2019/08/06

آخِرُ مَقاماتِ البلاغة...للشاعر القدير د. مُهنّد ع صقّور جبلة .. سوريا

آخِرُ مَقاماتِ البلاغة
............................. " دموعُ أُمّي "

مضى زمنُ "الخنساءِ" ما عاد ذكرها
........................................... مُهمّاً " فخنساواتُ " أريافنا كثرُ

فأمّ شهيد الحقّ "خنساءُ" عصرها
........................................... وكلّ شهيدٍ مِن أحبّتنا "صخرُ"!!


فقط لِمَنْ آمَنَ أنّ الدّمعَ " أوّلُ وآخِرُ" رُسلِ الإله .., وفقط لِمَنْ يُجيدُ قراءةَ هذهِ اللغة
........................................

........................................ وتقولُ أُمّي "

هي ذي الدّموعُ ....,
................ بلاغةُ اللهِ المُفوّهُ ..,
.................. حرفُهُ ..؟!
....... هي ألفباءُ الأمرِ ..,
............... نُقطةُ " نونِهِ "
....... و" الكافُ " ..: توقِدُ جمرةً ..,
........... في أعينِ ..,
............ الحورِ الثّكالى الرّاعِفاتِ
............. والشّهقةُ البِكرُ ...,
............... تُراوِدُ صدرها
..... حيثُ ارتدادُ الزّفرةِ الحرّى ..,
.........., تُهدهِدُ نارَها ..,
........ وتسيلُ مِنْ عِرنينِ عَهدٍ صَادِقٍ
.......لِتَخُطّ سِفرَاً ...,
حِبرُهُ " البَعدَ " الدّفينَ بِفكرةٍ
... تغفو وراءَ الغيبِ ..,
....., مِهمَازُها " القَبلُ " الجريحُ ..,
............., تميمَةٌ منذورةٌ ..,
.... لِلأرضِ .., لِلعِرضِ ..,
............. لِكُلّ مُقدّسٍ .؟!!!
هِي ذي شموعُ اللهِ...,
......, فيا للِهُ مِنْ ...,
................. ذوبِ الشّموعْ .؟!

***
هيَ ذي الدّموعُ ..,
.............. كِتابُ أُمّيَ الثّكلى ..,
.., ومُحكمُ آيهِ ..,
أنشودةُ الجَفنِ المُسهّدِ ..,
..... في وجنةٍ حُبلى بألفِ ألفٍ ...,
.............. مِنْ همومٍ مُوجعاتٍ
........... تقادمَ ليلُها ..,
ورسولُها في كلّ نَاحٍ ..,
....... حيثُ اليتَامَى المُعدَمونَ ..,
حيثُ اختناقِ الصّوتِ ....,
......................... مِنْ جوعٍ ..,
....., تقمّصَ بُحّةَ النّاي الحزين.؟!
هي همسةٌ حيرى..,
... ونظرة طِفلَةٍ في وجهِ سفّاحٍ ..,
يُمزّقُ حلمَها ..,
............. بالخنجرِ الهمجيّ ..,
ذاتَ حِكايةٍ / قبليّةٍ ..,
قدْ سنّها " الكانَ " الدّعيّ ..,
..................... وعرّتْها الضّلوعْ

***
هِيَ ذي الدّموعُ ..,
.............., دُموعُ الثّاكِلاتِ ..,
......... , في وطني السليبِ ..,
..... أجراسُ مَنْ طُرِدوا ..,
.............ومُزّقَ لحمُهم .
... ناياتُ مَنْ صمدوا .......,
......في " القدسِ .., في يمنِ البلادِ ..,"
........... دعواتُ مَنْ طُعِنوا ..,
......... في " جِلّقِ الأمجادِ .., في بغداد ..,"
أيمَانُ مَنْ حفظوا " جنوبَ الله " ..,
....., مَنْ صلّوا .., وصاموا ..,
........ مَنْ أحضروا الصّرحَ اليَمانيّ ..,
...............قبلَ ارتدادِ الطّرفِ .., مَنْ عتّقوا ..,
............... جرحَ " المسيحِ " وأكملوا ..,
....... نهجَ " الحُسين " .؟!
وردّدوا بنزيفهم " هيهات مِنّا " ..,
..... وفلسفوا " لاءاتِها " ...,
.......... نصراً تعمّدَ نجمُهُ ..,
.. بدموعِ أمٍّ صدّقَتْ أحلامَها ..,
...... والحُلمُ سِرّ الحُلمِ ..,
......................... يُوجِزهُ : الهُجوع "
.
***
هِي ذي الدّموعُ ...,
................, دُموعُ أمّي ..,
.... حشرجاتُ يَقينِها ..,
............... ألمُ المَخاضِ " المريميّ "..,
.... ونخلةٌ هُزّتْ سُحيرَاً ..,
.............., رطبُها لمّا يَزلْ ...,
دِرياقَ مَنْ عبرَ " الطّفوفَ " بِنزفهِ ..,
قِنديلُها نصّ " إلهيّ " الرّؤى ..,
صاغتهُ بِالدّمعِ المُقدّسِ " زينبٌ "
.... في محفلِ الطّاغوتِ ..,
طُوفانَ لاءاتٍ .., وبعضَ تمَائمٍ ..,
.... كَيمَا تُحرّرَ أنفُسَاً ..,
....... أرغى وأزبدَ في حناياها ..,
............................ الخُنوعْ "

***
هيَ ذي الدّموعُ ..,
.............. مقامُ مَنْ سكنَ ..,
.................... الإلهُ قلوبهم ..,
..........., واستوطنَ ..,
............... الوطنُ الجريحُ شِغافها
هِيَ آخِرُ أبجدياتِ الوفا ..,
....... خطّ استواءِ العِشقِ ...,
............... في مُهجِ تُسابِقُ عِشقَها ...,
.................. وبلاغةٌ لمّا تَزَلْ أعتابُها ..,
.................. مرصودةً لِلقادِمِ المَجهولِ ..,
.......... و" الماوراءُ " ..,
....................... يُتابِعُ سيرَهُ ..,
عبرَ العصورِ الزّاحفاتِ يفضُّها ..,
...... بسَفينةٌ في مجمعِ العَينينِ ..,
.......... تمخرُ بحرَها ..,
والشّاطِئُ المحنيّ ..,
.............. ممهورٌ بدموعِ أمّي ..,
.., وتقولُ أُمّي :
.................. صدّقوا وحيَ الدّموعْ ..
..................... إحذروا نارَ الدّموعْ

شِعر ..

مُهنّد ع صقّور
جبلة .. سوريامُهنّد ع صقّور

جبلة .. سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات