2019/06/21

رأيتُ النساءَ -- شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

رأيتُ النساءَ بِتربيةٍ . . . وليس بشيءٍ سوى التربيَةْ

فلا يُغريَنَّكَ منها الجمالُ أو مَنطقٍ لكَ أو تَزكيَةْ

فلا يُعرَفُ المرءُ مِن ظاهِرِ الكلامِ وإنْ زادَهُ تَحْلِيةْ

فليس النساءُ سوى نُسخَةٍ . . . مِنَ الأهلِ إنْ تُكشَفِ الأغطِيةْ

يسيرٌ عليها تَمَسكُنُها . . . وكَسرُ الخواطرِ والتَّورِيةْ

تُفَنِّنُ مَضْغَ الكلامِ وسَهْلٌ عليها لِمثلِكَ أنْ تُغْرِيَهْ

فتُحْسِنُ كَسْبَ قلوبِ الرجالِ وليستْ عليها بِمُستَعْصِيةْ

فلا يخدعنَّكَ ضُعفٌ بها . . . ولا خاطرٍ رُحْتَ كي تُرضِيَهْ

وإنْ مُغرماً كنتَ في حُبِّها . . . فإِنَّكَ في غايةِ التَّعْمِيَةْ

ولا تهتدي لصوابِ الأمورِ فالعقلُ في خارجِ التَّغْطِيَةْ

فإيّاكَ والسيرَ نحو الظلامِ أو تَحسبَ الأمرَ كالتسليَةْ

وإياكَ مِن لاصقاتِ الثيابِ والمتبرِّجَةَ الغانيَةْ

وإياكَ مِن لابساتِ الحِجابِ في مَلبسٍ يُشبهُ الزانيَةْ

فتبدي لكَ الدِّينَ مِن فوقها . . . ومِن تحتِها أرجُلٌ عاريةْ

تَفوحُ العطورُ على جسمها . . . وحُمرتُها مثلُها مُخْزِيةْ

وتَمْضَغُ علكاً ولا تستحي كأنَّ بها خِفّةً مُزْرِيةْ

وَجَدْتُ النساءَ بتربيةٍ . . . نعَمْ وَنَعَمْ إنَّها التربيةْ

فما البنتُ إلّا بما غَرَسَتْ . . . بها أمُّها وهْيَ مِمّا هِيَ

فليس الجناحُ سوى زَغَبٍ . . . تغذِّيهِ مِمّا بها تَغْذِيَةْ

فما ينشأُ الطفلُ إلّا على . . . طِباعٍ لِما اعتدتَ أنْ تُعْطِيَهْ

فلا تَتْبعِ القلبَ في العشقِ إنَّ جيلاً يُناديكَ كي تَفدِيَهْ

فدعْ نبضَ قلبكَ في دفترٍ . . . ومزِّقْهُ كي مُطلقاً تُخْفيَهْ

هو العشقُ مِن نزوةٍ يَبتدي . . . ويُنْهِيكَ مِن قبلِ أنْ تُنْهِيَهْ

فتُنفقُ ساعاتكَ الغالياتِ وهيهاتَ إنْ شئتَ أنْ تَشْرِيَهْ

فوقتُكَ في حبِّها ضائعٌ . . . وفكركَ صَعبٌ بأنْ تَهْديَهْ

يجولُ الظلامُ بحيثُ تكونُ لا تستطيعُ بأنْ تُلغِيَهْ

فَمِنْ مِثلها البعدُ بُعدَ الأَرِيْبِ ذي حكمةٍ عندَهُ مُنْجِيةْ

فَمِنْ خلفها شَرَكٌ مُهْلِكٌ . . . تقودُكَ بالحِيلةِ المُغريةْ

فتصبحُ في قَيدِها تابعاً . . . تغوصُ بوحْلٍ بلا تَصْفيةْ

وتغدو حياتُكَ مِثْلَ الجحيمِ مُستَنقعٌ وافرُ الأوبيةْ

تُذِلُّكَ أمراضُها الطامحاتُ في بُهْرُجٍ تافِهِ الأنديةْ

فلا تَستَقِرُّ على حالةٍ . . . ولا قُربَها عِيشةٌ صافيَةْ

تُبعثرُ مالاً على أتْفَهِ الحوائِجِ تَطمَحُ للغاليةْ

تقلِّدُ أشباهَها في الأمورِ رُغمَ تفاهتها الباديَةْ

تُعَيِّرُ وضعَكَ دوماً وإنْ . . . جيوبُكَ مِنْ صَرفِها خاليَةْ

---

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات