بؤس العرب
...
على الجباه المحترقة تبكي جغرافية الليل تضاريسها المستباحة . فينكشف عربيد الكرسي جلمود وراثة يحتمل الصديد فتنبت من انكماشاته العفنة سلالات عبيد يتعارفون على مرق القبيلة ويتجاذبون أطراف المزارع . واسع الكدر العربي على بساط الدم ينمي ورشات المقامع . يتصدر الصورة التي يبتهج نحاسها بين غرابات صنيع وصنيع . بين أنجاس تحرس مواقعه وتؤثث موطن قصوره بكل فصول الجدب وخواء الصقيع . براثين الغدر على كل خصب في بلادي وعلى كل منطلق يطوقه سيد الفواجع بجهار نيرانه تلبس وحديد . سيرة للبدء ذاك المتشكل من بطش يمتهنه وضيع . وذاك الوشم على وجه سيدنا اللقيط الفضيع . بأية لغة نلاسنك وأنت البعيد في كل نسيان . قريب في كل جرح يصرخ أشلاءنا سطوا لملاذنا قطيع .
أمير الغروب على هذا اللحد وذاك الركب المعذب في أنين . أمير الكروب فكم ركبت أمواجنا لتغلف رهافة القلوب بما تعجل في الخبث من تنويم . وبما أبرقه الواقف على صدغك يأمرك الخسيس . فتجيب كأنك مرتهن من طبيعة خلاعة تمتهن الحريم . وتجرأ أن تتناسخ وابل خسف يدجن أحلامنا جغرافية يعرب يمسحها لئيم . بادية رمل يفجرها مقامر سفيه .
ولنا في البؤس من صخرك أيها النابت فينا رجيم . في كل ناد ننكر ذاتنا نعاود موتتنا بين الكفن والكفن غسيل وغسيل . وأنت الجاثم على حنجرة الدهر تلوثها نسيم . وأنت المكشوف بخصوب مقابرنا في ليل بهيم . ترواغ تاريخ الوأد وتدعي أنك المنقذ ترتجل التنجيم .
وعبيدك على كل حارة يبتهجون وعلى كنه شارة لك منتبهون . يعبدونك لا ينكرون ومن حذائك أشكالهم يتناسلون . للبؤس على أحوالنا هلك الحجر ومات المنتظرون .
محمد محجوبي
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق