2018/02/01

الى صديق كان له موقف نبيل وهو في الأردن "محمد سليمان الطراونة ( ابو ابراهيم)"شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

الى صديق كان له موقف نبيل وهو في الأردن "محمد سليمان الطراونة ( ابو ابراهيم)"

ما إنْ أُبالي بقلبٍ أو بما افَتقَدا . . . ولا أبالي بما كتَّمتُهُ فَبَدا

فإنما الحـبُّ إنْ يَسْلُكْهُ ذو شَغَفٍ . . . يَلْقَ التواصُلَ نهجاً قلَّما وُرِدا

ولستُ أولَ مَـن تُفشـى سرائرُهُ . . . ولستُ أولَ مَن في الحبِّ قد سَهِدا

إنَّ التي سَكَنَتْ في القلبِ ما تركَتْ . . . مِن بعد هِجْرَتِها حَبْلاً ولا وَتَدا

ولا أقامَـتْ بوعدٍ بالذي وَعَدَتْ . . . حتى تيقَّنتُ خُلفاً كل مَن وَعَدا

فكدتُ مِـن لوعةٍ لا شيءَ آمُلُهُ . . . وأصبح السَّعدُ بَعْدَ الوصلِ مُبتعدا

وقلَّبَتْني صُـروفُ الدهـر تقتُلُني . . . وضاقت الأرضُ في دربٍ لها ومَدى

لكنَّني بعدما قد ذُقتُ مِن شَجَنٍ . . . وجدتُ في الناس شخصاً قلَّما وُجِدا

سَمْحاً إذا ضاقت الأنفاسُ عن بَشَرٍ . . . عَدْلاً إذا ناطقٌ بالصدقِ قد نَفِدا

فليس يسلك ما يؤذي الورى طُرُقاً . . . وليس يرغب أن يلقى الورى نَكِدا

حُيّيـتَ تُبدي أبا ابراهيم مـا أَدَبي . . . حتى بَدَوتَ لِغيري أنتَ مُنتقِدا

رأيـتُ غـيرَك يخفي فضلَ صاحِبِهِ . . . وإنْ تَحَدَّثَ عن أفضالِهِ اقتصَدا

لكنْ وجـدتُكَ فـوقَ الناس مَنزلةً . . . فلا تُبالي لِرشدٍ إنْ تُنِلْ رَشَدا

أرى البشاشةَ أنّى رُحْـتَ ذاهـبةً . . . والبِشْرَ إنْ غِبتَ ما مُستصحِباً أَحَدا

فما الرجالُ سوى مَنْ طابَ ذِكرُهُمُ . . . وعَزَّ طبعٌ لَهُمْ في الجود وانفَرَدا

لولا الكرامُ لَمَا طابَ الزمانُ وما . . . ظَنَنْتُ في الناس شخصاً طيِّباً أبدا

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
عمان-1999

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات