2017/05/06

في مناجاة الليل بقلم الاديبة / حياة مسعودي

في مناجاة الليل 
حُيِّيتُ من زائر عزيز يا ليل ، بالسلام حللت ، وبالسكون والهدوء هللت، وسرحت رداءك الأسود البهيم على الدنى مثل أم رؤوم لحفت وليدها،وراحت تهدهد مهده حتى غشاه لذيذ الرقاد وطيب المنام. 
ذا هو الكون يحيي السكون، يلبي الندا، وذي نجماتك الغراء تخطر بالوميض في وشاحك المدلهم الغميق. ما أجمل نورها المشع في حلكة دياجيك،فكأنه العرفان بجميل دثارك. 
ملهم الشعراء أنت، فيك يحلو السمر، وبك عليهم تفيض الفِكَر، ومن جلال سحرك يُسْتَلْهَمُ الشعر وتسْتَخْلَصُ العبر.
روضة المحبين انت ،وقبلة الحيارى والمكروبين ، يمضونك بالشكوى والحنين، ويطول بك عليهم النجوى والانين .
في أسحارك تفيض عبرات المبتهلين، وتعلو زفرات العابدين الخاشعين ،فسبحان من بك أقسم إِذْ سجيت وأدبرت ،وإِذْ عسعست وغشيت ،وجعلك نعم اللباس بعد طول المعاش.
حياة مسعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات