2018/01/03

سِـحـرٌ وخَـمـر-- للشاعر بشير عبد الماجد بشير السودان

سِـحـرٌ وخَـمـر
*********
تَـيَّمَـتْـني فَـتاتُـنا الـسَّمـراءُ 
وسَـبانـي جَـمالُـها والـبَهاءُ

طِفْلةُ الوجْهِ في العيونِ بَـريقٌ 
لاعِـبٌ بالـقلوبِ كيف يَشـاءُ

فـهْيَ حِـيناً تَـخافُ منهُ وحِـيناً 
تَـشْتَـهـيهِ وكلُّ ذاكَ عَـنـاءُ

تَدخُلُ المـشْهَدَ الكئيبَ فتَعْلو 
كلَّ مَـنْ فـيهِ بَـسْمَةٌ زَهْـراءُ

وتَـظَلُّ الـعيونُ تَـرنُـو إِلـيهـا
كلُّ عَـينٍ ضَـراعَـةٌ ودُعــاءُ

ويَـفيضُ الـسُّرورُ من كلِّ قـلبٍ 
ويُـساوي الـرِّجَالَ فيهِ الـنِّساءُ

وتَـرانـي أذوبُ حـينَ أَراهـا 
تَتَجَلَّـى ومِلءُ روحـي صَـفاءُ

عِندها بَـسمَةٌ تُـثيرُ خَـيالـي 
واعْـتـدادٌ تَـزينـُهُ كِـبرِيـاءُ

ولـها ضَـحكةٌ كما انْسابَ لَـحْنٌ
وقَّـعَـتْهُ ورقَّـقَـتْهُ الـسَّـماءُ

وفـمٌ مُـترَفٌ إِذا افـتَـرَّ أَزرى 
بالـدَّراري الـمُضـيئَةِ الـلأْلاءُ

وحـديثٌ إِذا سَـمِـعتَ رَنـيناً 
فـيهِ قلتَ الـحديثُ هذا غِـناءُ

مُـتعـةُ كلُّهُ وفـيهِ شُـجـونٌ
وفُـنـونٌ يَـطيبُ منها اجْـتناءُ

وهْوَ سـحرٌ إِذا اسْتفاضَ وخـمرٌ
وهْوَ لـطفٌ ورِقَّــةٌ وحـيـاءُ

قَـيَّدتني وكنتُ قَـبلُ طـليـقاً 
ليس لـي عند مَـرفـأٍ إِرسـاءُ

جُـبْتُ كلَّ الـبحارِ ما شاقَ قلبي 
شـاطيءٌ لاحَ لـي ولا مـيـناءُ

ثُمَّ لاحَـت وهَـا طويتُ شِـراعي 
ثُمَّ مَـزقْـتُهُ وطـابَ الـبَـقـاءُ

فـي ظِـلالِ الـفُتونِ أَرتادُ سِحراً 
لـم يُـحَدِّث بـمثلهِ الـشُّـعراءُ

تَـيَّمَـتني ولا أُريــد كـثيـراً 
من نِداهـا وفـي القليلِ شِـفاءُ

وكَـفانـي ابْـتسامُـها إِذ تُـحيي 
وكَـفانـي بِـرأْسـها إِيـمـاءُ

وكَـفانـي وجـودُها فـي مكانٍ 
أَنـا فـيهِ وذاك عـندي غَـنَـاءُ

لا تَـلُمْـني إِذا افْـتَضَـحتُ فإِنِّي 
أَبـداً للـجمالِ كُـلِّي وفــاءُ

وهْيَ عندي أَلَـذُّ شـيءٍ وأَحْلى 
يا نَـديـمي وما عـداها هَـبـاءُ

نَـسخت آيَـةُ الـمفاتِـنِ فيهـا 
كلَّ آيـاتِ مَـنْ لـهُـنَّ رُواءُ

وهْـي من بَـعـدُ للـغريبِ ديـارٌ 
وهْـيَ يا أَنْـتَ للـحـزينِ الـعَزاءُ .

***
بشير عبد الماجد بشير 
السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات