من رحم الخوف تولد الحياة
قصة قصيرة لايمن غنيم
تلك الاحلام التي كانوا يرتسمونها في مخيلتهم وتلك الهواجس التي كانت تلوح في الأفق البعيد . أين ومتى وكيف .,,??
هذه هي المداولات التي كانوا يفترشونها. أحمد وزوجته . ترقبا وحبا وشغفا وولعا في انتظار مولودهم . بعدما أودعوا نطفتهم راجين الله أن تكتمل قدرته ويدب فيها روح الحياة . وقد كان فأنار الدنيا بطلعته وكسر الصمت بصيحاته المدوية وبارك الله عظيم قدرته بأن دب فيه روح الحياة
ولم يكونوا يحتسبون أن هذا الطفل حينما يولد . يولد معه القلق والتوتر على ماينتظره في مستقبل غامض . ولم يكونوا يحتسبون تلك القلاقل المفتولة بالرعب والمغزولة بالأرق على ذاك الوليد عندما يواجه الدنيا وهي شقية حزينة . وهي سعيدة ذكية . لا يدرون أين مصيره في كنف مجتمع اكتملت فيه أركان الجرائم . وأصبح آثما حتى في متنفس صعدائه . وموسيقى حياته وعزف مسؤوليه .ويموتون هلعا وخوفا ورعبا .وكأنهم يتمنون بأن لم يقدم لهذا المعترك وهذا النزال البخس وذاك الميدان المحفوف بالمخاطر ألا وهي الدنيا . فتلك هي تنادي حذاري حذاري من بطشي وفتكي .فلا يغررنكم من ابتسامه فقولي مضحك وفعلي مبكي . ويعودون إلى همهمات الرضا وارتياحية الإيمان والخضوعية للقدر . بأن الله كفل للمؤمنين حلو الحياة ونعيم الآخرة إذا ما تمسكوا بحبل الله موحدين ومتمسكين بدين القيمة . فلا هلع ولا ولع . وعادت الابتسامات وتلاشت التأوهات وأخذوا يهدهدون طفلهم ويداعبون أطرافه فرحين بمولودهم . وفي بهو منزلهم يلعب ويضحك وهم يضحكون وتنهمر دموعهم .مكبرين حامدين شاكرين لم تكن دموعهم بكاءا لكنها كانت مكاءا وتنكرا على أي قلق يساور مؤمنا والله باق . وعدالته باقية ورحماته حانية . فلا تيه ولا فزع فى صحراء وبيداء الشهوات وانت تحمل بوصلة الإيمان وخريطة القرآن . ومعية الرحمن . ابدا ابدا أبدا لن تتوه أقدامك ولا يحيد قلبك عن نور الحق وإن بدي للناظرين عكس ذلك .
بقلم أيمن غنيم
مصر الزاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق