2019/08/10

( ويَعودُ الخَريف. )- المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ..... سورية

( ويَعودُ الخَريف. )
هَل تَحزَني يا حُلوَةَ العَينَينِ ... إن يَعُدِ الخَريف ؟
وتَبهُتُ الخضرَةُ في غابِنا ... ويَخفُتُ ذلِكَ التَغريد
ويَحُلٌُ مَكانَهُ صَوتُ الحَفيف
في الغابَةُ كوخُُ لنا ... مُستَودَعُُ لِلحَطَب
ومَوقِدُُ لِلنارِ ... في الجِوار ... نَصنَعُ بِهِ الرَغيف
ويُدفِئُ كوخَنا ... والغابُ من حَولِنا رائِعُُ ونَظيف
فَأسبَلَت مَحبوبَتي جَفنَها ...
وأطلَقَت تَنهيدَةُ مَكبوتَةً في صَدرِها
وإستَدرَكَت تَسألني ... أما تَزالُ يا فارِسي حالِما ؟
تُنشِدُ لِلخَيالِ النَشيد ...
وفاتَكَ ... أنٌَهُ في غابِنا جَحافِلُُ منَ الضِباع
منَ الذِئاب ... تَجوسُ في الشِعاب
تَقتُلُ الطيور ... والأرنَبَ المَزعور
وهَجٌَروا كُلٌَ الحَمام ... والبَلابِلُ غادَرَت أعشاشَها
تَبحَثُ في الجِوار عن غابَةٍ تَخلو منَ الثَعالِبِ والذِئاب
أجَبتَها ... يا حُلوَتي ... ما قُلتِهِ ... لا يَتٌَفِق وقِصٌَتي
فالغابَةُ ... منذُ الأزَل ... هي غابَتي
والوُحوشُ لَن تَجرؤَ على البَقاء ... في جَنٌَتي
فَأشرَقَ وَجهَها ... وأسبَلَت جَفنَها تَسألُ ...
وأنتَ مَن يَحمي الحِما ... ؟ كوخَنا والمُنحَنى صَوبَنا
أجَبتَها ... نَعَم ... وكُلٌَ غابِنا
ونَطرُدَ الذِئاب ... كُلٌَ الكِلاب ... خارِجَ غابنا
تَساءَلَت غادَتي ... ويَرجعُ التَغريدُ من فَوقِ الغُصون ؟
ويَعودُ إلى غابِنا ذاكَ النَشيد
أجَبتَها ... يا حُلوَتي ... بَل يَزيد
فأغمَضَت غادَتي جَفنَها وأشرَقَ وَجهَها من جَديد
لكِنٌَني ... صَحَوتُ من حُلُمي ... ذاكَ المَجيد
وأشرَقَت في أفقِنا شَمسُُ وفي داخِلي أمَلُُ عَتيد
في غَدٍ أيٌُها الفارِسُ ... لِكُلٌِ (تَضحِيَةٍ ) عيدُُ سَعيد
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات