2016/10/12

( في رثاء صديق ) ،،، شعر/ حمودة سعيد محمود


عزائي الوحيدُ إليكم بكائي
ونفسي وقلبي وخبزي ومائي
عزائي إليكم لهذا الحبيبِ
بأني سأبكى أحرَّ البكاء
فهذا الحبيبُ أحبَّ الجميعَ
*** فماتَ لموتِهِ نبعُ الصفاء
فعذرًا لأنَّ المماتَ سجلٌ
سجلٌ أمينٌ بدنيا الفناء
سجلٌ أمينٌ أراهُ ولكنْ
بفقدِ الأحبةِ يأتي المساء
فمن ذا سيخلدُ فيها ويبقى ؟
*** ومن ذا سيمنعُ حكمَ القضاء ؟
دعوني لشأني وصبُّوا بحلقي
كؤوسَ المرارةِ دونَ انتهاء
دعوني لأبكى عليه وحيدًا
فحتمًا يجوزُ عليهِ البكاء
يجوزُ عليهِ البكاءُ الشديدُ
*** فكيفَ نضنُّ ببعضِ الدعاء ؟
عزائي الوحيدُ إليكم بكائي
فلا ترغموني لنسجِ الرثاء
فهذا الصديقُ العزيزُ لدينا
أراهُ يجودُ بكلِ العطاء
فلما رموهُ بدارِ اليتامى
*** رأيتُ الدموعَ تهزُّ السماء
أتاني يئنُّ ويبكى فقلتُ
كفاكَ دموعًا فهذا شقاء
فمن ذا سيدرى لعلَّ الأمورَ ؟
تجيءُ إليكَ ببعضِ الوفاء
فإنْ كنتَ ترغبُ في جمْعهنَّ
*** فحتمًا ستلبسُ نفسَ الرداء
فقالَ رويدًا وراحَ يئنُّ
فجئتُ إليهِ بكلِّ الدواء
فقالَ كفاكَ لأنِّي مريضٌ
أردتُ الحياةَ بغيرِ التواء
فهاجوا وصالوا علىَّ وقالوا
نراكَ تهيمُ بقبضِ الهواء
فقامَ وقالَ إليكم مماتي
لأنِّي كرهتُ حياةَ النساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات