2017/11/29

((( الغنى والفقر ))) شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

((( الغنى والفقر )))
رأيتُ حياةَ المرءِ وفقاً لمالِهِ . . . فإنْ زادَ زادَ السعدُ في كلِّ حالِهِ
فأخلاقهُ للناس حلوٌ مذاقُها . . . وكلُّ قبيحٍ لا يُرى بخِلالِهِ
ومدحٌ وأخلاقٌ لهُ ومحبَّةٌ . . . وحُسنُ كلامٍ مشرقٌ بجمالِهِ
ويُقصدُ في الحاجاتِ حتّى كأنّما . . . إذا رامَ أمراً نالَ أقصى اكتمالِهِ
وذو الفقر هَمٌّ دائمٌ لا يَرى لهُ . . . مُحِبّاً ولا من سامعٍ لمقالِه
يعيشُ كأنَّ الناس أسبابُ همِّهِ . . . ويطغى عليهِ الذلُّ دون سؤالِهِ
فإن يدنُ مِن قومٍ يُظَنُّ لحاجةٍ . . . أتاهمْ فيلقى الضِيقَ نحو مجالِهِ
يطاردهُ ذنبٌ كأنَّ جريمةً . . . أتاها وهُمْ مَن وُكِّلوا بانخذالِهِ
وما سائلٌ عنهُ إذا غابَ أو أتى . . . ولا مَن يُرجّي أنْ يَمُرَّ ببالِهِ
فيا حسرةً للمالِ كم عَزَّ أهلُهُ . . . فكل خصال الحسن عند خصالِهِ
ويا حسرةً للفقر كم ذَلَّ أهلُهُ . . . فكل خصالِ السوءِ عند خصالِهِ
ويا حسرةً للناس كم صار نهجُهُمْ . . . قبيحاً فلا يُرجى لثُقل احتمالِهِ
فأين التقى والخُلق .؟ لا شكَّ أنها . . . أقاويلُ ستر العيب عند رجالِهِ
فكم ناصحٍ لا يعرفُ الخيرَ نهجُهُ . . . تراهُ نبياً وهْوَ دون نعالِهِ
فمعروفُهُ ناءٍ ومنكرُهُ دنى . . . فكيف لشخصٍ يقتدي بمثالِهِ
متى كَثُرَ المعروفُ في قولِ قائلٍ . . . تيقَّنتُ أنَّ الشرَّ أقصى انشغالِهِ
فقد صارَ قولُ الخير لهواً وغايةً . . . يُدارى بهِ عيـبٌ لسـدِّ اختلالِهِ
إذا كَثُرَ الوُعّاظُ والشرُّ دائمٌ . . . فإنَّ حضور الوعظ مثلَ زوالِهِ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات