهُ . . . إلاّ الذي عانَقَ الأكفانَ مَصْرَعُهُ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
عمّان-1997
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق