بأيِّ روحٍ وأيِّ عاطفةٍ عشنا أيامنا
عدنا وغيرنا حياتنا
تعاهدنا ولهفةُ قلبينا رفرفتْ من حولِنا
يا أيتها الروح الطاهرة
الليلُ يُطلُّ من ثنايا الشجر
ونبتتْ البذورُ وأورقتْ
يا وردة القدر
يا فرحنا
وجُرحنا
بزغتْ طلعتك عندما كنتِ تميلين لنا
وانطلقتْ تأملاتُ الطريق
وأسرارُ البحرِ على الشطآن
في قاعهِ يُولَدُ المرجان
ببريقِ الأرجوان
في الرعشاتِ المُظلمة
عددي الجذورَ في الأوراق
لاستعادةِ الفجرَ المنسي
في حقلِ الفراق
تتفتحُ الأضواءُ
في أحضانِ السماء
ثماراً ناضجة
ونجوماً ساطعة
وتصبحُ الروحُ نقية
مثل أغنية
وخفقات كثيفة
تضاءلَ الغروبُ الكثيفُ
وانكمش القلبُ في عمقِ الزمان
لنهرٍ عذبٍ يُبحرُ بنا
ويبدلُ من حالنا
على صخرةِ الصبرِ تولدُ المعجزة
وتجعلُ كلَّ شيءٍ ممكنناً
تبدد المأساةَ القديمة
يتموجُ البحرُ من حولك
وحيداً في قلبي كل هذا العناء
في عالمٍ تمورُ فيه الحياةُ والشقاء
أواهُ ، أنت أقربُ إلى جذورِ حياتنا
نُلملمُ الجِراحَ كي نُفلتَ من أوجاعِنا
وتزهرُ الورودُ في دمائنا
نعودُ آخر النهارِ مُتعبين
غارقين في الضباب
في ليالي الشتاء
إذا أرادت الروحُ أنْ تعرفَ مثلها
فلتنظر إلى روحٍ مثلها
رسونا على الشطآنِ بعطور نور
وتوحدت أرواحُنا
لكنَّ الرحلة لم تكتمل
نوافذُ فسيحة
وسماوات نكتبُ على جدارها رسائل
تاخذنا نجومُ الليلِ بلهفات
ونرسو بين الزنابقِ ها هنا
يا بعض من أنت من زمنِ المُحال
يُعَطرُ العطرُ منكَ إليك
ولك ألف سؤالٍ وسؤال
والحسنُ والليلُ في العشايا
والزهرُ ينمو على التلال
لفتةً في دنيا الجمال
لا تبوحي بهوىً طابَ خِفيةً عن حبيب
منْ يغنيك منْ أنا ؟!
مرَّ غصنٌ من هُنا
فاصدحي على يدي
فالليلُ طابَ وجُنَّ الوتر
وقمرٌ ترنحَ وراءَ قمر
الساعةُ انفلتتْ
ورقَّ القدر
على نغماتك زماناً عَبَر
وتجلتْ كلُّ الصور
وحانَ اللقاء على ضفةِ النهرِ فوق الزهر
عبيرٌ عبيرٌ فوق الغصون
نهرٌ وضوءٌ
وصوتك العذب فوق الأراك
يطوقني فأغيب هناك هناك
وضياءُ الصبحِ ينهمر
فإذا ما أقبلَ القمر
سوسنٌ على كلِّ نسيمٍ سماح
يا سكباً من القمرِ لاح
لكِ الحسن والجمال
حلواً كحُلمِ العروس
بلونِكِ الليلكي في ظلِ شال
لملمي الشمسَ على مقعدي
ولتجلس بجانبي
على الزوايا الخُضرِ
أَحَبُّ عليَّ إلى مسمعي
وصدى تجمعَ في أضلعي
هفا من مدى سحيق
وملءَ يدي هنا وأنت معي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق