2017/09/30

من رحم الخوف تولد الحياة قصة قصيرة لايمن غنيم

من رحم الخوف تولد الحياة 
قصة قصيرة لايمن غنيم
تلك الاحلام التي كانوا يرتسمونها في مخيلتهم وتلك الهواجس التي كانت تلوح في الأفق البعيد . أين ومتى وكيف .,,??
هذه هي المداولات التي كانوا يفترشونها. أحمد وزوجته . ترقبا وحبا وشغفا وولعا في انتظار مولودهم . بعدما أودعوا نطفتهم راجين الله أن تكتمل قدرته ويدب فيها روح الحياة . وقد كان فأنار الدنيا بطلعته وكسر الصمت بصيحاته المدوية وبارك الله عظيم قدرته بأن دب فيه روح الحياة 
ولم يكونوا يحتسبون أن هذا الطفل حينما يولد . يولد معه القلق والتوتر على ماينتظره في مستقبل غامض . ولم يكونوا يحتسبون تلك القلاقل المفتولة بالرعب والمغزولة بالأرق على ذاك الوليد عندما يواجه الدنيا وهي شقية حزينة . وهي سعيدة ذكية . لا يدرون أين مصيره في كنف مجتمع اكتملت فيه أركان الجرائم . وأصبح آثما حتى في متنفس صعدائه . وموسيقى حياته وعزف مسؤوليه .ويموتون هلعا وخوفا ورعبا .وكأنهم يتمنون بأن لم يقدم لهذا المعترك وهذا النزال البخس وذاك الميدان المحفوف بالمخاطر ألا وهي الدنيا . فتلك هي تنادي حذاري حذاري من بطشي وفتكي .فلا يغررنكم من ابتسامه فقولي مضحك وفعلي مبكي . ويعودون إلى همهمات الرضا وارتياحية الإيمان والخضوعية للقدر . بأن الله كفل للمؤمنين حلو الحياة ونعيم الآخرة إذا ما تمسكوا بحبل الله موحدين ومتمسكين بدين القيمة . فلا هلع ولا ولع . وعادت الابتسامات وتلاشت التأوهات وأخذوا يهدهدون طفلهم ويداعبون أطرافه فرحين بمولودهم . وفي بهو منزلهم يلعب ويضحك وهم يضحكون وتنهمر دموعهم .مكبرين حامدين شاكرين لم تكن دموعهم بكاءا لكنها كانت مكاءا وتنكرا على أي قلق يساور مؤمنا والله باق . وعدالته باقية ورحماته حانية . فلا تيه ولا فزع فى صحراء وبيداء الشهوات وانت تحمل بوصلة الإيمان وخريطة القرآن . ومعية الرحمن . ابدا ابدا أبدا لن تتوه أقدامك ولا يحيد قلبك عن نور الحق وإن بدي للناظرين عكس ذلك . 
بقلم أيمن غنيم 
مصر الزاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات