2019/06/21

استغاثة إمرأة بقلم/عزت جعفر (مصر ).....

......... استغاثة إمرأة........... 
جاءتني صاحبة هذه القصة تقول أرجو ان تنشر قصتي 
قلت لها نعم سانشرها لكن بطريقتي 
قالت: بدأت قصتي مع ابن الجيران وعمري أربعة عشرة.. وهو في الفرقة الثالثة من الكلية.. كنت اراقبه من شرفتي المطلة علي شرفته.. انتظر حتى يفتح شرفته ويبعد ستائره.. وحين يهل من شرفته التمس الآف الأعذار كي أظهر أمامه.. لكنه لا يلتفت إلي.... ارقبه في كل الأحوال.. حين بنزل من بيته.. حين يقف مع اصحابه.. بطرف العين المحه دون ان يدري.. واحلم بانه يرقبني.. ينظر إلي يداعبني.. حتى أصبح عمري خمس عشرة وهو في السنة النهائية.. يملأه التفاؤل وجهه مشرق تتطربني ضحكته مع اصحابه.. يلامس قلبي صوته حين اسمعه.. لكني لست في مخيلته.. ويبدو انى طفلته.. آه كم تمنيت ان اكبر كي يلاحقني بكلماته أو بنظرته.. ومر عام وأصبح عمري ست عشرة وهو قد انهى دراسته.. وأنا مازلت الاحقه بنظراتي وارقبه بلا جدوى.. فأيقنت اني لست بطلته وليس لي دور في قصته.. وهذا يثير حافظتي ويحرقني.. ومر عام وأصبح عمري سبع عشرة.. أتدرون ما يعنيه سبع عشرة؟؟ يداي وقدماي تدورت.. وقد علا صدري وأشياء تكورت.. فأنا بيضاء تعلوني حمرة بجمالي غانية.. تلا حقني كل يوم عيون كثيرة وتسمعني أحلى الكلمات.. يغار منها رفيقاتي.. ولا اهتم بكل من يلا حقني.. فقلبي ملك جيراني.. وقد مر عام على تخرجه ولم يجد عملا يناسبه... وانطفأت منه ضحكته.. وضاعت إشراقة كانت على وجهه.. وأنا حزينة مكتئبه رغم أني لست في مخيلته.. فقررت أن اقتحم عليه وحدته!!!!! نعم بإرادتي ودهائي سأثير غريزته!!! فتحينت فرصة خرج أبوه وامه إلى العمل والى المدرسة قد خرج إخوته.. ذهبت إلى منزله أرجائي مرتعدة.. طرقت الباب لم يسمع.. عاودت طرق الباب بقوة أكبر واكبر حتى كدت ان احطمه.. فسمعت وقع أقدامه تقترب وصوت الباب يفتحه.. وعيناه مغمضة يترنح كسكران لم يفق أبدا... فقلت : طنط موجودة؟ قال:إنها في الشغل فابتعدي... وضعت يدي على بطني وانحنى ظهري.. بكل دهاء وصوت منخفض بطني.. ويدي الأخرى تتعلق بأرجله.. فاستفاق وانتبه لحظة وقال:ما بك؟؟ ورفعني فوق زراعيه وادخلني إلى مقعد فوق اريكته.. فقلت له ألم يكاد يقتلني.. قال:استدعي الطبيب؟ قلت لا بعد قليل سوف افيق. وأمسكت يده كأني لست في وعيي.. ولست مدركة.. اقربها من بطني لكنه لم يحركها.. فوضعت يدي على يده.. أحركها ببطء وأنزلها إلى ما أحد يصدقه!! فماذا افعل الآن؟؟ حبلى انا!!! أخبرته لم يصدقني.. وأقسمت له أنه منه وكذبني.. قال لي صراحة : من تخون أهلها لن تصني.. أجيبوني ولا تصفوني.. أعلم أنكم تقولون أني ماكرة.. وأني فاجرة وداعرة.. ليست هي الآن مشكلتي.. فمشكلتي اني رغم قسوته وغلظته اعشقه!! وأني حين ذهبت إليه ثانية سبني ولطمني.. يسري في دمي إليه مشتاقة وملهوفة لا شئ في الكون عنه يبعدني.. إبني بأحشائي سوف أقتله.. واتخلص من فضيحته.. لكن أبوه إن مد يده ليقتلني.. لن أمد يدي لأقتله.. اتدرون كيف أصبحت مليكته رغم أنه ليس به أي ميزة تميزه.. غير أني عشيقته.. ورغم يأتيني كل يوم ألف من فصيلته.. افضل منه شكلا وموضوعا ومن عائلته واسرته.. ورغم سنين كثيرة مرت.. وأصبحت طبيبة بشرية.. اداوي كثيرا والأدوية لي أنا مره.. ألا أجد عندكم فكرة تعيده لي أو تعيد ذاكرته.. فقد سافر وعاد أكثر من مرة.. وأنا طبيبة أبنائه وزوجته.. فهو يأبى أن اقابله هو وحده.. لأنه يعلم أني حين ألقاه لن أخجل أن أكون عاهرته.. غريب أني لم أقبل أن يمسني غيره.. أصرت قديسة لكل رجال العالم إلا مخدعه؟! فقبل ان يلامسني لم ألتفت أبدا لكل من كان يغازلني.. أمسحورة أنا به منذ أن كنت طفلته؟!! فكل مشاعري تجمدت عنده.. وكأن الزمن توقف منذ سنين كنت ارقبه.. قاربت على الثلاثين وما زال الآلاف تطلبني.. لكني أأبى غيره أن يلامسني.. رغم ضغوط أبي تارة وأمي.. وكل عشيرتي وأهلي.. ذهبت إلى طبيبة نفسية وطبيب آخر لا يعلم بالاخرى.. وقصصت لكل منهم حياتي اليومية.. بلا خجل بطريقة عفوية.. وإجابات فورية.. لمدة ست شهور كاملة.. والإجابة :أني لست مريضة نفسية.. لا توجد عقدة طفولية.. قرأت كثيرا عن قصص العشق التي كنت لا اصدقها.. أأصبحت أنا الآن بطلتها.. تتساقط الأيام مني كحبات المطر السوداء.. كغبار رمال تائه في الصحراء.. ليلي في كل الأحوال شتاء.. البشر جميعا غرباء.. اصبح الكل سواء.. اجيبوني.. هل أنا حقا إمرأة حمقاء؟؟ أم تائهة ضائعة بلهاء؟؟! يقولون عني أدب وجمال فاق الشرفاء.. وبشاشة وجه يعلوها حياء.. ماهرة في الطب على يدها شفاء.. لايدرون أني قتلت إبني وضاع هباء.. أني لا أعرف للشرف وفاء.. أني اتسلل بصداقة زوجته والأبناء.. كي أختلس النظر إليه بمكر الجبناء.. أو انفرد به خفيه في أحلى لقاء.. تراودني الأفكار ثكلى في كل مساء.. حتى يغلبني النوم واصحو مترنحة عمياء.. حتى أفيق يأخذ مني وقت وعناء.. وأخذت الدكتوراه لأكون ضمن اطباء عظماء.. اوشكت على الأربعين وما زال يطلبني النبلاء.. وفجأة جاءتني دعوة..!!! زفاف ابنته (شيماء)... وقفت مع نفسي استعرض كل الآراء.. انظر في مرآتي فلم أجد إلا بقايا وأشلاء.. فقد انطفأت مصابيحي واختفت الأضواء.. أين نضارة وجهي ونعومة كل الأجزاء.. أين أيامي وأحلامي أضاعت هباء.. تنصلت الأيام مني وقالت أنا منك براء.. خذوا كل ما املك واعيدوا جنتي الخضراء.. أعيدوا طفولتي الغراء.. لا تتضاحكوا مني وتقولوا هذا جزاء الأغبياء.. او قولوا ما شئتم واطلقوا الكلمات علانية او في الخفاء.. فأنا الآن بلا تاريخ.. بلا مأوى.. بلا اسماء.. فكم من البشر لهم خطايا ولكن في الخفاء.. مازال قلبي له وحده رغم الجفاء.. اراه في كل الأشياء.. يسكن كل الأرجاء.. ماذا افعل اجيبوني بالله عليكم وكونوا رحماء.. بلا تجريح يكفيني دماء. 
.........بقلم/عزت جعفر (مصر ).....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات