2017/09/24

إلى كل من رحلوا مرغمين... نحبكم...بقلم الشاعر ، فهد العبد اللطيف

إلى كل من رحلوا مرغمين... نحبكم...
* * *
رحيل
-----------
في كل يوم ٍ يرحلون ْ
عن كل شيء ٍ يرحلون ْ
عن بيتهم، عن حلْمهم ْ
عن أرضهم، عن بؤسهم ْ
عن يوم مولدهم ْ،وموتهم ُ المغفّل ِ 
يرحلون ْ
وأمامهم ْ بحر ٌ، 
وخلفهم ُ جنون ْ
* * *
هم يرحلون ويحملون :ْ
- وجع َ التراب ِ،
- مرارة َ الرمق الأخير ِ ويعبرون ْ: 
رحْما ً تُمز ّقه ُ انقباضات ُ 
المقابر ِ ، و المحاور ِ
والخرائط ِ ، والمشارط ِ، 
وانكسار ُ الفجر ِ 
في شغف ِ العيون ْ
* * *
هم يرحلون ويبحثون ْ
عن ظلّهم ْ
عن صوتهم ْ
عن موعد ٍ متأخر ٍ مع زرقة ٍشفّافة ٍ 
عن حالة ٍ أخرى لهندسة الحياة ، ِ
و فرصة ٍ للموت ِ دون شظيّة ، ٍ
أو طلقة ٍ، أو مُدية ٍ
أو حُرقة ٍ،
بل مثلما تمضي إلى الأرض الغصون ْ
* * *
هم يرحلون ويحرقون ْ
- أوراقَهم،تاريخَهم
وشراعَهم؛ 
- كرّاسة َ الزمن القديم ِ، 
ويفتحون ْ
- روزنامة ً للنبْض ِ
للقمر ِ الجديد ، ِ
- نوافذا ً للريح والأبعاد ِ
- محفظة ً لذاكرة ٍ 
بلا ذكرى شجون ْ
* * *ْ 
هم يرحلون ويأخذون :ْ
- نتفا ً من الضوء المعتّق ِ
في جرار ٍ مظلمات ، ٍ
- لوحة ً رملية ً
عن برعم متيبّس ٍ 
يلهو بحبات الندى 
عن صرخة ٍ بكماء َ
تستجدي المدى 
- قمرا ً حزينا ً عاريا ً
تحت الجفون ْ
* * *
هم يرحلون ويتركون :ْ
- أشلاء َ ورد ٍفي أصيص الليل ِ
- دالية ً تعرّت ْ من أصابعها
ونخب ِ نبيذها
- أرجوحة ً للريح والذكرى ْٰ
- عيونا ً تستبيح ستائر َ الليل العميق ِ
لترتوي عطشا ً
- مناديلا ً مضمخة ً بعطر الدمع ِ
والليمون ْ
- مواويلا ً تنازع ُ بعد أن غرقت ْ
على شفة ِ السكون ْ
* * *
هم يرحلون ويملؤون :ْ
- أبوابنا صمتا ً
- مقاعدَنا غبارا ً باردا ً
- فنجان َ قهوتنا انعزالا ً
- ساعة َالبيت اكتئابا ً قاتلا ً،
ويجرّدون :ْ
- أمطارَنا من عشبها
- أنهارَنا من نبعها
- أبصارَنا من كل ألوان الربيع ِ
ويرحلون َ ويرحلون ْ
* * *



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات