2017/09/22

تجديد في عمق البيت الفراهيدي:---- بقلم الأديب راوند_دلعو

تجديد في عمق البيت الفراهيدي:
( رؤية تجديدية للكتابة العروضية الخليلية _ حذف المد الاتكائي _)
في هذه المقالة الثوريَّة سأقتحم على الشعر العمودي قصره المهيب ، لأمارس عملية المشاكسة الفكرية التي أعشقها ، فسأتجرأ و أنفض الغبار عن بعض تحفه الخليليَّة ثم سأشرع بتلميعها لتخرج أكثر شمولية و مرونة و تناسُباً مع لهجتنا العربية اليوم .
سأبادر هذا القصر من بابه الكبير لأحرك بعض مقتنياته و تحفه التي لم تزل في مكانها منذ أن توفي الأخفش بعد أن تدارك على أستاذه الفراهيدي ما سمي بالبحر المتدارك ، ليستمر الركود في ماء العروض إلى اليوم ! فها هي القصائد تُنسَجُ على نفس البحور و تلتزم الكتابة العروضية نفسها.
فهل هناك من سبيل لتجديدٍ ما في الكتابة العروضية ، بحيث نجعلها أكثر مرونة و حيوية و سلاسة ؟؟ لطالما سمعنا هذا التحدي من الشعراء التَّقَالِدَة إذ ينظرون إلى الناس شزراً ثم يقولون بالفم المليان : ( إن كنت ماهراً فاكتشف بحراً جديداً أو عدل على طرائق الكتابة العروضية ) ؟؟
في الحقيقة علينا أن نعترف بأنه من الصعوبة بمكان تحريك هذه الآثار الشامخة أو تعديلها بشكل جذري ، لأنها بنيت في عصر السليقة العربية ، فمن الصعب و قد انقرض هذا العصر أن نعود لنحرك و نزيح من التحف ما انطبع بلهجة اللّسان العربي الفصيح الراسخ ، و تقبلته أفواج الشعراء و الأدباء جيلاً بعد جيل ، لذلك لا بد من الحذر ثم الحذر أثناء التعامل مع هذه المقتنيات الخليلية و التحف العروضية.
و لكنني و خلال رحلتي في تضاعيف هذا القصر الرائع وقعت على بعض الالتزامات التعسّفية و المصطلحات غير المنطقية و التناقضات التي لم أجد لها مبرراً في الكتابة العروضية ، فقررت أن أتحلى بالجرأة متجاوزاً الخطوط الحمراء لهذا الفن لعلِّي أعيد ترسيم بعضاً من حدوده بشيء من المرونة المتناسبة مع عربيتنا في هذا العصر ، فسأشرع ألمِّعُ أركان هذا القصر و أطليها بما يزيدها بريقاً و لمعاناً و تكيفاً مع الواقع الراهن ، فها أنا أفتح بعض الأبواب التي اعتدنا عليها مغلقة لأمرر منها بعضاً من النور الذي قد يزيد المكان ألقاً و بهرجاً و عصريّة.
_ الكتابة العروضية :
و لندخل في صلب الكتابة العروضية أولاً لنجد أن الكتابة العروضية ( كما يعلم كل الشعراء التقالِدَة) تختلف عن الكتابة الإملائية التي نمارسها يومياً.
فنحن نعلم أن كتابتنا اليومية تقوم على حسب قواعد الإملاء المعروفة و التي يدرسها الطلاب في المرحلة الابتدائية ثم تتكامل في المرحلة الإعدادية.
أما الكتابة العروضية فتقوم على مبدأ الملفوظ لا المكتوب ، فنكتب الكلام على الورق كما نلفظه بالضبط ، أي أن الكتابة العروضية تقوم على مبدأين أساسيين هما:
(1) كل ما ننطق به يُكتب ولو لم يكن مكتوبا وفق قواعد الإملاء المدرسية ، مثل: (هذان)، تكتب عروضيا (هاذان).
(2) كل ما لا ننطق به لا يكتب ولو كان مكتوباً وفق قواعد الإملاء المدرسية ، مثل: (درسوا) تكتب عروضيا (درسو) حيث تحذف ألف التفريق لأنها لا تُلفظ.
هذا هو الضابط الأساسي الوحيد و الذي ينبغي عدم تجاوزه في الكتابة العروضية ، و كل ما زاد عليه هو تبع أو فرع له.
و ذلك لأننا عندما ننظم الشعر موزوناً إنما نزن الكلام المنطوق لا الحروف المكتوبة ، و بالتالي لا بد أن يقوم التحليل الوزني للشعر على الصوت فقط لا على الكتابة ، لذلك اختلفت الكتابة العروضية عن الكتابة العادية ، ففي الكتابة العروضية نكتب ما نلفظ فقط .
فعندما تريد كتابة بيت شعري تختار لك بحراً من البحور ، ثم تكتب ما تلفظه حصراً ، بحيث يطابق تفعيلات البحر وزناً.
مثال توضيحي ...
مطلع قصيدتي ( أنا و الشوق) التي وردت في مجموعتي الشعرية ( يالثارات اللجين )
الكتابة الإملائية للبيت الأول :
أنا و الشَّوقُ أصبحنَا صِحاباً
كظلِّ الشَّيءِ للشَّيءِ اصطِحاباً
الكتابة العروضيَّة:
أنا و شْشَو ق أصبحنا صحابا
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
كظلْلِ شْشَي ئ لشْشَيئِ ص طِحابا
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
ضربت هذا المثال ليستوعب القارئ أساس عملية نظم الشعر العمودي ، حيث يكتب الشاعر ما يُلفظ بالضبط مُقَطَّعاً وفق تفعيلات البحر ، ثم لا يكترث لقواعد الكتابة المدرسية ، فيحذف كل الحروف التي لا تلفظ و يكتب كل الحروف التي تلفظ و لا تكتب إملائياً . أي أن مدار الكتابة العروضية على الحنجرة فقط ....
المفاجأة الآن التي أحب أن أقدِّمها للقارئ هي أن هناك قواعداً إضافية تم وضعها للكتابة العروضية و منها تعسفي لم يقنعني ، فمثلاً :
1 ) لقد قرر روَّاد هذا الباب أن يشبعوا بعض الحروف المنطوقة في بعض الأماكن دون بعض. فمثلا يجوز عندهم إشباع حركة حرف الرَّوي بحيث ينشأ عن الإشباع حرفُ مدٍّ مجانسٌ لحركة حرف الروي ، كأن يكون آخر الشطر (العلمُ ، سرابَ، الشجرِ)، تكتب عروضيا هكذا: (العلمو ، سرابا ، الشجري).
الاعتراض:
و لكنهم بنفس الوقت لا يجيزون العكس أي حذف الحرف اتكاءاً على حركة الحرف الذي قبله ، حتى لو لم يؤثر ذلك على السلامة السمعية و لم يؤدي لكسر الوزن ، فمثلا لا يجوّزون البيت التالي الذي سأنظمه على سبيل التمثيل و التوضيح :
جمالها في جمال الكون يسري
تسيل له القرائح كالفرات
فلو ركزنا في صدر البيت حيث قلت :
(جمالها في) ... على وزن مفاعلتن ، فهنا يحكم التقالدة تعسفياً على هذا البيت بالكسر لأن عروض هذا البيت وفق رأيهم كالتالي :
جَمَالُهَا فِي ... مُفَاعَلا تن
و هذا كسر من منظورهم فالمفروض أن يلتزم بتفعيلة البحر الوافر (مُفَاعَلَتُن) و لا يجوز (مفاعلاتن).
و لكن الواقع أنني حذفت ألف الضمير ( ها )من الكتابة العروضية و اتكأت على الفتحة الموجودة على الهاء و المناسبة للألف المحذوفة أي أنني مارست عكس الإشباع ... فتصبح الكتابة العروضية كالتالي:
(جمالُهَفِي ) مُفَاعَلَتُن
و لو سألنا رواد هذا الفن السؤال التالي :
لماذا تجيزون إشباع الحركة في هذا الباب _ كما مر معنا _بينما لا تجيزون حذف حرف المد و دمجه بحركته كقولي (جمالُهَفِي) ؟
في الحقيقة أرى أنه لا مانع من جوازها ، و سأسمي هذه الظاهرة (الحذف الاتكائي لحرف المد ) حيث يتكئ الشاعر في كتابته العروضية على الحركة السابقة للحرف المحذوف و التي هي من جنسه كما في قوله :
جمالُهَفِي ( حذف الألف من {جمالها في} و تحويلها إلى {جمالُهَفِي} ) 
مفاعلتن
و ذلك لأن الوزن لم يُكسر و اللفظ مستساغ و المعنى واضح فعلامَ التعصب و عدم تجويز ذلك !!
إذن لم التعسف في التجويز أحياناً كما في الإشباع و الحكم على البيت بالكسر في حالات أخرى كما في الحذف الاتكائي؟ مع العلم أن ما فعلته في الحذف الاتكائي هو نفس ما يقوم به كل الشعراء أثناء الإشباع ، فهم يشبعون الحركة بإضافة حرف المد المناسب بما لا يغير المعنى و لا يؤثر على الوزن ، و أنا حذفت الحرف متكئاً على الحركة بما لا يضر الوزن و لا يغير المعنى بل يعطي خفة في اللفظ و قفزة سيالة و سلسة على الحرف المحذوف ( جمالهَفي) .
بعد أن سألت عدة أساتذة في علم العروض عن سبب تجويز الإشباع و منع الحذف الاتكائي السابق ، لم أجد جواباً منطقياً شافياً ، فقررت أن أُدخِل هذا في منظوم قصائدي ليكون تجديداً في طريقة الكتابة العروضية يجعل هذا العلم أكثر مرونة و منطقية.
و بالتالي يجوز حذف حرف المد في الضمير (ها) (هي ) (هو) و الاتكاء في الكتابة العروضية على الحركة السابقة له من جنسه و سميتُ هذا الجواز ب ( الحذف الاتكائي لحرف المد) .
مثل:
جمالها في .... جمالهفي... مفاعلتن
تنافسوا في ... تنافسُفِي .... مفاعلتن
فعودي كما .... فعودِكَما ... مفاعلتن
و على ذلك نظمت قصيدتي ( القلب النزيف ) حيث جاء فيها :
إذا وردت عيونها في كتاب
تقاتلت المحارف بالحروف
عيونها في ... بعد الحذف الاتكائي ...(عيونهَفي) مفاعلتن
و جاء في بيت آخر من نفس القصيدة :
وشاحها يرتدي لونا ربيعا
يجيد الحج بالجيد الشريف
الكتابة العروضية : 
( وشاحُهَير ) (مفاعلتن)
فطالما أن اللفظ لم يكسر الوزن ، و لم يبتر المعنى فما المانع من الحذف طالما أجزنا الإضافة لنفس السبب و بنفس الشروط تحت مسمى( الإشباع)؟
و من يعترض على هذا فقط لأنه لم يرد عند السلف فأقول له و ما المانع أن نضيفه نحن ؟؟
ثم إنكم _ جماعة الشعراء التقالدة_ تجيزون زحافات غريبة يشعر المرء أحياناً أنها تهد أركان الوزن و تخرج بالبيت كسيحاً أعرج الفؤاد و الهيكل !! و عندما نسألكم لم أجزتم هذه القباحة تقولون أنها (وردت في كلام السلف !! ) ... فطالما أنها وردت في كلام السلف فهذا ضوء أخضر بوجوب تمريرها و تجويزها بالرغم من قبحها !! ما هذه التبعية العمياء التي يترفع عنها الباحث الحر ؟؟
أقول لا ، فنحن لدينا ذائقة و عقول فما لا يعارض المنطق و الانسيابيَّة الوزنية فلنقرره في الباب تسهيلاً و تيسيراً و تأكيداً على مرونة هذا العلم.
سأضرب هنا مثلا عن زحافاتهم القبيحة التي يجوزونها ليرى القارئ بأم عينه أن ( الحذف الاتكائي ) الذي قررتُه و أجزته منذ قليل لهو أجمل و أهون ، كما لا يضر الوزن و لا التناغم في البعد الوزني للقصيدة مقارنة بالكساح و العرج الوزني الذي يترتب على استخدام هذه الزحافات !!!
ما يسمى ب (عقل الوافر) مثلاً :
أى حذف الخامس المتحرك فتصير مُفاعَلَتُن الى مُفَاعَتُن وقالوا هو صالح !
أقول : تخيل أنك تكتب القصيدة كاملة على وزن :
(مُفَاعلَتُن مُفَاعَلَتُن فَعُولن )
ثم تستخدم في أحد الأبيات
مفاعَتُن !! بحجة أنها وردت عند السلف !!
و من أراد التوسع فليقرأ الأمثلة على هذا الزحاف فهي متوفرة في المراجع المختلفة و كذلك في مواقع الشبكة العنكبوتية.
و كذلك ما يسمى بالزحاف المزدوج أيضاً ، فهو قبيح و يشعر القارئ بشكل واضح بطروء خلل على الوزن . و لكن بالرغم من أنه زحاف كسَّار لروح الوزن ، نشَّاز لرنين القصيدة و انسجاميتها ، لكنهم مع ذلك يجوزونه بلا أدنى سبب منطقي !!!
و هنا أتوجه بسؤال منطقي لرؤوس المدرسة التقليدية في هذا العصر و الأعصر اللاحقة ... لم تجيزون هذا النوع من الزحافات التي تقضي على التناغم العروضي و تبدو قبيحة للسامع .... و تمنعون الحذف الاتكائي لحرف المد الذي فصلته في هذه المقالة مع أنه يضيف لياقة و مرونة و خفة للَّفظ ؟
لم تجيزون إشباع الحركات بشروطكم في الباب ، في حين لا تجيزون حذف المدود و تحويلها لحركات بنفس الشروط كما في المثال الذي ذكرت ؟؟
و بالتالي دعونا نعلنها مدوية و لنفتح باب التجديد في الكتابة العروضية و لننظم الشعر العمودي بمرونة و دون تشنج ، فما يهمنا هو الوزن و الانسيابية و لا مانع من الإشباع و الحذف بالشروط الذي ذكرتها.
( 2 هناك قاعدة أخرى من قواعد الكتابة العروضية تقول :
تشبع كاف المخاطب أو المخاطبة ، ونون الرفع في الفعل المضارع، ونون جمع المذكر السالم، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين، مثل: سلامكَ، سلامُكِ، يسبحانِ، يسبحونَ، تسبحينَ، مسلمونَ، مسلمينَ، قُمْتَ، قمتُ، قمتِ، تكتب عروضيا هكذا: سلامكَاْ، سلامكِيْ، يسبحانيْ ، يسبحونَاْ، تسبحينَا، مسلمونَا، مسلمينَا، قُمْتَاْ، قمتُوْ، قمتِيْ.
الاعتراض :
اعتراضي على هذه القاعدة هو قصر تجويز الإشباع على حالة كون الكاف و باقي الأحرف المذكورة في آخر الشطر فقط.
فلماذا لا نجيز إشباعها في الحشو أيضاً ؟؟
فمثلاً يعتبر رُّواد علم العروض أن هذا البيت الذي سأنظمه للتوضيح غير جائز :
أحييكِ بأحسن ما يُحَيَّى
جلال الحسن في ذاك المُحَيَّى
فيحكم السادة التقالدة على هذا البيت بالكسر لعدم جواز إشباع الكاف في صدر البيت :
أحييكِ ... مفاعلت ....
بينما على جواز الإشباع تصبح الكتابة العروضية كالتالي:
أحييكِ .... أحييكي ... مفاعلتن
و أنا لا أرى مانعاً من تجويز إشباع الكاف و الحروف المذكورة في القاعدة بحسب رغبة الشاعر ، شأنها شأن حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر، حيث يجوز إشباعها في الحشو أيضاً فلم نسمح للهاء و نمنع الكاف طالما أننا في الحالتين نلتزم عدم كسر الوزن و تغيير المعنى ؟؟؟؟ لم هذه التعسفية بتعقيد علم العروض و وضع القواعد البيروقراطية غير اللازمة و التي تنطوي على تعنت و تشدد في اللغة ؟؟؟ لم نفرق بين حرفين في جواز الإشباع حتى لو اشتركا في نفس الشروط فنجيز إشباع أحدهما و نرفض إشباع الآخر ؟؟؟
و بالتالي أرى أن يحافظ الشاعر على القاعدة الوحيدة المقدسة في الكتابة العروضية و هي أن كل ما ننطق به يُكتب ولو لم يكن مكتوبا وفق قواعد الإملاء المدرسية ، و كل ما لا ننطق به لا يكتب ولو كان مكتوبًا وفق قواعد الإملاء المدرسية ، أما بالنسبة للإشباع و الحذف فهو مخير على أن لا يكسر الوزن و لا يغير معنى الكلمة .
و بالتالي دعوا الشاعر يشبع حيثما أراد و يحذف حيثما أراد بشرط أن لا يخل بالوزن بعد الإشباع أو الحذف و أن لا يبتر الكلمة و يؤثر في فهمها.
و بالنهاية أقول لكم إن من أصح ما قالت العرب على البحر الوافر في العصر الحديث:
إذا وردت عيونها في كتاب
تقاتلت المحارف بالحروف
إذا وردت مفاعلتن
عيونُهَ فِي مفاعلتن
كتابن فعولن
تقاتلت ل مفاعلتن
محارف بل مفاعلتن
حروفي فعولن
و هذه القصيدة كاملة على البحر الوافر :
( القلبُ النَّزِيف)
نزفتُ العِشقَ من تيجانِ قلبي
وغُصتُ به فأغرَقَنِي نزيفي
أقدِّمُ حبَّ سيدةِ الصَّبايا
على حُبِّ الشَّرابِ ....على الرَّغيفِ
على عِنَّاب رِمشَيها رَماني
رحيقُ الحرفِ من دمعٍ رفيفِ
ألألِئُ من حُروفيَ زركشاتٍ 
أُسيْلُ اللّون من غَزَلٍ عفيفِ
تَسَاقَطَ من خضِيلِ الرَّمشِ عطرٌ
كنثرِ الطّيفِ من ودقٍ شفيف
على الخدَّينِ سَيَّلْتُ القوافي
و حاربت المواجِعَ بالسُّيوفِ
إذا غمزَت بطرف العين يأتي
جلالُ الله في وجهٍ لطيف
أُحَبِّر في سجاياها القوافي
و أنقر بالكلامِ على الدُّفوف
و بالقيثار أعزِفُ وجنتيها
فيأتي الصُّبحُ بالليل المُخيف
رحلت بها إلى أدبي بحبري
فشبَّبتُ المحابر بالصُّرُوف
إذا مرَّت عيونُها في كتابٍ 
تقاتلت المحارفُ بالحُروف
أُجَنُّ لَها إذا شيكتْ بورد
فأُسعفها كما الطِّفل اللَّهوف
يعاكسني البريق بمقلتيها 
يعاهِدُني بلألأةٍ و يوفي
إذا فتحت نديَّ الثغر تحكي
يضُوع الكون بالفُلِّ الرَّهيف
فيغرَقُ بالورود إلى الأعالي
بنبرة صوتها الدَّافي العفيف
وشاحها يرتدي لوناً ربيعاً
يُجيدُ الحج بالجِّيدِ الشريف
وشاح دوَّخ الأكوان حسناً
يقود الريح بالدَّورِ اللَّفيف
و تيجان الورود لها بهاء
فأنتِ التَّاجُ للقلبِ النَّزِيف
أغار على حييّ الطرف فيها
فأرسمها بذا الحبر النظيف
فبيتي دونها كوخ فقير
وفيها البيت كالقصر المُنيف
#راوند_دلعو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات