2018/02/11

أرملة شهيد---بقلم الأديبة حسنية الدرقاوي

أرملة شهيد--- من مجموعتي القصصية #ثرثرة فوق الغضب#

مرت السنوات ولم تعد..
مرهقة الجفن..
أقاومه كي لا يسدل، فتسدل معه نهاية عشقك لي..
شاحبة الذاكرة..
أستعيد صورك بجنون، حتى لا تضيع مني ملامحك تحت وطأة منطق التقادم..
مخدرة الجسد..
أوضب زينتي كل صباح، كي لا تفاجئني وأنا مبعثرة دونك..
فأصبحت أستيقظ منك كل ليلة، لأعيش فيك صباحا..
لا أنا قادرة على تذكر أحلامي معك..
ولا أنا قادرة على إيجاد نبض للحياة في قلبك..
كالعتمة حنيني..
أتعثر بمتعلقاتك المتناثرة في ذاكرتي ..
أعرف كل واحدة من رائحة غبارها..
لم أغير شيئا..
كما تركتني..
تركتها..
كل مرة أراوغها بعدما تسألني عنك..
أريدها أن تحافظ على ولائها لك..
ألا تعرض نفسها في مزاد علني..
لا أريدها أن تفجع بك كفجيعتي..
أريدها أن تستعرض بهاءك بنبض..
أريدها أن تعيش بأمل، أنها قد تتوسدك وتحتضنك يوما..
فالعيش بالأمل حياة..والحياة بلا أمل موت بطيء الخطى ..لا يعرفه إلا من اختبر الحزن المقطر من جوف اليأس.
أرتدي كل يوم وحشتي التعيسة.. أشد ثوبي المطرز ببصمات لمساتك الدافئة في قلبي وجوانحي ..
لا أريدها أن تغادرني كما فعلت..
لم أفتح نوافذي..
مخافة أن تهرب ابتساماتك المعلقة على الجدران..
وتغيب مثلك..
لم أنظف السرير..
مخافة أن تفر رائحتك إلى بائع عطور، فيبيعك في قارورة معتقة..
لم أشعل الأنوار..
أخاف أن تسقط سطوتك علي، دون أن تنتصب واقفة من جديد..
لم أغسل جبهتي..
لأنها ما زالت تحتفظ بدفء شفتيك وأنت مغادر..
أتسكع في البيت وحدي، مع خيوط العنكبوت التي تلفني كجثة محنطة..
ترفض أن تغادر مدفنك وتتفسخ..
أجر أذيال وعد قطعته لي: أنك لن تتركني ماحييت...
وفي عتي الشباب وأوج الحب تركتني...
لا ماعاد الله أن يخلف الحر وعده!.
لم تتركني..
بل اغتالوك مني...
اقتنصوك عنوة عني.. برصاصة في الجبين..
ليقتلوا البريق في شفاهي..
ليتركوني أرملة شابة، ألوك حزني وأقتات به في قلعتي المغلقة مع ذكراك.
إلى كل الأرملات الموجوعات بالتقتيل والاغتيال، قلوبنا معكن.
حسنية الدرقاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات