استقالة
سأتركُ الشِّعرَ مقتولًا بوجداني
وأستقيلُ بقلبٍ مَلَّ نسياني
ها قد دَفنتُ قصيدي ميّتًا دنفًا
بعد الصلاةِ على مذبوحِ أوزاني
جاءت إليَّ قوافٍ كلُّها شجنٌ
عزّت وغابت بأفكاري وأحزاني
لم يبقَ منّي بوادي الشِّعرِ من وَتَدٍ
طارت حروفي بعيدًا خلفَ خلّاني
لمن أبوحُ وحرفي لم يعُد ألِقًا
صار القريضُ بلا رسمٍ وعنوانِ
كانت عيونُ حبيبي منهلًا خَضِرًا
جفّت عيوني فغارت كلُّ ألواني
كان البكاءُ صديقي حين أطلبهُ
واليوم أشكو فلا ألقاهُ يلقاني
إني كتبتُ بحبرِ الحبِّ من زمنٍ
فسال حبري سُدىً بالأحمرِ القاني
أنا السّليبِ وحبّي سارقٌ وعلى
أهلِ المودّةِ تعويضي لحرماني
أين العدالةُ للولهانِ لستُ أرى
إلا ظلومًا وجرحًا في هوى الجاني
رُبّيتُ في كنفِ التّحنانِ يا أسفي
من قسوةٍ نَسفت أحلامَ عِمراني
أين الوعودُ فما أحلاهُ من كذبٍ
ليتَ الشهورَ جميعًا شهرُ نيساني
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق