2016/10/08

ورق الخريف للشاعر // مُنذر قُدسي


ورق الخريف
....................................................
قدْ سَبَقتني برمشِ الجفنِ عِتابَا
بعدَ أنْ أَسكنَتْنِي شوكَ
الشِعابا
لَمْ تَدرِ أنَّ العَين َ اَوصالُها بَصرٌ
و القلبُ يعتصرُ فراقاً يئِنُّ
اغتِرابا
ودِرعُ الصَدر سهامٌ خانتْهُ بمعركةٍ
وبيّاضُ الشَعرِ غرساً يذَرَتْه
تُرابا
قد أفرغَتْ قواريرَ الهَوى بحرقةٍ
ورسَمَتْ صورَ عشقٍ لوَّنتْها
سَرابا
وقرعَتْ طُبولَ الصَدر ِ بنبضِ حربٍ
وصَبغَتْ من نسغِ العروقِ
حِرابا
واغارَتْ بِسِيّاطِ الريحِ جِيْداً تلطُمُهُ
وورقُ الخريفِ قِرطاً تهزُّ
عِقابا
ورافَقَتْ هَمَجِيَّةَ التَتَارِ في غَزْوِهِم
ناصَبَتْهُم ظُلمَاً ونَهراً رَمَتْ
كِتَابا
حَسِبَتْ بوفاءِ عِشقٍ قديمٍ تَرحَمُني 
رَمَتْ طَمىً بقعرِ بئرٍ ردَّتْ
جَوابا
لمْ ادرِ إنَّها جوفاءٌ قيحاً تَبثُّ حِلَّتُها
أو بعضَ بعضِ ضبابٍ حَسِبْتُهُ
سَحابا
حَتىَ عَرِفْتُها كالشمسِ وإِنْ أَضاءَتْ
تحرقُ قلبَاً بنارِها إِنْ حطَّتْ
قِبابا
تَسِنُّ نصلَ قوسٍ وتَشِدُّ وترَ المَنَايّا
تَجعلُ القلبَ يتيماً يَبكِي
مُصابا
تَفترِي على الاشواقِ تَرميْها ظُلماً
تحاكمُ الضلوعَ عِشقاً وتَتَهِمُها
اغْتِصابا
سَكبَتْ ناراً كانَتْ تُخَبِأَها في باطِنِها 
ولاّدةٌ حرَّضَتْ جمرَ البركانِ
إنْجابا
قدْ قتَلتْ الروحَ و باركتْها في رحلةٍ
تركتْها إجْنافا لمْ ترِدَّها
اَعْقابا
-------------------------------------------
ولاّدةٌ: هيَّ القابلةُ التي تساعدُ على الولادةِ
--------------------------------------------
بقلمي / مُنذر قُدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات