2016/10/13

( الظن) بقلم الكاتب سامح محمد حسن حراز



ومن بعد غياب عن حلقات قال المعلم نعود بمشيئة الله مع حلقة جديدة بعنوان 
👳( الظن)
👳👳ه👳👳

دخل المعلم وألقى السلام 
وقال أفيقوا لأمر هام
فانتبهنا على الفور والتمام 
بعدما رددنا عليه السلام
قال المعلم
اليوم يا أبنائي أحدثكم عن أمر خطير
ألا وهو الظن
والظن يا أبنائي 
هو الإعتقاد المبني على المجهول
ومنه الظن الحسن ومنه ظن السوء
قال الله تبارك وتعالى. ..(إن بعض الظن إثم)
ولم يقل كل الظن
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا .
ومن هنا يا أبنائي نرى أن الظن السيء 
منهي عنه لما يترك من أثار مهلكة في النفس
وإلقاء التهم جزافا وظلم النفس وظلم الناس
فلقد قال الله تبارك وتعالى أيضا
بسم الله الرحمن الراحيم. ..(إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا)
وإن من أكبر الأمثلة في التاريخ الإسلامي عن سوء الظن حادثة الإفك التي رميت فيها أمنا الحصان الرزان عائشة رضى الله عنها وبرأها الله من فوق سبع سموات وكان درسا قاسيا على القلوب 
وأيضا تمحيص من الله عز وجل
ومن أشد أنواع سوء الظن يا أبنائي 
سوء الظن بالله وهو يوردنا للمهالك
فلقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم 
عن رب العزة في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي ما شاء)
وقال أيضا رسول الله صل الله عليه وسلم (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )
والأمر يا أبنائي جد خطير لأن من يعيش بالظن السيء هو حقا مريض ويظل معذب ما بين هواجس من غير دليل وما بين خيبة الأمل
فلذلك أحذركم منه كل الحذر ...
والآن 
من منكم يا أبنائي يأتني بقصة تدل على ذلك
قلت أنا يا معلم لدي 
فقال المعلم قل بارك الله فيك 
فقلت...كان في إحدى القرى رجل رسام ماهر جدا يبيع اللوحات التي يرسمها وكان يسكن في قصر 
وفي يوم من الأيام ذهب فقراء القرية إليه يطلبوا منه شيئا فلم يعطهم فذهبوا وهما حانقون عليه جدا 
وكان في هذه القرية رجل جزار يعطي الفقراء اللحم مجانا من حين لأخر 
وفي يوم من الأيام مرض الرسام مرض الموت
ولكن لم يزوره أحد لأن أهل القرية كانوا غاضبون منه كثيرا ظنا منهم بأنه بخيل 
ومات الرسام ومرت أيام قلائل 
وذهب الناس عند الجزار كالعادة ليأخذوا
اللحم المجاني فقال لهم الجزار ليس عندي
فقالوا ما الذي حدث ما بك لما تغيرت علينا
فقال لهم لقد كان الرسام رحمة الله عليه يبيع اللوحات ويعطيني ثمنها لأعطيكم اللحم ومات الرسام فأصاب الناس حزنا لسوء ظنهم وتركهم الرسام يموت دون أن يزوروه. ...
وأذكر أيضا قصة التاجر الصغير الذي سافر مع كبار التجار ولما قاموا بشراء بضائعهم
وركبوا السفينة إذ بها تميل من ثقل الحمولة
فقرروا أن يتخلصوا من بضاعة التاجر الصغير
فلما اعترض عليهم وقال نتقاسم الخسارة
ألقوا به وببضاعته في البحر
ويشاء الله أن ينجيه على جزيرة
فيصنع كوخا لنفسه ويقتات من على الجزيره
وفي يوم ذهب ليبحث عن طعامه ثم عاد 
فوجد الكوخ الذي يسكنه قد احترق 
فأخذ يبك وينعي حظه قائلا 
يا رب لقد ظلمت ورموني أنا ومالي في البحر والآن يحترق الكوخ الذي يأويني 
وظل على هذا الحال وهو يعاتب ربه على ما أصابه وفجأة إذ بسفينة تظهر وتقترب من الشاطئ وتقترب حتى وصلت إليه فحملوه معهم فسأله القبطان ما الذي أتى بك إلى هنا
فقال الرجل لقد حدث كذا وكذا ورموني بالبحر فابتسم القبطان وقال له 
إن سفينة التجار أغير عليها من القراصنة 
فقتلوهم ورموهم بالبحر وأخذوا السفينه
فعلم الرجل أن الله قد قدر له النجاة والحياه
فقال الرجل القبطان وما الذي جعلكم تأتون 
إلي فقال القبطان رأينا نارا مشتعلة فعلمنا 
أن هناك أحد يستغيث...
وأيقن الرجل أنه أساء الظن بالله فاستغفر وتاب...
قال المعلم بارك الله فيك وفي عمرك يا بني 
فقلت وفيك بارك الله أيها المعلم الحبيب
قال المعلم أحسنوا الظن بالله والناس
وحافظوا على نقاء قلوبكم
فإن سوء الظن غشاوة
عطر الله أرواحكم 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أبنائي
وإلى لقاء أخر مع المعلم
👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳
بقلم الكاتب سامح محمد حسن حراز 
👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳👳

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات