2016/10/24

شام إهات طفله مغتصبه ... بقلم الاستاذ / عامر محمد فتح ناصف

قصيدة :

( شام آهات طفلة  مغتصبة )

   
على باب الخيمة
أمي تركتني
 الله معك يا شام
قالت لي
خطفني كلب
لم أدري
أرض ما كانت تحملني
لعبتي ضممتها
إلى صدري
وضمتني
أخذني بعيدا
وراء الشمس
حيث ليل من قبل
لم يأت
أخذني والموت يلاحقني
قلبي  في خوف يبكيني
وشام يا أمي
وأنا ما جاوزت العاشرة
من عمري
سيارة جنازة سوداء
بلون الموت أقلتني
لأول مرة يا أمي
أرى كلبا مبتسما
دماؤه من بين الأنياب
أخافتني
لونت فستاني الأبيض
ذاك الذي
أمي يوم العيد
أهدتني
ما عاد المسك في جسدي
أمي يخبرك
أني طفلتك الحلوة
فسواد الحطب
قد سرق
شموع سنواتي العشرة
وبعد مسيرة من موت
وصلنا إلى باب القبر
باب المسلخ أوصده
لم ارى  من بعد ذاك اليوم
قمر الله يضحك لي
أو ورد الحقل يبكيني
لازلت أذكر  أمي
أخي على باب  خيمتنا
أمسكة مرة ويمسك بي
أبكيه كثيرا ويبكيني
أمي أسمعه يناديني
أختي   أختي
أين ذاك الموت يأخذها
أمي في غرفة الموت ادخلني
والباب وهو يغلقه
صريره كان يبكيني
ثوبي الأبيض مزقه
من قبل قلبي قطعه
كان الله  يراني
لن انسى نظرات اللعبة
في عينيها
صلوات الله تحفظني
مدت يدها في خوف
عساها اليوم
بفضل الله تحميني
لكن الذئب بقسوته
ألقاها بعيدا عن صدري
في الأرض
رأيت دمعها يبكيني
أمي من تحت المئزر
أخرج لي شيئا
لأول مرة أشاهده
شيء بلون الموت أرعبني
قال شام
يا زوجتي الصغرى
 لا تخشي هو حلوى
مني إليك أعطيك
هو قط  لك  اخفيه
افتحي ساقيك
خليه يدخل في شوق
دعيه ينام في بيته
غرفتك الصغرى تكفيه
ذاك القاتل أدخله
صرخت
صراخ عيني يتبعه
سيخ النار أدخله
حتى القلب أدماه
قال وكان يشتمني
لا تعلي صوتك يا كلبة
كي لا يصحى ضمير
إن كان ضمير في الأمة
على وجهي كان يصفعني
الكف أخرس آهاتي
شيء أحمر ناري غرقني
غرق ساقي الغضة
ثوبي اراه بالأحمر
بالأمس قد كان أبيض
بعد طعنات الموت
القاني على الارض
كأني  خرقة مقطعة
لم اجد بعد ذلك
سوى لعبتي الحلوة
إلى صدري عاودت الضم
ورحت اسألها في دمعة
عن هذا الموت
بلون الغدر
لكن ما كانت لتجيب
أخرسها صمت دموع
صغيرتها الغضة
اعود إليك يا امي
بعد خمسة أشهر
في كفني
بعد موتي في غربة
لعبتي لازالت تصاحبني
تحضنني مرة واحضنها
لكن أمي
شيء ما في بطني يتحرك
كأنه موت  أو سحر أسود
كأن في قلبي كرة
أحد ما يركلها
أمي في كل صباح
أراه يزداد ويكبر
أمي
سمعت نسوان في خيمة
لا تبعد عنا تقول
عادت تلك الكلبة حبلى
لا ندري في بطنها
ذكر كان أو أنثى
أمي لما  بطني
 أصبح كالكرة
ولما كل صباح
أصاب بدوخه
ولما الطعام أخرجه
ولا اطيق الماء بشربة
دمعتي من خمسة أشهر
لم ارها
سرقها كلب أسود
مثلما سرق
أيامي الحلوة
أمي كيف أكون
أما مثلك
وأنا في عمري
ما جاوزت العشرة
كيف تكون ابنتك أما
وهي صغيرة
كيف تكون  شام أما
وهي طفلة في اللفة

 =============

عامر محمد فاتح ناصيف
القط الشامي
 دمشق القدس حلب
السبت  09.09  صباحا
 2014-08-30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات