2018/02/06

في الحياة -- الكاتب الشاعر مصطفى بلقائد.

في الحياة،هناك شيءٌ واحدٌ تستطيعُ به أن تكون عزيزا كريما شريفا مُعَزَّرا مُحترماً من الجميع؛وأنا أتحدثُ هنا عن المال.'' المال والبنون ''،والبنون هنا تعني الزواج.
والمُصيبة والطَّامَّةُ العُظْمى هي الفقر؛ومن لم يُجرِّبِ الفقرَ لنْ يعرفَ أبداً حلاوة الغِنى.
لكن...إذا ما تعمَّقنا جيداً في الوجود الشرعي للإنسان فسنصلُ إلى نتيجة مُقنِعة ومُرْضِية وهي أنْ لا أحدَ من البشر مُحتَّمٌ عليه الفقر...وهذه نظرية أنا بصدد التحضير لها بشكل دقيق.
فهناك حقٌّ مشروع...
وهناك حقٌّ مُكتسب...وهذان هما النقطتان الرئيسيتان في تلك النظرية.وسيكون لها إن شاء الله صدىً بعيداً؛دون أن أنسى ذكرَ نظريتي حول تجديد اللغة العربية وهي نظرية لم يسبقني إليها أحد.
لنعدِ الآن إلى مسألة المال.
فأنتَ لن يكونَ لك أي معنى إنْ لم يكن لديك رأسمالٍ مميزٍ في حساب بنكي شخصي.
أولا،أنتَ في حاجة إلى سكنك لتستقِلَّ عن والديك وتخطِّطَ لمستقبلك.ومن الوضاعة أن يمكثَ الإنسان تحت جلباب والديه ما فوق الثانية والعشرين،لأنه لن يرى ويسمعَ إلا ما لا يُرضيه؛ثم عليه أن يترك والديه ليتنفسا الصُّعَداء بعدما أرهقهما وأتعبهما تربيةً ومصروفاً.
ثانيا،أنتَ في حاجةٍ لزوجة...ومن تزوج وهو فقير فكمنْ وضع حبل المشنقة حول عنقه.ثم قد تضبطُ ــــ ربما ــــ هذه الزوجة تزني من وراء ظهرك؛فبمالك تستطيعُ أن تطلق وقتما تشاء وتأتي بأحسن منها.أما إن كنتَ مُعوزا،فقد تصبحُ أضحوكة الجميع،أو إن كانت فيك بقية من رجولة فسوف تقتلها وتتعفنَ في السجن...
ثم أنتَ في حاجة للأبناء،وتربية الأبناء تتطلب الشيء الكثير من المال حتى لا يؤنِّبك أبناؤُكَ على خطإِ إنجابهم وتعذيبهم.ثم بالمال،ستبقى في أعين أبنائك شخصا محترما مسموعا.أما في الفقر،فقد يدفع بأبنائك أن يصبحوا قتلة ومُجرمين...
هذه النصيحة هي رؤيا نسبية لأن ما يشاء الله هو المقدر المُحتم...غير أنه قيل في الحديث:(اِعقلها وتوكل على الله ).فلا بد من الإحتياط قبل الإتكال على الله.
وأنتَ إن لم يكن لك من أين تأتي بذلك الرأسمال،فعليك أن تطالبَ بحقك...وإن لم تطالب به،فلا فرق بينك وبين جثة مدفونة...ما جدوى أن تعيش عالة على الناس؛تلك أحقرُ صفة يتصف بها الإنسان حين يتوكل على الناس أن يُطعموه ويُكسوه ويؤووه...
ومن سكتَ عن حقه،أكله الغير...سيدخلونك السجن،والآخر والآخر...لكن القضية ستصبحُ عالمية وحساسة...وفي الأخير ستنال حقك...لأنك إن ظللتَ صامتا سيأكلون لحمك وأنتَ حيٌّ يقظان.
فلا حياة لمن لا مال له...ولا عزة لمن ترك حقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب الشاعر مصطفى بلقائد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات