2017/09/24

حكاية شاعر معاصر -- الاستاذ المحامي الأديب والشاعر محمد خالد بن عبدالقادر خبازة - تقديم واعداد الشاعر ا. محمد عبده القبل



الشعراء والشواعر الاكارم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
عام جديد سعيد وكل عام وانتم بصحة وسعادة 
عدنا لكم بعد غياب لم يكن بالكثير ولكن لنعود لكم بنكهة جديده من نكهات برنامجكم الاسبوعي حكاية شاعر معاصر 
والذي نتطرق من خلاله الى التقريب بين الشعراء ونجعل لكم متنفسا تنتقلون من خلاله الى قلوب الكثير من احبابكم 
نكهاتنا متجدده ومشوقة
ونجومنا دائما مشرقة وضاءة 
وقد ساقتنا مشيئة الله إلى أن نهتدي بنجم اليوم وهو الاستاذ خالد خبازه 
الذي له نكهة مميزه فياترى من هو خالد خبازه 
🛑هو
الاستاذ المحامي محمد خالد بن عبدالقادر خبازة .. 
ولد في مدينة اللاذقية – سوريا و هي مدينة ساحلية هادئة تطل على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط .
مارس مهنة المحاماة منذ عام 1970 – غاية عام 2003 كنت أترافع أمام محاكم اللاذقية . 
كتبت الشعر وأنا طالب منذ السنة الأخيرة للدراسة الثانوية أي منذ عام 1960 .
لم أنشر أي ديوان .. انما قصائدي أغلبها منشورة على الشبكة الالكترونية 
أهوى كتابة الشعر .. و أكتب مقالات تتعلق بالمواضيع الشعرية لجهة الوزن و القافية كما نشرت تحت زاوية نافذة على الشعراء العرب .. للتعريف بعدد من شعراء الأمة العربية التي لا نعرف عنهم الا القليل .. و ما زلت أنشر ..
🛑قال عن نفسه
في بهيم الليل من خلف الدجى المستعرِ 
شاعر يهوى أحاديث الهوى و السمرِ 
في حبور.. شارك النجمات عرس القمرِ
🛑من قصائده
القصيدة الأولى بعنوان
أبلغ القول
رسالة إلى ولدي :
بالحلمِ ، والعلمِ ، أصحابُ النُـهى كمُـلوا ... إن واعدوا صدقوا ، أو حدثوا فعـلوا
و الناسُ في الحـقِ ، ألوانٌ وأمزجةٌ ... والقولُ أفضلُهُ ، ما صدًّق العملُ
لكم تحـايلتُ للأرزاقِ ، أطلبُـها ... لكن أفدتُ ، بأن لا ينفعِ الكسل
فانظر بني ، لما يقضي الزمانُ بــهِ ... وسر على سننٍ ، قد صاغها الأُوَل
و اسلك سبيل الألى ، في كلِ مأثــرةٍ ... فمن مآثرِهم ما يُضربُ المَثل
فليسَ منْ ماتَ في عرفِ الورى جلـلاً ... لكنهُ جللٌ، إنْ ماتتِ المُثل
....
دعِ التواكلَ ، فيما تبتغي عمـلاً ... إن التواكلَ ، مقرونٌ بهِ الفشل
و اعملْ برأيكَ ، لكنْ غيرَ مرتجــلٍ ... فليسَ ينفعُ رأيٌ ، حينَ يُرتجل
و حاذرِ الدهرَ والأصحابَ ،غـدرَهُمُ ... ففاقدُ الحرصِ، قد يودي بهِ الزلل
و اعملْ بحزمٍ و عــزمٍ في بلوغِ علاً ...لا يقطعُ السيفُ ، إنْ في حدِهِ فلل
و كنْ كمثلِ شعاعِ الشمسِ نـــافذةً ... أعيتْ على حجبِه الأنواءُ ، والحيل 
و لا تكنْ ، أبــداً ، في ذي الحياةِ كمنْ ... تقطعتْ بك ، في صحرائِها ، السبل
و لا تكنْ ، في قراعِ الدهرِ، في عــجلٍ ... إن النـدامةَ يأتي قـبلَها العجل
و اطلبْ من الدهرِ، ما يغنـيكَ مسألةً ... وحسبك النحلُ ، منه الشهدُ والعسل
و لا يغرنْكَ منْ هــذي الحيـاةِ منىً ... لاحتْ لعينيكَ ، إذْ يُستحسنُ المَهـَل
و اصبرْ، فان صروفَ الدهرِ، أيسـرُها ... فيما تمرُ بهنَ ، الطينُ ، والوَحَــل
و اغضضْ من الطرفِ في حلٍ وفي رَحَلٍ ... فان أكثرَ ما زانَ الفتى ، الخجل
و اخفضْ من الصوتِ ما أسمعتَ سـامِعَهُ ... وأحسنِ القولَ، قد يحسُنْ بكَ العمل
و عاينِ الأمرَ، إنْ خيـــــرًا وان ضـررًا ... وجانبِ الشر، حينَ الشرُ مُحتمل
واربأ بنفسـِــكَ عنْ ظلمٍ ومعصيــةٍ ... فالظلمُ ما إنْ يَطلْ ، لا بد مُرتحل
فلنْ يقالَ الذي غـالَ الورى رجـلٌ ... لكن ، من يتقي ظلمَ الورى ، الرجل 
و خذْ من العـلمِ ، ما يعلـيكَ منزلةً ... لنْ يبلغَ الشأوَ ، منْ في علمِهِ خلل
و اكملْ بعلمِكَ عن فـهـمٍ و معـرفةٍ ... فالبدرُ أسطعُ ، حينَ البدرُ مكتمل 
و اجعلْ من العقـلِ ميزانًا تزينُ بـهِ ...ما ينطقُ الفمُ ، أو ما ، تنقلُ المقل
و جاهدِ النفسَ فيـما تشتهي أبـدًا ... ففي جهادِك دونَ النفسِ ، تكتمل
( فالنفسُ أمارةٌ بالسوءِ) مـا رغبتْ ... في كبحِها، طالما ، تُستأصلُ العِلل
و اعملْ جميلاً ، تنلْ ذكرى، و مأثرةً ... يمضي الجميلُ، ويبقى الذكرُ والعمل
هذي الأمانات ، قد حُمِّلتـَها ولـدي ... فقد أبى ، حملَ ما استؤمِنْته ، الجبل
. . . .
كما عَهدنا ، هي الدنيـا ، وما عُرفتْ ... لنا مقامٌ بها حينــا ، ومرتــحل
نلـهو بها ليتها دامتْ لطالبها ... فالمرءُ ، ما عاشَ ، محتوم ٌ له الأجل
و الناسُ فيها ، تـوالَوْا اِثْرَ بعضِهُمُ ... بعضٌ يزولُ ، وبعضٌ قبلهم رحلوا
. . . . .
أعيـذٌها أمتي ، دهماءَ داهيــةً ... أنْ ليسَ يسبقُ فيها ، سيفها العذل
لله مجتمعٌ ، ماتَ الجميــلُ بهِ ... فالكلُ عنْ فعلِهِ ، لا ه ٍ ومنشغل
و رب مجتمع ٍ، ضاقَ السقـامُ بهِ ... وقرحتْ جسمَهُ الآثامُ والعِــلل
و فرقتــهُ نفوسٌ ضـلَ مسلكُها ... ومزقتْ شملَهُ ، الأهواءُ والنِحل
. . . . .
أدعـو الهيَ يُعلي العــربَ مجتمعًا... يسمو ، فلا نِحلٌ فيهِ ولا مِــلـَـلُ
لي منْ هــوى أمتي العرباء تذكـرةً... فلينفعِ الذكرُ إنْ لم يشفعِ الأمل
فللعروبـةِ في نفسي وفي كبدي ... ما لا يعبرُ عنه ُ الحرف ُ والجُمل
. . . . .
هـــذي رسالةُ حبٍ لا غَــناءَ لها ...لا مُهجتي وسِعتْ بعضًا ولاالمقل 
عبـّـرتُ فيها عن الآمالِ أخلصُها ... أنْ ليس لي ناقة ٌفيها ، و لا جمل
لكنْ مقولةُ من قبلي، قــد اختزِلتْ ... وأبلغُ القول ِ قول ٌ، حين َ يُختزل 
🛑القصيدة الثانية بعنوان
الشـــاعر ... والقصيـــــدة
دعِ الفـــؤادَ ، و مـــا يهــــوى لــه القــــــــــدر... لن تمنـــعَ الغيـــث ، حــيُث الغيــث ينهمـر
كــم كان يخشــى الهـوى ، و القلب في سفــر... حـتى أتـــاه الذي يخشــــاه ، و السفــــــــــر
آليـــت ، أنـــــأى عن الأحبــاب ، لـي نــُـــذُرٌ ... فمـا أفــدتُ ، و لم تشــــفعْ لــيَ النـــــــــذر
لملمتُ أمتعتي ، أشكــــــو الهــوى قـــــــدري ... فــــما انتفــــعت ، و لـــــم يسعفنيَ القـــدر
أبعــــــد خمسـيـن يــــــأتيه الهــوى سرعـــًا ... قــد ملـَّـه الشيب ، حتــى ملـَّـه العمـــــــــر
هيهــات ينفــــــع في ردِّ الهـــــوى ، حـــذر ... لـــــــــــو كان ينفــع في ردِّ القضــا الحــذر
.....
بمهجــتي شـــــادنًا ، أهـــــوى تمـــــــــــرُّده... يعــــــاند الشــــوق في قلــبي ، و يعتـــــذر
بمقلــتي ، من هـــواه بــات يحـــــــــــرقــني ... يقـــدُّ من كبـــدي الحــــرّى ، و يعتصــــــر
أكلمــا عصـــــفت ريــح الفـــــــــؤاد هـــوىً ... يــكاد قلـــبيَ في جــــنبيَّ ، ينفطــــــــــــر
أعــــالج الوجـــــــد في قلــبي فيــــــــــخذلني ... و لاعج الوجـــد فـي الأحشــاء يستعــــــــر
.... 
في خاطري شـــــاعرٌ ، أشــكو الزمــان لــــه ... يطيـــب لي فــي هــواه الوجــد ، و السهــر
كقابس في الدجــى ، ضــاق الفضــاء بــــــه ... تنـــــادمت في هــــواه الأنـــــــجم الزهـــر
دخلــــت جنتـــــه ، خضــــراءَ ، زاهيــــــةً ... تُســقى من الروح ، لا مـــاءٌ ، و لا مطــــر
لــــكم عبـــرت إليـــــــــه كـــل سلهبــــــــــة ... وكم سلــكت ، فهـــــــان المسـلك الوعـــر
نظـــــــــــرته وبيـــاض الصبـــح معتكــــــــر ... ورحت أرنـــــــو ، ولمـــــــا يتعب النظــر
فـــذقت من خمـــره صهبـــاء صافيـــــــــــــة ... لــم يعتصـــر مثــلها مــن قبلــه بشــــــر
....
يا نسمـــة مــــن شــذى فجـــــــــر معطــــرة ... تغفــــــو على لجـــــة النجــوى ، فتستعـــر
لـــــطالما رسم التــــــــاريخ أحـــــــــــــرفها ... وصاغ أبــــــــياتهن الســـــوسن العطـــــر
منــــابع للهـــوى و السحـــر ما نضبــــــــت ... فيــها المعانــي ، و لا جفـــت بـها فكــــــر
تسرمــــــدت في مـدى التاريـــــخ شعلتـــــها ... حــتى تناثر في دنيـــــــا الهـــــوى الشـرر 
فأفـــردت من سنـــا المـــــــــــاضي جدائلــها ... جداولا فـي سنــا التـــــــاريخ تنـــــــهمر
إن كان أســـــرج في سفـــر الهــــوى زحــلا ... فكيـــــــف في سفـــره لا يُسـرَجُ القمــر؟
تــــــثاءب اللــــــيل فالنجمــــــات حالمـــــــة ... تمشي الهــــوينى وشمس الفجــــر تنتظــــر
و شاعــــر صاحبته نجمـــــــة عبــــــــــرت ... تــــرافص الفجـــر ، لايصحـــــو به قمـــر
صــاغ الزمـــان لـــه ، تيجـــان مملكــــــــة ... من القــوافي ، غِــذاها الفكـــر ، والعبــــــر
يعـــاقر الليـــــل فـــــــي ترجيــع قافيـــــــــة ... و طالمــــأ شـاركاه ، الوجــد ، و السهــــــر
يستقطر الحـــرف خمـــرًا ، والبيـــان سنــــًـا ... فـي أكــؤسٍ ، من رحيـق الحرف ، يعتصر
سلافة ، أســـــــكر التاريـــــــــــــخ عاصرها ... فكــــيف من خمــــــره لا تســــــكر العصر
فـــي حلكــة الليــل ، لا تعجب تألقـــــــــــــــه ... فالفجر يــــولد ، حيث الليــل يحتضـــــــــر
..........
يعطيــك ، مشرقــةً فـــــي شعــره ، صـــورًا... كأنــما انبثقت من روحـــه ، الصــــــــــور
يهوى البيــان ، و أغوتـــه معاجمـــــــــــــه ... و راح يمتـــح منـــها عـــاشـــق بطــــــــــر
و غاص في لجــة ، تزهـــو الكنــــوز بهــــــا ... فاستُخرِجت من محارات النهى الــــــــــدرر
و الدهر يبســــــــم مفتـــــــونًا بموكبــــــــــه ... كأنـــما جـــاءه التــــــــــــــــــاريخ يعتــــذر
كأنـــما الدهـــــر مرهـــــــونٌ بقافيــــــــــــــة ... فليـــس يطـــرب ، إلا حـــين تستعـــــــــــر
....
نصــغي بآذاننــا ، يشـــــدو علـــى وتـــــــــــر ... فتُمعــن العـــين ، حـــتى يشتفي النظـــــــر
كأنمـــا الأذن ، قــــد تـــاقـت لرؤيتـــــــــــــــه ... حـــتى تصــارع فيــه السمــع ، و البصــر
..... 
ما لليــــالي ، تغــــالي فـــــي تعنتــــــــــــــها ... ما آن يسطـــع في ديجـــورها قمــــــــر ؟ ا
لولا القــــــــوافي التي هيجـــــــن لي شجنــــا ... مــا كان مجتمـــع يزهـــو ، و يزدهـــــــر
و كيــــف يرقــى إلى العليـــاء مجتـــــــــــــمع ... غـــالي الطموحـــات ، إن لم يرتق الفكـــر
...
أفــــدي القريـــض ، إذ اهـــتزت ركائـــــــزه ... فــي مـدلهـمٍّ من الأنــــواءِ ، يحتضــــــــــر
سـرت ركائبـــه فــــــي مهمـــــهٍ عفـــــــــنٍ ... يستنــجد الوحـــي ، حيــث استفحل الخطــر
أليـــس من فـــارس ، للشـــعر مرتجــــــــــــل ... يعيـــد للشعــــر أمجــــادًا ، و ينتصــــــــــر
...
يــا دوحـــة ، فــــــــي ريــاض الشعــر بـاسقة ... يزهــو القريــض بهــا عطرًا ، فينتشــــــر
يـا دوحــة ، حملتــــــهــا الروح ، فانــــــطلقت ... و قد تــلألأ فيهـــا الوجــد ، والفكــــــــــــر
تطـــــــاولت في سمــا الوجـــدان أفرُعُهـــــــــا... و أثمرت حكمــًا ، فاسّــــــاقط الثمــــــــــــر
غـــنى الزمــان علــــى أوتــارها ، نغمـــــــــًا ... فـــردد الكـــون ، مــا غـــنى لــه الوتـــــــر
لــولا القـــــــريض ، ولــولا رجــع قافيـــــــــة ... مــا كان في الكــون ، لا لحــنٌ ، ولا وتـــر
اللاذقية 2002 
🛑القصيدة الثالثة بعنوان
سيمفونية الطبيعة و الحباة
وســــوسنــــةٍ أقبلت في الصباح 
تسائـــــــلني ، فيــــمَ هذا الحــــــذرْ
كأني بها كــــنت في مــــــــوعد 
و قــــد لاح منها شعــــــور بــــــطر
تـــكاد الملاحــة في وجـــــــهها 
تــراهن قـــــــلبيَ ، أن يـســـــــتعر
ففي الوجــه تقرأ سفر الهــــوى 
فيوحــى لعينيك حــــبَّ السفـــــــــــر
تسائلني عــن معاني الــــهوى 
وفي صوتها مجمــــــــــلٌ من صـور
وتســأل في الحب معنى الهوى 
وهل تــــرك الحــب بي من أثــــــــر
فـــأدركت أنيَ فـي مشــــــــــهد 
تتـــوه الحجـى ، في ازدحـام الصور
و أيــقنت أن الهــوى جــــــامح 
و قــد يرتقـــي بــي إلى منحــــــــدر
فــــعدت إلى العقــل دون الهوى 
و ألجمتــــه قــــبل أن ينتصـــــــــــر
....
أجبت ، و في القلـب منـي سعير 
و طيـــف الملاحــــــة ملء النظـــر
ليـــعجب سمعي هـديل الحمام 
على أيـــكة ، و حفيفُ الشـــــــجر
و صفصافة ، بعض أغصانهـــا 
تداعب في الليــل ، وجــه القمـــــر
و صرصار ليل تحدى السكـون 
فرد له أخـــــــر ، حــين صــــــــر
و ناعورة أخرجت في الحقــول 
ميــــــاه الحيــــــاة لقمـــح ، و بـــر
و سمـارة حـــــول كانــــــونــة 
بليـــــلة قــــــر ، فيــــقهر قــــــر
و أطلال كـوخ على ضفـــــــــة 
كأن بـه من سقــــــــوط حـــــــــذر
وعصفورةٌ زقزقت في الصباح 
فـــرد لها ، عنـــدليب عبـــــــــر
و موجٌ يربِّت كتف الرمــــــــال 
يداعـــــــب حباتها في السحــــــــر
و صوت الجــداول بين الحـقو 
ل ، ينساب بيـن الرؤى ، و الفـكــر
و بـــوحُ خرير يجوب المسامــــــــ
ــــع أصغي لهــا في هــوىً مستمــــــر
و بسمة ثغر ، ونفحة عطــــر 
و برعم زهر ، و حـــلم نــــــــضر
وصيحة ذئب عـوى في التلال 
بليـلة عصـــف ، و جـــــو مطـِــــر
و لألاء بــدر بصفحة نهـــــر 
فتــــرتاح في ضــــــــــفتيه الصور
و شمس تثاءب وقت المغيـــب 
تراقب ، قبـــــل تنـــام القمـــــــــــر
... 
و يعجبني فـــوق هــــــذا وذاك
حيــاة الفـــلا ، و ركــــوب الخطر
وليلة فكر ، على كاس شـــاي 
بــــليلة أنس ، و ضــوء القمــــــــر
و ضمة طفل إلى صـــدر أم 
أبى نهدها أن يبيـــــح النــــــــــظر
و طفــل يقــــود ، على صغره 
إلى بيتــه ، فاقــــدًا للبصــــــــــــر
وفلاحـــةٌ ، دون أطفـــــالها ، 
تصـــارع في الحقل كف القــــــدر
وطالب علم ،على ضـــوء شمع 
يــــعِـدُّ النصــوص إلى مختصـــــر
و بحَّاثــــة دون كشف مفيـــــد 
يديـــر المعـــــارك في المختبــــــر
و رعشة قــلبِ محـــبٍ كـــواه 
فأضنى الفــؤاد هـــــوىً مستعــــــر
و رائحــــة الأرض قد نالهـــا 
على شحــه ، صيب من مطــــــــر
فتــلك رؤى تستـــحق الحيــاة 
و حـــق لــذي اللــــب أن يعتبـــــر
اللاذقية
🛑القصيدة الرابعة بعنوان
الشاعر ..الوطن .. و الزمان
ماذا عليــه اذا استقــلَّ الآنجُمـــــا ... ضحكَ الزمــانُ لشاعرٍ فتبسّمــــا
ماذا عليـــــهِ أن يغـــازلَ نجمـــةً ... أهــــدتْ له قمــرًا .. فردّ تبسُّمــا
ماذا عليه اذا ارتقى قمم العــــــلى ... و اذا التقى فيها الكـرامة و انتمى 
هتفتْ و رحبتِ الريــاضُ بركبِـه... و شدتْ بلابلُــها .. فــردَّ و سلّما
أغوتْـــهُ أحلامُ الصِّبا و لربمـــــا ... جمحَ الخيالُ به ، فصادَ الأنجمـــا
لعبــتْ بهنَّ يــــدُ الزمانِ و طالما... ملك الزمـــانُ عنــانَه و تحكّمـــا (1)
حتى اذا ضحكتْ له قممُ الــربى ... عبسَ الزمانُ بوجهِــهِ و تجهّمـــا
أوما كفاهُ من الضنى ما قد مضى ... فقستْ عليـه يــدُ النوى فتـألما ؟!
هلّا مسحتِ له محاجــرَ دمعـــةٍ...سالتْ على جفنٍ فحدّق مُرغَمــا
عبثـتْ بمقلتِــه ســوافـِـحُ عبرةٍ ... نزفتْ محاجـــرُها فسالتْ عَنْدما (2)
فكأنّ محجرَ عينـِـه و جفونـَــــه ... صارت منابعَ للدموعِ و منجَما
لا تعذلي جبلا تطاولَ في الذُّرى ... عصفتْ به ريحُ البِلى فتحطمـــا 
ملّ الهوى و الحبَّ ، لا عن رغبـةٍ ... و لربما مـلّ الفضـــــاءُ الأنجُمـا
....
يا موطنا غفلَ الزمانُ ربوعَــه... عـزّت على الأعدا يَرَوْنكَ مُنْعما
يا بسمةً بفــــم الزمـــانِ و درّةً ... عزّت على الغواص أن يتقحّمـا
كم بسمةٍ لك في الفؤادِ و ضِحكةٍ...رسمتْ على شفةِ الزمانِ تبسُّما
في كل شبرٍ من ثراك قصيدةٌ ... عصماءُ وشّحها الندى و تنسّما
لعبتْ بساحتـِــهِ الريـاحُ و طالما... لعبَ الفَخــارُ بساحــــه و ترنّما 
ما ان يضاحِكـُــه النهارُ منورًا... أطفا مشاعلَه .. وعاد فأظلمــــا
من طول ما عبثَ الزمان بربعِهِ ... أضحتْ منازلُهُ الكئيبةُ مَعْلمـــا
...
لهفي على وطنٍ تعملق في الذرى ... جارت عليه عواصفٌ فتقزّمــــا
أبكي عليه ، و العيونُ سوافح الـ ... ـعبرات ، و الأكبادُ ، أن يتقسما
نالَ الزمانُ به فلم يتــــــركْ له ... الا الـمصائبَ أو لسانًا أعجمـــا
كم أعينٍ جفتِ الكرى و مدامــعٍ ... سهُدتْ و أرّقها النوى .. فتلعثما 
هوّن عليكَ .. فلستَ أول موطنِ ... جارت عليه يد البـــلى أو هدٍّما
كم في بلادِ العرْبِ دونك موطنٌ... عبثــتْ به أبنــــــاؤهُ فتهدّمــــا
كم من رزيئــــــــةِ أمةٍ و بليــةٍ... نكأتْ جراحاتٍ و أوهتْ أعظُما (3)
أسلمتِهِ للعاتيــــــاتِ من الهوى ... و منعتِهِ من أن يصولَ و يُقدما 
أحسبتَ أهل الغرب عندك مغنمًا... حتى اتصلت بهم فأضحوا مَغرمًا
ردي له بعضًا و ردي روحـَـه ... فلربما سمحَ الهــــوى ، فتندّما
...
أشقته غربةُ بيته .. و دروبـُــــهُ ... ضاقتْ مسالكُها فأضحت مُبهما
يا موطنًا شَـدَتِ الطيورُ بدوحِــهِ ... و غفا الربيعُ على ثراه و أنعمــا (4)
كم قد قضى فيه ، لباناتِ الهوى... أذكرتِــهِ زمنـــًا هنـــاك تصرّما (5)
أواه يا وطني .. وكم من سرحة ... كانت تعانقها الطيـــورُ ترنُّمـــــا (6)
يا موطنـــــــًا لعبَ الحريقُ بربعِهِ... أخشى عليــــهِ اليومَ أن يتفحّمـــا
المحامي خالد خبازة 
اللاذقية كانون الثاني 2014
1- الضمير في لعبت بهن ، تعود الى أحلام الصبا في البيت السابق 
2- عندما : العندم ، اللون الأحمر ، أي لون الدم 
3- رزيئة : مصيبة . و نكأت : يقال نكأ القرحة ، أي قشرها قبل أن تبرأ ، أوهت : أضعفت 
4- الدوحة : الشجرة العظيمة المتسعة ، من أي نوع من الشجر كانت .
5- تصرما : انقضى و مضى
6- السرحة : نوع من الشجر ، جمعها سرْح ، و هو الشجر الكبير و العظيم و الطويل ، يستظل الناس تحتها
🛑🛑القصيدة الخامسة بعنوان
دع الشمس تشرق
سائــل الفجـــر ، إن أضــــاع البــــــــريقا ... واسأل الشمس ، هـــل مللـــت الشروقـــا ؟
روعتــــــها مــواكب الحســـــن فــــــــجرًا ... حـــين ضـلت ، إلى الشــروق الطريقــــــا
أعصــاها ، أم الضيــــــاء ، بنــــــــوها ؟ ... أم تلقت ، من البنــــــين العقوقــــــــــــــــا 
أغمـــض الحسن أعيــــن الشمس دهـــــرًا ... و تحـــدى الزمـــان أن يستفيقـــــــــــــــــا
...
يا ابنــة الفجــر ، والصبــاح أطلــــــــــي ... أشـــفق الفجـــر ، أن يعـــــود أليـــــــــــقا
عــانق الـــــشمس صبحهــا ، فأضـــاءت ... مطــــرف الشمس ، فاســــترد البريقــــــا
ضــــاق عتــه الفضــاءُ ، و هو رحــــيبٌ ... و عجيــبٌ من الفضـــا ، أن يضيقـــــــــا
أي بشــرى ، أتتــــه في ألــــق الصبــ ... ــــــح سنـــــاءً ، و أي حلــــم أفيقــــا
قبـــــلت ثغــــــرها الأزاهـــــــير حسنــــًا ... و اسـتعارت ، من الشفـــاه ، الرحيقـــــــا
وغفــــا الـــروض في النهــــود ، و ألـــ ... ـــقى في سنـا النهـــد ، عنــبرًا ، وعقيقــــا
فالقـــوام الرشيــــق ، ينســــــاب حسنـــًا ... في اعتــدال ، أفــدي القــوام الرشيقــــــــا
قـــد كستــه الأزهــار مـــن كــــــل لــونٍ ... و حبتـــه الأحـــلام وجهــًا طليقــــــــــــا 
و اهــاب ، قـــد شــــفَّ منـــــها رقيـــــق ... و مــــن السحــــــر ، أن يشــــفَّ رقيقــــا
و جفـــون , تكحــــل البحــــــــر منـــــها ... قــد لعمـــري ، حســـدت فيها الغريقـــــا
و مـــآقٍ ، يرشحن راحـــــًا ، و سحـــــرًا ... فعــــذار ، إذا رشفــت المــــــوقــــــــــــا 
عربــــد السحــر فيهمــا ، يــا لقلــــــــــبٍ ... في هــــواها ، أنـــى لـــه أن يطيقـــــــا
يا ابنـــة الفجـــر و الصبـــاح أفيقــــــي ... قـــد صـــحا الفجــــر في نــــداك عبـــوقا
نــام عنــــــها الشموس ، وانتحب النجــ ... ـــم حيــــاءً ، وأجفل الفجـــر ضيــــــــــقـا
نـــــــازعتك العــــــــــلاءَ ، و هو بعيـــد ... فتهــاوت من العــــلا تمزيقــــــــــــــــــــا 
... 
أي سحــــر ، قــــــد ذاب في عبـــق الليــ... ــل ، تنــــدى ، وأي حـــــلم أفيقـــــــــــــا
ســــرق الــورد من مباسمـــه العطـ ... ــــر جهارًا ، و أنـــكرالمســــروقـــــــــــا
صنــــــــع الفجــــر مـــن سنـــــــــاه رداءً ... فتهــــادى علـــى الزمــان شروقــــــــــــا
... 
يـا سليـــلَ النجــــوم ، و ابنَ ضيـــاهــــــا ... قــد كســـاك الضياء سحـــرا أنيقــــــــــــا
كــم زرعنــــا ، من الخيـــال ريـاضـــــــًا ... و قطفنا من الخزامــى العبـــــوقـــــــــــــا 
و كـؤوسٍ مــن الهــــوى قد رشفنـــــــــــا ... هـــا سلافــــًا ، وبعـــض ريق أريقــــــــا
و غرسنــــا ، فــــي الشمس كل شــعاع ... يتنامى فـــــوق الدنـــى تفريقــــــــــــــا
و سبكنـــا الأحـــــــــلام نـــــدًا و وردًا ... و سكبنــــا الأشـــواق خمرًا عتيقــــــــــا
شـــــــارك النجـــــــم حلمنـــا ، فلمسنـــــا ... وجعلنا مقامنــــا العيـوقـــــــا (1)
أزفت ساعـــــة الهــــوى ، فاستفقنـــــا ... حـــين زفت إلى النجـــوم رفيقـــــــــا
يـا شقيق الضيـــاء ، و الألــق الطـــــا ... غـــي بهــــاء ، لقــد بززت الشقيقـــــا
يـا صفي الصفـــاء ، و الحلـــم الحلــــو ... نقـــاءً ، و أجـمل النــاس موقـــــــــا
قــد أثـــرتم في القــــلب ثـــورة شـــوق ... أججـــت شــعلة ، و أذكــت حريقــــــا
...
عذبـــةً الروح ، قـــد أطلــت عــــذابي ... وكفــاني ممـــا أعـــاني حروقـــــــــــــا
ففـــؤادي ، لطـالمـــا حمـــــــــــل الــــود نقيـــًا ، و ذاقـــه ممذوقــــــــــــــــــا (2)
و هــواني مــــن الهــوى بعض ذلــــــي ... يـا لـــــــــذل ، قد صار عذبا رقيـقـــــــا
رق شعــري ، و قــد وصفت صبـــاها ... وشـــعوري ، قــد مزقــت تمزيقـــــا
قلــت : حقـــــــي ، لقــاءَ ذلي لقـــــاءٌ ... فاستهانـــت ، و أنكرتنـــي الحقوقـــــا
اللاذقية آذار 2004
المحامي خالد خبـــازة
🛑فضلا 
1__إقراء للشاعر 
2__تحدث عنه في تعليق 
3__رسالتك إليه في تعليق 
🛑بهذا نكون قد وصلنا معكم الى نهاية قراءتنا لحلقة الاسبوع من برنامجكم حكاية شاعر معاصر 
لكم خالص التحايا من إدارة مجلة غذاء الروح والفكر وفرسان الشعر
 🛑البرنامج من
🌹إعداد وتقديم 
محمد عبده القبل
🌹الترشيح والتقييم 
د.نبيل الصالحي 
🌹الإشراف والمتابعه 
د.منذر قدسي 
🌹التصميم والتكريم 
أ. نهلة أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات